أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)

وافقت اللجنة السياسية والأمنية التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي على تخصيص مبلغ 70 مليون يورو، للموارد التي تمت تعبئتها بالفعل لتوفير دعم إضافي للجيش الصومالي وللعنصر العسكري في بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال «اتميس». 
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان مساء أمس الأول، إن كلا من الإجراءين يهدف إلى المساهمة في تسليم المسؤوليات الأمنية من «اتميس» إلى الجيش الصومالي من خلال السماح للأولى بالوفاء بولايتها مع تعزيز قدرات الأخير. 
وتواصل قوات الجيش الصومالي ضرباتها العسكرية الموجعة ضد معاقل ومقاتلي حركة الشباب الإرهابية التي تكبدت خسائر فادحة خلال الربع الأول من العام الجاري، ونفذ الجيش خلال مارس عمليات عدة ضد عناصر الحركة في مناطق عدة، منها دودوماي، وبولو جدود، ومدح مرودي، وياقبرويني التابعة لمحافظة شبيلي السفلى جنوبي البلاد. 
وأوضح الباحث والمحلل الصومالي، شرحبيل أحمد إسماعيل، أن قوات الجيش الصومالي تمكنت خلال أشهر يناير وفبراير ومارس 2024 من توجيه ضربات قوية عدة ضد عناصر جماعة «الشباب» في مناطق متفرقة من الصومال، وبالأخص في الوسط والجنوب، وهو ما جعل التنظيم الإرهابي يتكبد خسائر فادحة في صفوف مقاتليه وقياداته.
واستهدفت عملية عسكرية نفذها الجيش بالتعاون مع الشركاء الدوليين خلال فبراير الماضي تجمعاً للحركة الإرهابية في منطقة عيل-ودلان التابعة لمدينة جلعد بمحافظة «جلجدود» وسط الصومال، وفي عملية أخرى تم تدمير قواعد في مناطق عدة بمحافظة شبيلى السفلي، وتكبدت المليشيات خسائر فادحة في الأرواح.
وذكر الباحث والمحلل الصومالي في تصريح لـ«الاتحاد» أن قوات الجيش الصومالي تحظى بدعم شعبي ملموس من غالبية فئات المجتمع، وهو ما أسهم في تحقيق العديد من الانتصارات العسكرية ضد حركة الشباب خلال الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يستمر الدعم الشعبي للجيش في الفترة المقبلة من أجل القضاء على التنظيم، وإعادة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
وبدوره، شدد الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، على أهمية الضربات العسكرية التي وجهها الجيش الصومالي ضد معاقل ومقاتلي حركة الشباب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يعزز من فرص القضاء على التنظيم، بعدما تم تطهير بعض المناطق الاستراتيجية والحيوية من قبضة الإرهابيين.
وكانت قوات الجيش الصومالي والقوات المحلية قد تمكنت في أوائل يناير الماضي من انتزاع مدينة مسجواي، في ولاية جلمدج بوسط البلاد، من قبضة حركة الشباب، وهي مدينة شديدة الأهمية، تقع على بعد 270 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة مقديشو، وبها قاعدة عسكرية، وظلت أربعة أشهر في قبضة التنظيم الإرهابي.
وأوضح أديب في تصريح لـ«الاتحاد» أن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الصومالي ضد الإرهابيين ستستمر خلال الأشهر المقبلة في ظل استمرار الدعم الدولي للحكومة الصومالية، ما يساهم في إضعاف الحركة بشكل كبير.