الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاستغناء عن الجمهور

14 نوفمبر 2011 21:58
الجمهور الإماراتي الأصيل كان هو النجم الأول لمباراة كوريا الجنوبية، هذا الجمهور الوفي لم يأت بحثاً عن السراب الذي (أوهمناه) بملاحقته في مواجهتي شمشون الكوري، ولا استجابة للنداءات التي تتكرر قبل كثير من المباريات التي يغيب عنها أو يحضرها على استحياء، العدد الذي اقترب من 8000 مشجع كان يدرك ان الفوز شبه مستحيل لكنه جاء للقيام بدوره تدفعه رغبته التي جبل عليها منذ ولادة منتخب بلاده الذي لم يتخلف قط عن مساندته في كل مبارياته الرسمية وخاصة المصيرية منها. المكان والتوقيت المناسبين لموعد المباراة كان لهما دور مهم في الحضور الذي فاق التوقعات، فعندما تكون المباراة في يوم جمعة فمدينة دبي تكون أصلاً مقصداً للآلاف من أبناء الوطن في أيام الإجازات وتوقيت المباراة المبكر يعطي الفرصة للاستمتاع ببقية يوم الإجازة والعودة للمنازل في وقت مناسب من المدينة التي لا تبعد عن جل منازل الإماراتيين لأكثر من 90 دقيقة. تماماً كما ان العاصمة أبوظبي هي المكان الأمثل لاقامة مباريات المنتخب في أيام العمل حيث يتواجد فيها، إلى جانب أهلها الذين يشكلون العدد الأكبر من السكان المواطنين، عشرات الآلآف من الموظفين الذين يؤمونها من جميع أطراف التراب الغالي غربه وشرقه وشماله، وهذا ما يجعل أضعاف أضعاف الجمهور الذي حضر في ستاد راشد جاهزاً للتواجد خلف أي منتخب وقادراً على ملء ستاد محمد بن زايد وحتى استاد مدينة زايد دون أن يتكبد أي عناء خصوصاً إذا أقيمت المباراة في وقت متأخر بعد صلاة العشاء وبعد أن ينال الموظفون والطلبة الوقت الكافي للراحة وانهاء إلتزاماتهم. الا يحتاج المنتخب الأولمبي إلى زئير 40 ألف متفرج في مباراتيه القادمتين اللتين تحددان مصيرنا في التصفيات (النهائية)؟، لماذا لم يخطط اتحاد كرة القدم لحشد أكبر عدد من المشجعين؟ المباراتان في يومي عمل الأربعاء 23 نوفمبر والاحد 27 منه، فهل من حسن التخطيط والاختيار أن نحدد مدينة العين، المناسبة لأيام الإجازات مكاناً للمباراتين، ونتجاهل العوامل الجماهيرية المساعدة وسعة الاستادات في العاصمة؟. ببساطة وبقليل من التمعن واستحضار مواقف الماضي من السهل علينا أن ندرك أن الثقة في جماهيرنا الوفية مفقودة تماما ًولا نستبعد مطلقاً أن يكون الخوف من ضياع الجماهير القليلة (حسب توقعاتهم) في الاستادات الكبيرة هي أحد الأسباب!، فمشكلة لجان اتحادنا الموقر ولا نستثني الإعلام أنهم يقيسون حضور الجمهور على مباريات ودية تخلو فيها المدرجات ومباريات ضعيفة تحضرها قلة ويتجاهلون حقيقة ساطعة مفادها انه لا توجد مباراة كبيرة أو مصيرية في تاريخ الكرة الإماراتية لم يحتشد لها عشرات الآلآف الذين ضاقت بهم المدرجات. أخيراً، أهم أسباب الحضور الجماهيري الغير متوقع (كالعادة) في ستاد راشد هو الشعور الوطني الغامر في هذه الأيام المجيدة الذي يجعل من حمل راية المجد والعز بألوانها الأربعة والتلويح بها أكبر بكثير من مجرد تشجيع منتخب، فكيف نستغني عن قوة دافعة كهذه؟. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©