الإمارات تشيِّد أكبر مستشفى متخصص في الصومال

يبدأ مستشفى الحنان للأمومة والطفولة الذي تقيمه هيئة الهلال الأحمر في العاصمة الصومالية مقديشو، بالتعاون مع مؤسسة الواحة الدولية برئاسة الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، في استقبال المرضى من النساء والأطفال بعد أسبوعين، وذلك بعد تجهيزه بالمعدات الطبية والأجهزة اللازمة لإجراء العمليات الجراحية وعمليات التوليد. وقال محمد خليفة القمزي الأمين العام للهيئة، إن المستشفى سيكون من أكبر المستشفيات المتخصصة في الصومال، تم تشييده على أحدث المخططات الهندسية وإلحاق أجزاء خارجية به من مستشفى قديم كان مقاماً في المكان نفسه. وأوضح القمزي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات أثناء جولة في أقسام المستشفى التقى خلالها الدكتور سنان خداج الأمين العام لمؤسسة الواحة الدولية التي تشرف على تنفيذ مشروع المستشفى، أن اتفاقية إقامة المستشفى كانت تنص على أن يتضمن غرفة عمليات جراحية واحدة على الأقل وغرفة عناية فائقة بها ثمانية أسرة وجناح توليد بأربعة أسرة وغرفة تحضير وغرفة ما بعد الولادة والحضانة، لكنه أصبح الآن جاهزاً بثلاث غرف عمليات، ويتسع لأكثر من 50 سريراً، ويمكن توسعته إلى أكثر من مئة سرير. وذكر أن المستشفى سيستقبل المرضى من النساء الحوامل وأطفالهن ويقدم لهن العلاج شبه المجاني في حين أن الفقراء منهم سيكون علاجهم مجانياً، وأن “الهلال الأحمر” أرسلت تجهيزات إلى المستشفى على متن طائرة الشحن التي حملت مساعدات إغاثية للنازحين الصوماليين، كان من بينها 500 خيمة طبية مزودة بالمستلزمات الطبية الضرورية كافة. وأشار إلى أن المستشفى الذي تبلغ تكلفته نحو ثلاثة ملايين درهم يعد من أكبر المستشفيات المتخصصة في الصومال، حيث سيتم فيه إجراء العمليات الجراحية اللازمة للنساء الحوامل وللأطفال الذين يحتاجون إلى تلك العمليات. وأكد الأمين العام لـ”الهلال الأحمر، أن المستشفى جزء من برنامج طبي أوسع تنفذه “الهلال” في الصومال، أقامت ضمنه مستشفى ميدانياً في مخيم الرجاء الإماراتي في الجزء الغربي من العاصمة الصومالية مقديشو يستقبل المرضى من النازحين الصوماليين من الجفاف الذين يأويهم المخيم ويقارب عددهم 30 ألف نازح، ويقدم لهم المستشفى العلاج الطبي المجاني، بالإضافة إلى المواد الإغاثية الأخرى من غذاء وأغطية، كما تعتزم “الهلال الأحمر” تجهيز عنبرين كاملين بمستشفى المدينة التابع لجمعية الهلال الأحمر الصومالية، حيث ستزودهما بنحو 90 سريراً، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة. من جانبه، قال الدكتور سنان خداج الأمين العام لمؤسسة الواحة الدولية المشرفة على تنفيذ مستشفى الحنان الهلالي، إن المستشفى سيصبح عند اكتماله من أكبر المستشفيات المتخصصة بأمراض الأمومة والطفولة في الصومال مستقبلاً، كونه يقع وسط العاصمة الصومالية وفي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، لافتاً إلى أن المستشفى سيتسع إلى 120 سريراً في المستقبل، وقد تم تصميمه ليستوعب هذا العدد من الأسرة لمواجهة الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يفدون إليه. وأشار إلى أن المستشفى يستقبل حالياً في العيادات الخارجية التي تم تجهيزها نحو 150 مريضاً يومياً وسيزداد هذا العدد إلى أكثر من الضعف مستقبلاً، كما أن من المتوقع أن يتم إجراء نحو 400 عملية جراحية و800 حالة ولادة في المستشفى شهرياً عند افتتاحه من خلال ثلاث غرف عمليات جراحية تم تجهيزها في المستشفى بعد أن كان التخطيط أولا على تجهيز غرفة عمليات واحدة. وقال الدكتور سنان، إن غرف عناية فائقة وصيدلية ومخازن طبية وصالات انتظار أقيمت في المستشفى وجهزت وفق الأصول الطبية الدولية. وأوضح أن المستشفى سيصبح مرجعاً لحالات الأمومة والطفولة من ناحية البنية التحتية بعد إنجاز التغييرات الهندسية اللازمة وتأمين المرافق الحيوية من مرافق وكهرباء ومنافع صحية، وستقوم مؤسسة الواحة بتأمين عيادتين خارجيتين وتوفير الأدوية والتجهيزات الطبية وتجهيز صالة طوارئ ومختبر وتأمين قدرة استيعابية للعيادات بواقع 25 مريضاً لكل عيادة يومياً وعشرين مريض طوارئ يومياً على الأقل. وأضاف أنه سيتم تأمين ردهات الاستشفاء لعدد 40 سريرا بتجهيزاتها وتجهيز المسشتفى بالأجهزة الطبية المعتمدة كافة لتقديم خدمة طبية عالية الجودة، بحيث يشمل ذلك طاولة عمليات وتخدير ومستلزمات غرفة العمليات كافة مع تأمين المواد الطبية والأدوية اللازمة للمرضى مع تأمين فريق طبي مؤلف من طبيب تخدير واختصاصي اطفال واختصاصي امراض نسائية وتوليد واثنتين من القابلات وممرضتي عمليات وطبيب عام. من جانبه، ثمن الدكتور عبدالعزيز شيخ يوسف وزير الصحة الصومالي الذي تجول في المستشفى مع الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، واطلع على أقسامه المتعددة، هذا العمل الإنساني الكبير من جانب الإمارات وقيادتها وشعبها، وقال إنه محل تقدير الحكومة والشعب الصومالي. وأشار إلى أن بلاده بحاجة إلى إعادة تأهيل المراكز الصحية التي تضررت بفعل الاحداث المؤسفة التي وقعت فيها، بالإضافة الى حالات الجفاف التي ضربت اجزاء كبيرة من الصومال، وقد لبت هيئة الهلال الاحمر بدولة الامارات نداء الاستغاثة وتقوم حاليا بتنفيذ برنامج صحي طموح يلمس الصوماليون اثاره منذ فترة، وها هي المشاريع الصحية الإماراتية القائمة تشهد هي الأخرى على العطاء الإماراتي.