الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الآثار شاهد على التاريخ و.. الإنسان

الآثار شاهد على التاريخ و.. الإنسان
19 نوفمبر 2014 23:25
رضاب نهار (أبوظبي) في جلسة حوارية بعنوان «كيف ترسم الآثار معالم التاريخ»، أقيمت يوم أمس الأول في قصر الحصن بأبوظبي، تحدث الدكتور تيموثي باور، الأستاذ المساعد في جامعة زايد، وبيتر شيهان مدير المباني التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن الفهم الحقيقي والتفصيلي لعلم الآثار ودوره في تحديد وإبراز ملامح الماضي القديم، بالرجوع إلى مجموعة من الأدوات والمفاهيم القديمة منها والمعاصرة. واستعرض الاثنان عبر الشاشة، مجموعة من الصور يمكنها المساعدة في استيعاب هذا العلم، حيث إنه علم المواد، بينما التاريخ هو علم الأشياء المدونة. وهنا نحن لا نسأل عن كيفية جعل الآثار علامة دالة على هوية العصور الماضية فقط، بل كيف نفهم معانيها المتعددة بعلاقتها الوثيقة مع رحلة تطور الإنسان الثقافية منها على وجه الخصوص، داخل وخارج دولة الإمارات. تطرّق الدكتور تيموثي إلى إمكانية استخدام التكنولوجيا كوسيلة فاعلة في ترسيخ علم الآثار وعلم التاريخ عند الشباب الإماراتي. ففي جامعة زايد يتم العمل على تفعيل مجموعة برامج التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»، «تويتر» و«أنستغرام» وغيرها، لتبادل الصور عن التراث المحلي، حتى أن بعض الصور قد باتت مشهور جداً، الشيء الذي كانت بذوره موجودة أصلاً. وبالتالي تحويل الاهتمام والرغبة عند هؤلاء الشباب إلى علم يدرسونه ويحللون مفرداته وأبعاده. من جانبه، أكد شيهان أنه لمن الضروري اكتشاف المفاهيم السائدة عن علم الآثار لنستطيع الوصول إلى فهم أكبر يساعدنا على تلمّس شكل الماضي والحاضر وما بينهما من علاقات وأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، خاصة أن الآثار هي المنهجية المستخدمة في معرفة طبيعة الحياة قديماً وطبيعة العلاقات التي كانت موجودة آنذاك، مرجعاً كلمة الآثار في اللغة العربية إلى معانيها الدالة على البقايا والأثر.. ما يعني من وجهة نظره، أن علم الآثار هو بالضرورة علم معالم التاريخ. وقال: «نحن مهتمون بالتاريخ ونستخدم أي مادة لفهمه، وبالنسبة لنا الآثار هي إحدى تلك المواد». ثمّ استحضر المحاضران بدايات علم الآثار بهدف تتبع أصول الدين. إذ جاء بغرض التعرف أكثر إلى المباني والأغراض التاريخية المرتبطة بطريقة أو بأخرى بالعبادات الممارسة على مر العصور. من بينها الآثار الإنجيلية التي ذكرت في الإنجيل والموجودة حالياً في المتحف البريطاني بعد أن تم التنقيب عنها. كذلك شكّل الفراعنة لغزاً كبيراً عند كثير من علماء الآثار جعلهم يقتفون أثرهم لفهم حيواتهم اليومية، وطبعاً غيرهم الكثير من المراحل والحقب الزمنية. بعدها أكد المحاضران على أن علم الآثار يطرح عدة أسئلة على عدة مستويات منها: الحقيقة الدينية، أصول الحضارات وهي الأفراد، والأساسيات التي أدت إلى المباني القائمة. مع الإشارة إلى دخول علوم أخرى صارت ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموضوع، مثل علم البيئة وعلم الاجتماع. أيضاً تمّ التركيز في الجلسة الحوارية، على المنهجيات المتبعة في هذا العلم، والتي تطورت مع التطور المجتمعي للشعوب، فكثرت الدراسات والنظريات الممهدة للمراحل العلية ومنها التنقيب من دون شك. فتاريخياً، تطور العلم عبر العصور، وصرنا نتحدث عن الأبحاث المكتبية وعن الخرائط والاستجوابات وعن مرحلة الحفر. ومن خلال الصور المعروضة لخرائط من مناطق من الإمارات تتراوح تواريخ التقاطها منذ عام 1960 وحتى الآن، كان بإمكاننا اكتشاف التطور العائل للأدوات التكنولوجية المتبعة في هذا الشأن، حيث أوضح المتحدثان أن التكنولوجيا عامل أساسي في عمل عالم الآثار، تمكنه من التحري ومعرفة الحقائق بوسائل كثيرة. وقد أوضحت الصور المتتالية على الشاشة كيف تتغيّر الرؤية المشهدية بتغير الأداة المستخدمة، فبعض الأمور تتوضح بالتصوير المقطعي وبعضها بالتصوير الفوتوغرافي بينما نستكشف غيرها باستخدام الصور الجوية والمسح الجيوفيزيائي لبعض المباني، وكلها تسهم في إمكانية الفهم الميداني للموقع قبل اقتحامه عملياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©