في قلب الإمارات، حيث تتجذر القيم وتنبض الأرض بالعزّة، يقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، شامخاً كالنخيل، يحمل في قلبه روح وطنٍ بأكمله. نشأ في كنف والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس فيه حبّ الوطن، والإيمان بالإنسان، والقدرة على تحويل الحلم إلى واقع. ومنذ نعومة أظفاره، يحمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في عينيه بريق القيادة، وفي قلبه شغف الخدمة والعطاء. إنه قائد يعرف معنى القوة، وحامٍ يدرك قيمة السلام.
وتحت قيادته نمت الدولة وازدهرت مؤسساتها، وازدادت كفاءةً واحترافًا، فغدت الإمارات في عهده امتداداً لمسيرةٍ راسخةٍ من الحكمة، ونموذجاً علميًا للقوة المتزنة وحُسن الموقف. ومع توليه ولاية عهد أبوظبي عام 2004، ثم رئاسة الدولة في مايو 2022، انطلقت الإمارات في مرحلة جديدة من التنمية والابتكار. وبفكره الثاقب ورؤيته البعيدة، قاد سيدي صاحب الشيخ محمد بن زايد مسيرة التحول الاقتصادي، فوسّع آفاق الاستثمار، ودعم القطاعات الجديدة في التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي.
ورؤيته واضحة: أن تصبح الإمارات وطناً للمعرفة، ووجهةً للمستقبل.
ومن رحم هذه الرؤية وُلدت مؤسسات رائدة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتكون منارةً عالميةً للعلم والبحث، تجسّد فكر القائد الذي يزرع اليوم لتحصد الأجيال غداً.
ولم يكن اهتمامه بالإنسان أقل من اهتمامه بالتنمية. إنه قائدٌ بقلب أبٍ حنون، يرى في شعبه أبناءه وفي الوطن أسرته الكبيرة، ويرى في كل مواطن قصة نجاح تستحق الدعم. مهتم بالتعليم ويرعى المبادرات الشبابية، ويفتح أمام المرأة الإماراتية آفاق المشاركة والتميّز، مؤمناً بأن الوطن ينهض بسواعد أبنائه جميعاً دون استثناء.
وفي ميدان البيئة والاستدامة، كان له ولا يزال حضورٌ راسخٌ ورؤيةٌ سبّاقة، وجَّه إلى زيادة المحميات الطبيعية ودعم المشاريع الخضراء، وأسّس مدينة «مصدر» التي غدت رمزاً عالمياً للمدن المستدامة. امتدت جهوده إلى العالم بأسره، من المبادرات النوعية لمكافحة تغيّر المناخ إلى استضافة مؤتمر «كوب28»، حيث تُوِّجت الجهود الإماراتية باتفاقياتٍ تاريخيةٍ من أجل كوكبٍ أفضل للأجيال القادمة.
أما في العمل الإنساني، فإنّ الشيخ محمد بن زايد هو الامتداد الطبيعي لنهج زايد الخير، يمدّ يده إلى كل محتاج، ويدعم المبادرات الدولية لمكافحة الفقر والأوبئة، ويقف إلى جانب الشعوب في أزماتها. وتبرعاته ومبادراته ليست أرقاماً في تقارير، بل نبضاً من الرحمة والإنسانية يفيض من قلب قائدٍ يرى في العطاء واجباً لا منّةً.
وفي علاقاته الدولية، يجمع بين الحزم والاعتدال، وبين الواقعية والرؤية، يبني جسور الثقة مع دول العالم شرقاً وغرباً، ويعزّز حضور الإمارات كصوتٍ للعقل والسلام. يؤمن سموّه بأن الحوار هو الطريق إلى الأمن، وأن التعاون هو أساس الاستقرار.
وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليس مجرد قائدٍ في موقع المسؤولية، بل هو روح الإمارات الحديثة، يقودها بثبات نحو آفاقٍ أرحب من الازدهار، ويصوغ برؤيته معاني القوة في ثوبٍ من الرحمة والإنسانية. يجمع بين قوة القيادة ورقّة الإنسان، بين فكر الاستراتيجية وروح العطاء. وتحت ظلّه، تواصل الإمارات رحلة المجد بثقةٍ وثبات، لتبقى منارةً في سماء العالم تنشر النور والأمل كما أرادها المغفور له الشيخ زايد رحمه الله.
وسيكتب التاريخ طويلاً عن هذا القائد العظيم، بأنه امتدادٌ لرسالة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصوتٌ لحكمةٍ لا تنطفئ. حقاً، الشيخ محمد بن زايد.. قيادة بحجم وطن.
*مستشار برلماني