أحد أنواع الطاقة المتجددة التي استخدمت منذ آلاف السنين لتوليد الطاقة هي الرياح، والتي استُعيض بها حديثاً عن الوقود الأحفوري كمصدرٍ نظيف لتوليد الكهرباء عبر استخدام توربينات هوائيّة عملاقة، تُوضع عادةً في مناطق مفتوحة واسعة تسمى بمزارع الرياح، وتحتوي على المئات من التوربينات العملاقة التي تشبه المراوح الكبيرة وتقوم الرياح بعمل تدوير للشفرات، والتي بدورها تدير مولداً كهربائياً لإنتاج الكهرباء.
 وتوربينات الرياح مثل طواحين الهواء تلتقط طاقة الرياح بشفرات تشبه المراوح يمكن أن يكون لهذه الشفرات محور أفقي مثل المروحة، أو محور رأسي مثل الدوّامة. والتصميم الأكثر شيوعاً هو برج طويل بثلاث شفرات كبيرة على محور أفقي.
 ونظراً لأن الرياح أقوى وأقل تقلباً في الغلاف الجوي، فإن وضع التوربينات على أبراج يبلغ ارتفاعها 30 متراً يُساعدها على توليد المزيد من الكهرباء، كما يُمكن لمشغلي توربينات الرياح توجيه آلاتهم لمواجهة الرياح مباشرةً، لذلك عند التخطيط لمزارع الرياح من المهم معرفة الطاقة المتوقعة وإخراج الطاقة لكل توربين رياح، حتى تتمكن من حساب جدواها الاقتصادية، مع العلم أنه من الأهمية الاقتصادية الضرورية معرفة القدرة، وبالتالي الطاقة التي تنتجها الأنواع المختلفة من توربينات الرياح في ظروف مختلفة.وتُعد طاقة الرياح من أبرز تقنيات الطاقة المتجددة في العالم، فهي لا تقتصر على تأثيراتها البيئية الأقل بكثير من الوقود الأحفوري، بل تتمتع أيضاً بفوائد اقتصادية كبيرة، حيث تعتبر طاقة الرياح مصدراً متجدداً ونظيفاً للطاقة، وتوفر العديد من الفوائد البيئية، وهي تساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتسهم في تحسين جودة الهواء، وتوفر فرص عمل كثيرة، وتقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
طاقة الرياح خالية من جميع الملوثات، وتحافظ على البيئة باعتبار أنّها تعمل على تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وغير مكلّفة، حيث إنّه يمكن بأسبوع تأسيس مزرعة هواء تحتوي أبراجاً كبيرة كذلك لا تتأثر بارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، ولا تحتاج إلى الحفر والتنقيب، ليتم استخراجها نظراً لكلفتها المتدنية على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود، وهي طاقة قابلة للتجديد باعتبار أنّها طاقة غير نافذة.
وهناك بعض السلبيات القليلة لطاقة الرياح، أبرزها أنها موسمية، وفي بعض الأحيان لا تتوافق سرعة الرياح مع الطاقة الكهربائية، وكذلك التأثير البصري لدوران التوربينات والضوضاء الصادرة عنها قد تزعج الأشخاص القاطنين بجوار حقول الرياح. ولتقليل هذه التأثيرات يفضل إنشاء حقول الرياح في مناطق بعيدة عن المناطق السكنية، والأثر البيئي لعمليات البناء والتشغيل المتعلقة بالتوربينات.
وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول المنطقة التي بدأت في استغلال طاقة الرياح لإنتاج الكهرباء، حيث قامت بتنفيذ برنامج الإمارات لطاقة الرياح، وهو الأول من نوعه على مستوى المرافق الخدمية في الدولة، ويهدف البرنامج إلى تنويع مصادر الطاقة المتجددة في الإمارات وتعزيز تحولها إلى الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية. ويشكّل برنامج الرياح الذي طورته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» إنجازاً جديداً في إدخال طاقة الرياح على نطاق واسع ضمن مزيج الطاقة في الإمارات.
 وفي الإمارات من المتوقع أن يوفر برنامج طاقة الرياح الكهرباء لأكثر من 23000 منزل، ويسهم في تفادي انبعاث 120000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزاحة 26 ألف سيارة من الطرقات سنوياً.ويغطي البرنامج أربعة مواقع تشمل جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، حيث تم بناء محطة طاقة رياح بقدرة 45 ميجاواط ومحطة طاقة شمسية بقدرة 14 ميجاواط عند الذروة لتعزز قدرات طاقة الرياح ضمن الجزيرة، وتتوزع محطات طاقة الرياح الأخرى في كل من جزيرة دلما بقدرة 27 ميجاواط، وفي منطقة السلع بأبوظبي بقدرة 27 ميجاواط وفي منطقة الحلاه بالفجيرة بقدرة 4.5 ميجاواط.
لذلك تُعد مشاريع طاقة الرياح واحدة من الوسائل الأكثر فعالية من حيث التكلفة للحصول على الطاقة المتجددة، وتتميز عملية تطوير محطات طاقة الرياح البرية بسهولة وسرعة الإنجاز مقارنة بغيرها من المحطات، وعادة ما يتم تثبيت توربينات الرياح في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتحيط بها الأراضي الصالحة للزراعة، وتسهم عمليات البناء والصيانة لمشاريع طاقة الرياح في توفير فرص عمل، ودعم الاقتصاد المحلي.

*خبير في الطاقة المتجددة