الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان ومستقبل الوجود الأميركي

22 نوفمبر 2013 23:07
توصلت الولايات المتحدة وأفغانستان إلى مسودة اتفاق يوم الأربعاء يضع شروطاً تلتزم بها القوات الأميركية التي ستبقى في أفغانستان بعد عام 2014، قبل يوم واحد من اجتماع لوجهاء القبائل الأفغانية لمناقشة القضية. ومسودة الاتفاق التي نشرتها الحكومة الأفغانية تلبي فيما يبدو المطالب الأميركية بشأن قضايا خلافية مثل ما إذا كانت القوات الأميركية ستقوم بعمليات من جانب واحد لمكافحة الإرهاب ودخول منازل الأفغان وحماية البلاد من هجمات خارجية. وحذرت واشنطن من أنه بغير الاتفاق ستسحب قواتها بحلول نهاية العام، وتترك القوات الأفغانية دون مساعدة منها لتقاتل التمرد الذي تقوده «طالبان». واجتمع يوم الخميس آلاف من الشخصيات البارزة ووجهاء العشائر في خيمة كبيرة في العاصمة كابول فيما يعرف باسم «اللويا جيركا» لمناقشة دور القوات الأميركية بعد تقليص قوات حلف شمال الأطلسي متعددة الجنسية في عام 2014. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري للصحفيين في واشنطن «توصلنا إلى اتفاق بشأن الصياغة النهائية للاتفاق الأمني الثنائي الذي يعرض على اللويا جيركا». وتمخضت المفاوضات المكثفة بين كابول وواشنطن عن خيبة أمل وسط زعماء قبليين وسياسيين أفغان تجشموا عناء رحلات خطرة من كل أنحاء العالم ليصلوا إلى العاصمة كابول، ويحضروا الاجتماع الكبير ليناقشوا الاتفاق. وتوقفت جهود إتمام الاتفاق يوم الثلاثاء بسبب خلاف بشأن ما إذا كان أوباما قد اتفق على إصدار خطاب يقر بالأخطاء التي وقعت أثناء حرب دامت 12 عاماً. ونفى كيري وقوع أية مناقشة عن إمكانية اعتذار أميركي لأفغانستان بشأن أخطاء أميركية أو عن الضحايا الأفغان من المدنيين، وهو إجراء قد يؤدي إلى غضب واسع النطاق في الولايات المتحدة. وقال كيري إنه لم تطرح أو تذكر كلمة «اعتذار» في المناقشات قط، وأضاف أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لم يطلب تقديم اعتذار. ولم يتضح في أي مرحلة ظهرت فكرة الاعتذار هذه. وقال مسؤول أميركي آخر، إنه عندما رفض كيري دعوة كرزاي لحضور «اللويا جيركا» طلب الزعيم الأفغاني تأكيدات أميركية للمجلس بشأن علاج العلاقة الأمنية في المستقبل لقضية الضحايا المدنيين. وأكد المسؤول الأميركي أن كيري اقترح تحديد معالم الموقف الأميركي في رسالة. وعندما سأل كرزاي عما إذا كان الخطاب سيأتي من أوباما قال كيري إنه سيبحث هذا. وقال وزير الخارجية الأميركي يوم الأربعاء الماضي، إن الرئيس أوباما والبيت الأبيض سيعالجان القضايا المتعلقة بأي اتصالات ممكنة بين الرئيسين. وأكدت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي لأوباما يوم الثلاثاء أن تقديم اعتذار «ليس مطروحاً على الطاولة». وتشير مسودة الاتفاق المؤلفة من 25 صفحة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الأفغانية على الإنترنت إلى أن الولايات المتحدة حسمت عدداً من القضايا الخلافية: - فالاتفاق لا يلزم الولايات المتحدة بأن تدافع عن أفغانستان من هجوم أجنبي، ويشير إلى أن واشنطن «ستنظر باهتمام كبير لأي اعتداء خارجي». - ويشير الاتفاق إلى أن القوات الأميركية «لن تستهدف المدنيين الأفغان داخل منازلهم». - ويؤكد الاتفاق أيضاً أن الجيش الأميركي قد يكون بحاجة لأن يقاتل «القاعدة» ويقول إن البلدين سيتعاونان «بهدف حماية المصالح القومية الأميركية والأفغانية دون عمليات عسكرية أميركية أحادية الجانب لمكافحة الإرهاب»، وتفسير هذا لا يستبعد تماماً أن تقوم الولايات المتحدة بعمليات من تلقاء نفسها. - ويمنح الاتفاق حقاً حصرياً للولايات المتحدة لمحاكمة القوات الأميركية عن الجرائم المدنية أو الجنائية التي ترتكبها في أفغانستان، ويمنح الطيران العسكري الأميركي حقوق طيران غير مقيدة. فالقوات الأميركية جاءت إلى أفغانستان، بعد فترة قصيرة من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن وأطاحت حكومة «طالبان» التي كانت تأوي زعماء «القاعدة». وأثار وجود القوات انتقادات وسط بعض الأفغان الذين رفضوا ما اعتبروه انتهاكات لسيادتهم ولسقوط ضحايا مدنيين في العمليات العسكرية الأميركية. وقد سمح تقليص أعداد القوات الغربية بأن تكتسب المفاتحات المبدئية لاتفاق سلام بين كابول و«طالبان» زخماً ووصل مسؤولون أفغان إلى باكستان يوم الأربعاء لإطلاق المحادثات. ومن جانبها أدانت «طالبان» رغم هذا مجلس «اللويا جيركا» باعتباره غير مجدٍ من وجهة نظرها، وتم تشديد الإجراءات الأمنية في كابول بعد تفجير انتحاري مطلع الأسبوع بالقرب من الموقع المحتمل انعقاد المجلس فيه. وكان المتمردون قد أطلقوا صاروخين على الخيمة التي انعقد فيها مجلس «اللويا جيركا» آخر مرة عام 2011 ولكن الصاروخين لم يصيبا أحداً من الحضور بأذى. وإذا لم يستطع الجانبان الموافقة على اتفاق، اقترح كرازي تقديم صياغات مختلفة للوثيقة إلى «اللويا جيركا» لتحسم أمرها بشأنها. وقد تسبب هذا في ارتباك وسط أعضاء المجلس. وقد تصاعد العنف عشية الاجتماع حيث هاجم مسلحون من «طالبان» ضابطين برتبة كبيرة من الشرطة. وأكد عمر زواك وهو متحدث باسم الحاكم المحلي لإقليم هلمند بجنوب البلاد أن مسلحين كمنوا لقائد شرطة منطقة «مارجا» في الإقليم فأطلقوا النار عليه وقتلوه أثناء ذهابه إلى عمله. وقال حامد زاي دوراني المتحدث باسم الشرطة، إن الجنود قتلوا مفجراً انتحارياً حاول أن يشق طريقه إلى منزل قائد شرطة قندهار، وأضاف أن قنبلة انفجرت فيما بعد في فندق يبعد مسافة قصيرة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة 14 شخصاً آخرين بجروح. ‎حامد شالزي وأشرف محمد كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©