الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك: حكمة الشيخ زايد ألهمت القادة وجعلت أبوظبي مصدراً عالمياً للإبداع ومركزاً للتعليم والمال

نهيان بن مبارك: حكمة الشيخ زايد ألهمت القادة وجعلت أبوظبي مصدراً عالمياً للإبداع ومركزاً للتعليم والمال
15 نوفمبر 2011 09:28
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا أمس المهرجان الرابع للمفكرين والمبدعين في العالم، والذي تنظمه كليات التقنية العليا في قصر الإمارات بمشاركة عدد من علماء “نوبل” و360 باحثاً من مختلف أنحاء العالم. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية للمهرجان أهمية هذه المبادرة من جانب الكليات والتي تتم للمرة الرابعة في القرن الحالي، حيث تنظم الكليات مهرجان المفكرين الذي يجمع المفكرين البارزين للتفكير بصوت عال. وأضاف معاليه:”عندما أخذ قائدنا الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على عاتقه توحيد سبع إمارات منذ أربعين عاماً لبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، كان يفكر بحرية وبأسلوب خلاق.. وكان يتميز مؤسس دولتنا وبانيها برؤية ثاقبة استشرافية. ومما لا شك فيه أن الشيخ زايد ألهم القادة الآخرين، غير أنهم لم يعرفوا أن هذا الإلهام سيقودهم إلى بناء مدينة أبوظبي المتميزة، كما أنهم لم يعرفوا قط أن مدينة أبوظبي ستصبح مدينة عالمية، وأن ذلك لن يقتصر على كونها مركزاً للشؤون المالية والتعليم والتكنولوجيا والثقافة فحسب، وإنما ستصبح أيضاً مصدراً للإبداع الذي يعِد العالم أجمع بفوائد جمة. وقال معاليه:”إن تراثنا العربي وتعاليم ديننا الإسلامي تدعو الإنسان إلى التمسك بالفضيلة والحقيقة، وجميع الحضارات زوّدتنا بالحكمة على مدى العصور. وحاول علماء النفس مؤخراً تحديد فهمنا المشترك للحكمة، وفي منشورات لجامعة كامبريدج في عام 1990 حدد عدد من علماء النفس عدة عناصر للحكمة، وقالوا إن الأناس الحكماء يستقبلون الأفكار والمفاهيم الجديدة برحابة صدر ويُظهرون التفهم الاستثنائي للتطور الإنساني وشؤون الحياة، ويتواصلون بصورة فاعلة غير أن معرفة الحكمة تأتي بطريقة طبيعية تلقائية دون الحاجة إلى التعريفات، ففي دولة الإمارات على سبيل المثال، لمسنا الحكمة مجسّدة في القائد الراحل الشيخ زايد، رحمه الله، حيث كان من المتعارف عليه أنه الرجل الحكيم في العالم العربي، وكان يجمع المعارف ويستخدمها بانتظام، ويتميز بتعطشه لاستقبال الأفكار الجديدة ليضيف الحقائق إلى معارفه. وكان يستمد المعارف من الكتب ومن الثقافة والتجارب والخبرات، وأكسبه حس الإدراك والتمييز القدرة على فهم الأمور المعقدة الغامضة”. وأكد معاليه أنه: لحسن الحظ، يكمل مسيرة الحكمة والقيادة الرشيدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهنا نذكر على سبيل المثال الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي التي رسمت الأساس لمجتمع مستدام متماسك وتنمية اقتصادية مستدامة مع المحافظة على التراث الثقافي الوطني الفريد.. لقد حدد قادتنا بدقة وحكمة أهداف الإمارة والدولة والطرائق المعقدة لتحقيق هذه الأهداف بفاعلية. وأضاف معاليه قائلاً:”بالحكمة وحدها نستطيع الاتجاه نحو المجتمع العالمي للتركيز على القضايا والاهتمامات المشتركة وإيجاد الحلول لمشاكلنا الهامة المعقدة المعاصرة.. إن الحكمة ستقودنا إلى الازدهار الاقتصادي الكفيل بتأمين أوضاع معيشية أفضل في جميع مناطق العالم، كما أن الحكمة ستمكننا من معالجة مسائل وقضايا بيئية هامة مثل تغيير المناخ العالمي، وإدارة النفايات، والتدوير، والمياه، ومصادر الطاقة البديلة، وستمكننا أيضاً من تطوير التعليم لإتاحة الفرصة للجميع حول العالم للمساهمة في الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة، وبالحكمة وحدها نحقق السلام، والعدالة، والتسامح، وكرامة الإنسان في العالم أجمع”. وأضاف قائلاً: “إنني أسير على خطى السيدة وانغاري ماثاي التي أدّت هذا الدور في مهرجان المفكرين لعام 2007، مُنحت ماثاي جائزة نوبل للسلام لعام 2004 عن أعمالها المتميزة في تغيير الآراء والمواقف والممارسات البيئية، وخاصةً في بلدها كينيا حيث أسست حركة الحزام الأخضر. إن وفاة ماثاي في شهر سبتمبر حرمت العالم من حضور مبدعة جريئة مقدامة ألهمتنا جميعاً، وأتمنى بحرارة أن نحقق أمل السيدة ماثاي إحياءً لذكراها وإنجازاتها”. وأشار معاليه إلى أهمية المحاور التي يناقشها العلماء المشاركون أمس واليوم، وهى مواضيع مهمة تستدعي الاهتمام والحكمة، وأبرزها الاقتصاد العالمي، والصحة العالمية، والاستدامة، والقيادة الفاعلة، والتعليم، والفنون، والفقر، والجوع. حضر حفل الافتتاح الشيخ محمد بن نهيان آل نهيان، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ومعالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، وعدد من كبار المسؤولين في مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاص، وعبدالله العثمان عميد السلك الدبلوماسي سفير قطر، وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة. ثم ألقى البروفيسور والمفكر الهندي العالمي سوامي بارتاساراتي كلمة حول مفهوم الحياة وأهمية التفكير ليس فقط في الماضي او المستقبل، وإنما في الحاضر وتحدث عن سمات منها التركيز والثبات. كما تناول الحياة من مفهوم العطاء وليس الأخذ، وأنه رغم أن التعليم يهدف إلى نشر الطمأنينة والسلام وتوفير متطلبات الإنسان كالغذاء، إلا أن الإنسان لم يحصل على الاستقرار، مشيرا الى انتشار الطلاق كأحد أوجه عدم الاستقرار عند المتعلمين. وبعد ذلك، تحدث الدكتور جونترثيلين الرئيس التنفيذي لشركة بيرتيلسمان ستيفتانج الالمانية عن الأزمة المالية العالمية ودور المانبا في وضع حلول لهذه الأزمة، مؤكدا أهمية وضع تصورات مستقبلية لاحتمال تكرار مثل هذه الأزمات. ثم انتقل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والمشاركون في المهرجان الى كلية تقنية الطالبات بمدينة خليفة لحضور حلقة نقاشية حول موضوع العولمة والأزمة الاقتصادية وقصور التعليم في التنبؤ بالأزمة العالمية. وخصص يوم أمس لورش عمل تمهيدية للمهرجان شملت موضوع القيادة في مجال العناية الصحية ومجالات العلوم والاختراعات والابتكارات والفنون والتكنولوجيا والاعلام، الى جانب موضوع المرأة والقيادة. من جهته، أوضح الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا أن المهرجان يناقش عددا من الاوراق العلمية حول كثير من التحديات التي تواجه العالم كالفقر والامية المتزايدة بين الاطفال والعولمة والاوضاع الصحية المتردية في عدد من مناطق العالم ،ودور التكنولوجيا في تطوير الحياة البشرية وتحسين مخرجات التعليم وايجاد فرص اقتصادية ووظائف. إطلاق أسبوع الإبداع الاقتصادي قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا في ختام كلمته الافتتاحية أمام المهرجان الرابع للمفكرين والمبدعين: إن السعي لنصبح حكماء يحتم أيضاً التركيز على تطوير قدراتنا على تحويل الأفكار الجديدة المفيدة إلى أعمال ومنتجات.. وفي هذا السياق، يسرني أن أحيي ممثلي مؤسسة كوفمان الذين حضروا اليوم لإطلاق أسبوع الإبداع الاقتصادي لهذا العام، وذلك بالتزامن مع مهرجان المفكرين، إنها دعوة إلى التفاؤل نظراً لصلة هذين المؤتمرين بالتطور الإنساني حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©