جنيف (وكالات)
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، أن إسرائيل تسمح بدخول بعض الإمدادات إلى قطاع غزة، لكن ليس بالقدر الكافي لتجنب جوع واسع النطاق.
وقال المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، في مؤتمر صحفي بجنيف: «خلال الأسابيع القليلة الماضية، لم تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول المساعدات إلا بكميات تبقى أقل بكثير مما هو مطلوب لتجنب جوع واسع النطاق»، مضيفاً أن خطر الجوع في غزة نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات الإنسانية.
بدوره، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أمس، الوضع في قطاع غزة بأنه «فاق الكارثة» في ظل استمرار الأعمال العدائية للقوات الإسرائيلية.
وذكر المكتب في بيان صحفي، أن المدنيين يعتمدون على وجبات مرة واحدة يومياً من المطابخ المجتمعية غير أن الكمية التي تستطيع طهيها لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات السكان.
وأفاد بأنه تم تسهيل ثماني مهمات من أصل 12 مهمة تشمل نقل الإمدادات الغذائية والوقود إلى شمالي القطاع، وتتطلب التنسيق مع سلطات الاحتلال من دون عائق.
كما أوضح المكتب الأممي أن الخطة الإسرائيلية المعلنة لاحتلال كامل مدينة غزة ستخلف «أثراً إنسانياً مروعاً» على الفلسطينيين الذين يعانون حرماناً من مقومات الحياة، موضحاً أن نحو 86% من مساحة القطاع تخضع لأوامر النزوح أو تقع ضمن مناطق السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
وذكر أن المناطق المتبقية مكتظة وغير مهيأة لتأمين مقومات بقاء الناس فيها على نطاق واسع.
في السياق، أشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، بتضحيات موظفي الوكالة رغم الجحيم اليومي في غزة، حيث يواصلون عملهم الإنساني رغم التحديات والظروف القاسية.
وقال لازاريني: «إن موظفي «الأونروا» لم يستسلموا رغم الجحيم الذي يعيشونه يومياً».
في غضون ذلك، حذر مسؤول طبي في القطاع، أمس، من أن حياة 25 مريضاً في مستشفى الشفاء باتت مهددة بالخطر الشديد جراء نفاد مخزون التغذية الوريدية العلاجية اللازمة لهم.
وقال محمد كحيل، رئيس قسم التغذية العلاجية في المستشفى: إن نحو 500 مريض يعانون سوء التغذية داخل القطاع، بينهم 25 حالة خطيرة تحتاج بشكل عاجل لتغذية وريدية، مضيفاً: «هؤلاء مهددون بالموت في أي لحظة نتيجة عدم توافر العلاج».
وأوضح أن أكثر من 200 شخص معظمهم من الأطفال قد توفوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب سوء التغذية، لافتاً إلى أن الرصيد المتبقي من المستلزمات الطبية الخاصة بالتغذية الوريدية في مشافي غزة يساوي صفراً.