الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلينتون في بورما!

20 نوفمبر 2011 01:57
ستقوم وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بزيارة إلى بورما خلال الشهر المقبل، في إشارة على ما يبدو إلى تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والبلد الواقع في جنوب شرق آسيا، ودليل على سريان الدفء في العلاقات الثنائية بعد فترة من التوتر نجمت عن ممارسات الحكومة البورمية المناوئة للديمقراطية التي أغضبت الحكومات الغربية ودفعتها إلى انتهاج سياسة فرض العقوبات. وتمثل هذه الزيارة التي ستبدأ في الأول من ديسمبر المقبل وتستمر ليومين، أول زيارة لوزير خارجية أميركي إلى بورما خلال الخمسين سنة الماضية. وقد أعلن أوباما عن الزيارة المرتقبة يوم الجمعة الماضي في أعقاب سلسلة من اللقاءات جمعته مع قادة دول جنوب شرق آسيا للتباحث حول مواضيع متعلقة بالأمن الإقليمي، بما فيها عمليات الإغاثة من الكوارث والتدخل في حالات الطوارئ. وكان مقرراً لأوباما المشاركة في لقاء مع "منظمة دول جنوب شرق آسيا" (آسيان) التي تتولى رئاستها في دورتها الحالية بورما المعروفة أيضا بميانمار، لكن الطغمة العسكرية الحاكمة في البلاد، والتي وصلت إلى السلطة في انقلاب عام 1962، تبنت طيلة السنوات الأخيرة موقفاً متشدداً من الديمقراطية وحقوق الإنسان فراحت تقمع المعارضة وتفرض القيود على وسائل الإعلام وحرية التعبير، كما استهدفت قادة المعارضة من أمثال الفائزة بجائزة نوبل للسلام "أونج سان سوكي" التي فرضت عليها الإقامة الجبرية لسنوات. لكن المؤسسة العسكرية في بورما بدأت مؤخراً في إرخاء قبضتها قليلا، لاسيما بعد إفراجها في العام الماضي عن المعارضة الشهيرة والمئات من المعارضين الآخرين، وهو ما قرأه البعض على أنه محاولة من السلطات البورمية الانفتاح على الغرب وإحداث التوازن المطلوب في علاقتها الوثيقة مع الصين. وبضغط من الولايات المتحدة شرع الرئيس البورمي، "تين سين"، في إجراء مباحثات مع العصبة الوطنية للديمقراطية التي تترأسها "سوكي". وفي سياق الانفتاح ذاته قامت السلطات البورمية العسكرية برفع القيود على وسائل الإعلام وإطلاق يد الصحافة، بل اقترحت -في خطوة غير مسبوقة- الموافقة على استحداث هيئة لحقوق الإنسان ومنظمة جديدة تمثل حقوق العمال، كما قامت بوقف بناء سد مثير للجدل تموله الصين على نهر يحظى بقدسية خاصة في البلاد. وفي حيثيات الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية، أشار أوباما في تصريحه إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً يوم الخمس الماضي، فيما كان يستعد للسفر إلى بالي بإندونيسيا، مع المعارضة "سوكي"، وأوضح أنه رأى "بريقاً من التقدم" في الأسابيع القليلة الماضية من الخطوات التي اتخذتها السلطات البورمية، لاسيما من الرئيس "تين سي" الذي التقى به أوباما على هامش اجتماعات "آسيان" يوم الجمعة الماضي. لكن أوباما أضاف أيضاً أن بلاده "تظل منشغلة حيال النظام السياسي المغلق في بورما، وتعاملها مع الأقليات، واعتقال المعارضين السياسيين، فضلا عن علاقتها مع كوريا الشمالية. ومع ذلك نريد استغلال هذه الفرصة التاريخية لتحقيق التقدم في العلاقات، ونحن نوضح هنا أنه إذا استمرت بورما في طريق الديمقراطية فإنها سترسم علاقة جديدة مع الولايات المتحدة". وأكد أوباما أن زيارة كلينتون تندرج في إطار الضغط على بورما للاستمرار في الإصلاحات السياسية، كما ستكون مناسبة لتقييم كيف يمكن للولايات المتحدة فتح فصل جديد بين البلدين. وكان أوباما قد وصل إلى بالي بإندونيسيا في المرحلة الأخيرة من جولة دامت تسعة أيام، شملت دول آسيا والمحيط الهادي وسعى من خلالها إلى إعادة إرساء دور أميركا القيادي على الصعيدين الاقتصادي والأمني في المنطقة. وقد طغت على الزيارة أجواء من التوتر مع الصين بعدما دعا أوباما بكين إلى "الالتزام بقواعد اللعبة" فيما يتعلق بالتجارة الدولية وفي مقاربة النزاعات بين دول جنوب شرق آسيا. وتقع بورما بين الهند والصين، وكانت دائماً تجمعها علاقات جيدة مع بكين، لكن الولايات المتحدة رأيت في الخطوات الانفتاحية الأخيرة للحكومة البورمية رغبة من حكام البلاد في تحسين العلاقات مع الغرب. وفي عام 2009 طلب أوباما من وزيرة خارجيته إجراء مراجعة شاملة للسياسة الأميركية تجاه بورما، فجاءت النتيجة -حسب مسؤول بارز في البيت الأبيض- أن "سياسة فرض العقوبات لن تخدم كثيراً المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة". ومنذ ذلك الوقت، يضيف المسؤول، حاولت الإدارة فتح حوار مع الحكومة بقيادة العسكر والمعارضة تحت لواء "سوكي". وخلال المكالمة الهاتفية التي أجراها أوباما مع المعارضِة الفائزة بجائزة نوبل للسلام، تناقشاً حول أهمية المصالحة وكيفية وقف العنف العرقي في بعض المناطق. وكان أوباما أكد في خطابه الذي ألقاه أمام البرلمان الأسترالي يوم الخميس الماضي، قبل التوجه إلى إندونيسيا، أن الولايات المتحدة ستقود في آسيا استناداً إلى المبادئ الكونية المتمثلة في حقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التجمع والحرية الدينية وحرية المواطنين في اختيار ممثليهم. ديفيد ناكامورا - إندونيسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©