تراجعت سرعة التضخم السنوي في المكسيك إلى أدنى مستوى منذ مارس الماضي، مع فرض الحكومة سيطرة على أسعار الغاز المسال المستخدم في المنازل والأنشطة الاقتصادية. وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 5.58% في النصف الأول من أغسطس، مقارنة بأسعار الشهر نفسه من العام السابق، أي أقل من النسبة التي بلغت 5.85% في يوليو الماضي، بحسب بيانات نشرها «المعهد القومي للإحصاء». ونسبة ارتفاع الأسعار أقل أيضاً من التقدير المتوسط البالغ 5.66% بين محللين قامت بلومبيرج باستطلاع رأيهم. وانخفضت الأسعار بنسبة 0.02% عن النصف الثاني من يوليو. ورفع بانكيسو (البنك المركزي المكسيكي) معدل الفائدة الرئيسي في ثاني اجتماع على التوالي في وقت مبكر من أغسطس ليصل إلى 4.5%. ويرى اقتصاديون أن القيود على الأسعار التي فرضتها اللجنة المنظمة لأسعار الطاقة، بناء على طلب من الرئيس اندريس مانويل لوبيث اوبرادور، مؤقتة على الأرجح. وفي الوقت نفسه مثلت الحدود القصوى للأسعار باعتبارها قوة مقابلة للضغوط مثل ارتفاع كلفة أسعار الغذاء. 

وقفزت أسعار الخضر والفاكهة 2.33% مقارنة مع نهاية يوليو الماضي، مع ارتفاع سعر الفلفل الحار 26.78% وارتفاع الأفاكادو 8.98%. وانخفض سعر الغاز المحلي 15.06% أثناء هذه الفترة وفقاً لبيانات «معهد الإحصاء». وظل التضخم الأساسي يتعرض لضغوط ويتسارع إلى 0.28% مقارنة مع 0.13% قبل أسبوعين. وبلغ سعر الفائدة الأساسي أيضاً أعلى مستوى على أساس سنوي، منذ نهاية 2017. 

وتوقع محللون أن يتخذ البنك المركزي إجراءات مشددة عبر باقي العام كي يُبقي التضخم تحت السيطرة، رغم انقسام مجلس الإدارة المؤلف من خمسة أعضاء بشأن السياسة الواجب اتباعها في الاجتماعين السابقين. وتعافى الاقتصاد المكسيكي بقوة عام 2021 مسجلاً قفزة بلغت 19.7% في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني مقارنة بالعام السابق، وسجل ارتفاعاً ربع سنوي بلغ 1.5%. وبلغ التضخم السنوي قمة عند 6.1% في أبريل قبل أن يتراجع في الشهور التالية. وظل فوق المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي البالغ 3%، بزيادة أو نقصان نقطة مئوية. 
وتجدر الإشارة إلى أن «الخاندرو دياث دي ليون»، محافظ البنك المركزي، سيترك منصبه في ديسمبر المقبل، عندما تنتهي فترة ولايته، ورشح الرئيس المكسيكي وزير المالية السابق «ارتورو هيريرا» ليحل محله. وقد تتغير القرارات مع التغير في تركيبة مجلس إدارة البنك الذي ظل منقسماً بواقع ثلاثة أعضاء إلى عضوين معارضين لإجراءات التشديد في الاجتماعين السابقين. ويجتمع مجلس إدارة البنك المركزي المرة التالية في 30 سبتمبر ثم في نوفمبر وديسمبر المقبلين.

مايا أفربوخ
صحفية متخصصة في الشؤون المكسيكية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»