الشعر الحلمنتيشي

كان هناك لون من الشعر راج بالتحديد في مصر في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وكانوا يسمونه الشعر (الحلمنتيشي).. وهو اسم ساخر لا يعني شيئاً سوى تمييز هذا الشعر عن غيره من شعر الغزل والمدح والوصف والفخر والرثاء وغير ذلك.. ولتميزه أيضاً عن الشعر العامي.. وكان الشعر الحلمنتيشي خليطاً من العامية والفصحى.. وكان غرضه الوحيد السخرية من أوضاع وقضايا اجتماعية.. ولم يكن يقال في الغزل أو الأغراض الشعرية الجادة.. وكان هُناك شعراء بارعون في هذا اللون أبرزهم شاعر العامية الراحل بيرم التونسي.. والشاعر الراحل هاشم الرفاعي الذي تخصص فقط في الشعر الحلمنتيشي ومن أشعاره. الفقْرُ يملأُ بالمذلة كاسي إني سأُشهرُ في الورى إفلاسي الفولُ زَادِي ما حييتُ وإنني متحرِّقٌ شوْقاً إلى القلقاسِ قدْ كدتُ أرْفُس أو أصيحُ منهِّقاً وتخلّعتْ منْ أكلِهِ أضْراسي لوْ كانَ هذا الفقْرُ شخْصا بيْننا لقطعْتُ حالاً رأْسَهُ بالفاسِ ومن أشعار بيرم التونسي في فن الحلمنتيشي قوله ساخراً من الضرائب والرسوم الكثيرة التي كان يطلبها ما يسمى المجلس البلدي في مصر آنذاك: قد أوقع القلب في الأشجان والكمد هوى حبيب يسمى المجلس البلدي فما كسوت عيالي في الشتاء ولا في الصيف إلا كسوت المجلس البلدي أخشى الزواج فإن يوم الزواج أتى يبغي عروسي صديقي المجلس البلدي وربما وهب الرحمن لي ولدا في بطنها يدعيه المجلس البلدي كأن أمي بل الله تربتها أوصت وقالت أخوك المجلس البلدي يا بائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدي؟ شمسة - العين