«وثيقة الخمسين».. الإمارات ماضية في تحقيق المنجزات
يُنظر إلى وثيقة «مبادئ الخمسين»، التي أُعلنت في سبتمبر 2021، بوصفها أرضيةً صلبةً وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة فيها ثقلها كاملًا، من أجل رسم المسار الاستراتيجي لها خلال دورتها الجديدة في المجالات التنموية كافة، وفق منظومة من المعايير القائمة على احترام الهوية الوطنية، وحفظ الكرامة الإنسانية، واحترام الثقافات، وترسيخ الانفتاح والتسامح والأخوّة. هذه الوثيقة التي وجه بها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، واعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تؤكد حكمةَ القيادة الرشيدة ورؤيتها الثاقبة للمستقبل الذي يجب أن يحظى به المواطنون والمقيمون في الدولة، والحياة الرغيدة والآمنة والمستقرة التي ستتوافر لهم ضمن هذا الإطار.
ويشير قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله: «المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عامًا القادمة تشكل مرجعًا لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام..»، إلى أن لقيادتنا أهدافًا طموحة في تحقيق التقدم والريادة، وأنها تملك من الخبرة ما يمكن أن يبني اقتصادًا مستدامًا لكل الطامحين في إقامة وتأسيس أعمال واستثمارات تعود عليهم بالربح، وتمكّنهم من خوض مشروعاتهم المستقبلية بطمأنينة واستقرار.
كما يؤكد قول صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إن الوثيقة تسعى إلى «دعم أسس السلام والاستقرار في العالم»، أن طموح سموّه لا يتوقف عند تحقيق السلام لدولة الإمارات وأهلها فقط، وإنما يتوسع هذا الهدف إلى أقصى مداه، ليصل إلى دول العالم وشعوبها كافة، بوصفه أحد أهم أركان بناء الدول الآمنة والمستقرة، الذي يُسهم في تعزيز قدراتها في تنمية اقتصاداتها، وترسيخ أقدام شبابها لكي يبقوا الحصن المنيع لدولهم ومجتمعاتهم أمام أي عاصفة سياسية أو أمنية قد تمر بهم.
أما بشأن «تسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهارًا، وتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا»، التي تطرّق إليها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، آنذاك، فإن المتأمل لتلك العبارة يدرك حجم حرص سموّه على أن تواصل الدولة البحث في الفرص التي تعزز النجاحات، وتحقق المأمول في بناء بيئة هي الأفضل على المستوى العالمي، في كل الصعد والمجالات، يتم الحفاظ فيها على المكتسبات، ويتحقق المزيد منها، في ظل مجموعة من المبادئ، أساسها تطوير علاقات مستقرة وإيجابية، ترسخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، وتجعلها العاصمة القادمة للمستقبل.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.