الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مثقفون ومحاور... من الممانعة إلى "الربيع"

مثقفون ومحاور... من الممانعة إلى "الربيع"
11 نوفمبر 2012
حسب عبدالله بن بجاد العتيبي، فإنه قبل سنوات قليلة مضت، كان المشهد في المنطقة العربية مقسماً بين محوري الممانعة والاعتدال، كان يمثّل الأوّل إيران غير العربية، وسوريا الأسد و"حزب الله" بلبنان و"حماس" بغزّة، ودخل العراق كلقمة سائغة في هذا المحور لاحقاً، وكان يمثل الثاني السعودية ودول الخليج ومصر والأردن، واليوم تغيّر المشهد تغيرات دراماتيكية كبرى. في المشهد الثقافي والإعلامي العربي والخليجي بشكل أخص كان الحضور الأقوى هو لمحور الممانعة لا محور الاعتدال فدعاياته كانت أقوى تجييشاً وخطابه كان الأعلى صوتاً، وسياساته التوسعية أكثر نجاحاً، وكان كثير من التيارات القومية وتيارات الإسلام السياسي في العالم العربي والخليج بما تعبّر عنه وبه من رموز ومراكز أبحاث ووسائل إعلام، وبما تنتجه من فكر وتحليل يصب جميعاً في خانة هذا المحور الممانع وتأييد أطروحاته وتبرير قراراته والجزم بأحقية مواقفه وسياساته، وكان يرافق ذلك بطبيعة الحال نقد متواصل لمحور الاعتدال وسياساته ومواقفه ربما وصل بالبعض حد السخرية والتخوين والاتهامات المتفرقة. حتى في لحظات الصدام الكاشفة بين المحورين، كحرب "حزب الله" المفتعلة مع إسرائيل 2006، وكذلك حرب "حماس" معها 2008، وغزوة "حزب الله" لبيروت 2008 مدججاً بالأسلحة الإيرانية التي هُزمت شرّ هزيمة بعد تحرّش الحزب بإسرائيل، فعاد ليصنع مجداً زائفاً وقام بتوجيهها لصدور المواطنين اللبنانيين من الطوائف الأخرى والأحزاب السياسية المعارضة له ولسلاحه. ازدهار الشارقة الدائم تقول أماني محمد: دائماً كانت الشارقة في ازدهار ثقافي، لم تنتظر أن يزورها هذا الازدهار، لأنه كان مرابطاً هناك بين فكرة وحلم وتنفيذ. وبين لوحة وكتاب ومسرحية، كان ربيع الحياة بكل عذوبته. فمعرض الكتاب في حد ذاته احتفالية فكرية فذة وأن نافسته عواصم أخرى، لكنه يظل الأفضل والأكثر اتساعاً واستيعاباً لاختلاف الآخر، كان دوماً فرصة سانحة لاقتناص العناوين وتحويلها إلى مفردات وإلى قفزة إنسانية صرفة لا تقرأ إلا للتاريخ والمستقبل في آن. وحدها الشارقة كانت مهد الثقافة ومرتعاً طفولياً لحلم نابض بالمستحيل يبحث عن مساحة تحتضن روحه وإبداعه وإمكان تحويله إلى حقيقة مدهشة تكسر رتابة الاعتياد والركود وكل ما يمكن تسميته بالسأم. مدافعون أم مستغلون لحقوق الإنسان ترى عائشة المري أن استخدام مصطلح "المدافعون عن حقوق الإنسان" تزايد مؤخراً في تقارير عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية لتوصيف أوضاع حقوق الإنسان في عدد من الدول الخليجية، وفي التقارير الخاصة بدولة الإمارات جرى توظيف المصطلح للإشارة إلى عدد من الموقوفين في قضية تمس أمن الدولة ينتمون لما يسمى جمعية الإصلاح الاجتماعي، وقد استعار برلمان الاتحاد الأوروبي هذا المصطلح في قراره الصادر بتاريخ 26 أكتوبر الماضي، فكرر الإشارة إلى الموقوفين بـ"المدافعين عن حقوق الإنسان"! ولعل تصاعد لغة الاتهام تستدعي فهم المصطلح حتى يتسنى لنا قياس انطباقه من عدمه، فمن هم المدافعون عن حقوق الإنسان؟ ومن يملك حق الانضواء تحت مظلة المصطلح؟ ومنذ متى أصبح الخطاب الإسلامي المؤدلج والخطاب الحزبي خطاباً ينتمي لفضاء حقوق الإنسان؟ وهل يعي هذا الخطاب بالفعل ما تعنيه عبارة "حقوق الإنسان" المحملة بعبء التاريخ والجغرافيا الغربيين؟ إكسير الممانعة في عالم هش حسب منصور النقيدان، ترى فئة من المراقبين أن الاستجابة الثورية في دول "الربيع العربي" التي عانت من الاستبداد والقهر والفساد كانت تواجهها عوائق، منها قلة الوعي وتجهيل الأجيال، واستحواذ الأنظمة على كل مجالات الحياة. إلا أن الأمور -حسب هؤلاء- اتجهت نحو التغيير في السنوات الأخيرة، مع ثورة الفضائيات والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وسعي المنظمات الغربية لحقوق الإنسان ومنظمات أهلية أخرى منذ منتصف العقد الماضي، إلى تدريب كثير من الناشطين الفاعلين الذين شكلوا النواة والانطلاقة للثورات، حيث راجت شعارات الكرامة والعدالة وحقوق الإنسان. وفي الوقت الذي كانت فيه غالبية الأنظمة العربية جامدة مكانها، أو تتعامل باستهانة مع تلك الإرهاصات والتحركات، كانت الشراهة لدى فئات اجتماعية كثيرة، وتيارات سياسية طامحة نحو التغيير -أياً كان هذا التغيير- تتعاظم كل يوم. انتصر أوباما... لماذا وكيف؟! يقول د. عبدالله خليفة الشايجي: بعد فوز أوباما، يعود ليصنع التاريخ مجدداً... فهو أول رئيس غير أبيض يفوز برئاسة الدولة الأقوى في العالم، وأول رئيس غير أبيض يعاد انتخابه! وأول ديمقراطي منذ عهد بيل كلينتون في عام 1996 يُعاد انتخابه... وأول رئيس منذ فرانكلين روزفلت في الثلاثينيات من القرن الماضي يفوز بالرئاسة والوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة يعاني من أزمة مالية حادة ونسبة البطالة تقترب من 8 في المئة والنظام السياسي منقسم والعلاقة متأزمة بين البيت الأبيض الديمقراطي ومجلس النواب الجمهوري. والحال أن نتائج الانتخابات التي تشمل انتخابات الرئاسة ومجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام بعض الولايات، كانت تاريخية وصبت عموماً في صالح الحزب الديمقراطي بامتياز... وقد عزز الديمقراطيون أعدادهم في مجلسي النواب والشيوخ، وأوصلوا أكبر عدد من النساء لمجلس الشيوخ (19 امرأة وهو رقم قياسي). الحزب الجمهوري والجاذبية المفقودة يقول مايكل جيرسون: لم تشكل انتخابات نوفمبر 2012 نصراً هاماً للرئيس أوباما فحسب وإنما لليبرالية أيضاً. فقد بنى أوباما حملته على حقوق الإجهاض وزيادة الضرائب على الأغنياء، فكوفئ على ذلك من قبل كتلة ناخبة أصغر سناً وأكثر تأييداً لحرية الاختيار وأكثر تنوعاً عرقياً مقارنة مع 2008. وبالتالي، فائتلاف أوباما ليس ضربة حظ وإنما يمثل قوة حقيقية. غير أن رد فعل بعض المحافظين كان على طريقة الكاتب الروماني شيشرون: "آه الزمن! العادات!". وهكذا، ذهب روش ليمبو إلى القول: "لقد ضاعت منا البلاد" التي وصفها بأنها باتت "بلد أطفال". وقالت آن كاونتر: "لم يعد هناك أمل". أما بيل أوريلي، فقال: "إنها لم تعد أميركا التقليدية بعد اليوم". والحال أنه من الناحية الاستراتيجية، لا يجدر التعبير عن الازدراء تجاه كتلة ناخبة يأمل المرء في التأثير فيها مستقبلاً. كما أن اليأس أيضاً يعتبر رد فعل مبالغاً فيه. فالمحافظون لم يشهدوا خراب روما، وإنما شهدوا خيبة توقعاتهم حيث رأوا تغيرات سكانية لا تصب في مصلحتهم سياسياً، تحدث بسرعة أكبر؛ ورأوا الناخبين الشباب يصبحون أكثر ليبرالية بخصوص بعض المواضيع الاجتماعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©