الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبد الله بن زايد: لا يزال تحقيق السلام في المنطقة صعب المنال ولكن يجب ألا يثبط ذلك من عزيمتنا

20 نوفمبر 2012
أبوظبي (وام) - اختتمت أعمال منتدى صير بني ياس السنوي الثالث الذي نظمته وزارة الخارجية، بالتعاون مع المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاثام هاوس” في المملكة المتحدة، خلال الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر الجاري، في منتجع قصر السراب الصحراوي في ليوا بإمارة أبوظبي. وبحث المشاركون خلال النقاشات التفاعلية التي امتدت يومين ونصف اليوم، المشهد الاستراتيجي المتغير في منطقة الشرق الأوسط، والتداعيات المستمرة للربيع العربي وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وغيرها من القضايا الراهنة. وشغل العنف المتصاعد في غزة حيزاً من أعمال المنتدى، حيث تم بحث الوضع الراهن في فلسطين والكيفية التي يمكن من خلالها التقدم نحو تحقيق سلام دائم بين العرب والإسرائيليين. من جانبه، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في تعليقه على أعمال المنتدى “لا يزال مطلب تحقيق السلام في المنطقة صعب المنال، سواء في فلسطين أو سوريا أو غيرهما في الشرق الأوسط، ولكن يجب ألا يثبط ذلك من عزيمتنا، إن الأحداث التي تشهدها المنطقة تبرهن مرة أخرى على ضرورة توفير مساحة يلتقي فيه صناع القرار رفيعو المستوى من جميع أنحاء العالم، لتبادل الآراء بصورة صريحة من خلال منبر سياسي بعيد عن الوهج الإعلامي، ولا شك أن العلاقات الشخصية والفهم العميق للتطورات الإقليمية، أمر على قدر كبير من الأهمية، ونحن مسرورون لأننا تمكنا من إتاحة الفرصة لذلك، ونتطلع قدماً إلى عقد فعاليات منتدى صير بني ياس في العام المقبل”. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في هذا السياق “يعد حل الدولتين الحل الوحيد القابل للتطبيق، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن تحقيقه هو أمر حتمي، ويجب على المجتمع الدولي فهم هذه الحقيقة، كما يجب على جميع أصحاب المصلحة القيام بدورهم للوصول إلى ذلك الهدف”. وكان النزاع الدائر في سوريا من الموضوعات البارزة على جدول أعمال المنتدى، حيث أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي في كلمته خلال المنتدى أن “هناك طريقاً واحداً ومستداماً، يمكنه أن يؤدي إلى خروج سوريا من الأزمة، وهو الحل السياسي”. وعلى الرغم من ذلك فقد حذر المشاركون من أن الظروف داخل سوريا والوضع السياسي الدولي حالياً لا يدعمان التوصل إلى مثل هذا الحل. كما اتفق المشاركون في قلقهم وتحذيرهم من تصاعد وتيرة الدمار، وتزايد أعداد الأرواح البريئة التي تزهق في سوريا بسبب الصراع. وأجمع المنتدى على أن دور مجلس التعاون الخليجي شهد خلال الأعوام القليلة الماضية حضوراً أكبر، حيث ظهر ذلك جلياً في النزاع الأخير الذي دار في ليبيا أو في الطريقة السريعة والفعالة التي عملت من خلالها دول مجلس التعاون على دعم الانتقال السلمي للسلطة في اليمن. كما جرى ضمن جلسات منتدى صير بني ياس تحليل الانتخابات الأميركية وآثارها الإقليمية بالتفصيل، وتمت الإشارة إلى أن المشاركة الأميركية الدائمة في الشؤون الدولية تعود إلى بضعة عقود ماضية فقط، وأن هناك اتجاهات انعزالية آخذة بالبروز في الولايات المتحدة. ومن النقاط الرئيسية التي تم بحثها، كانت مسألة إلى أي مدى سيتأثر التزام واشنطن بالاستقرار الإقليمي بعدد من التوجهات الناشئة من قبيل الكفاءة الذاتية للطاقة في الولايات المتحدة وسياسة “المحور” فيما يخص آسيا. ودعت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة من جانبها الحضور إلى التفكير في مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس فقط في محاولة منها لاحتواء التوجهات السلبية، بل كذلك للاستفادة من المنافع الناتجة عن التعاون الاقتصادي والسياسي الوثيق. وقال كيم سونج هوان وزير خارجية كوريا الجنوبية الذي يشارك للمرة الأولى في أعمال المنتدى “يجمع هذا اللقاء الفريد من نوعه رؤى وخبرات العديد من اللاعبين الرئيسيين في هذه اللحظات الحاسمة من التاريخ، وهو يقدم لنا تصوراً قيماً حول القضايا الراهنة الآخذة بالتكشف في الشرق الأوسط.. ولقد سلطت المحادثات المعمقة والحوارات التفاعلية المباشرة بين المشاركين الضوء على التطورات الأخيرة والسبل الممكنة لتحقيق مستقبل أفضل”. يذكر أن منتدى صير بني ياس يخضع لقواعد مؤسسة “تشاثام هاوس” التي لا تسمح بالاستشهاد المقرون بتحديد الهويّة الخاصة بالمشاركين، ويقتصر عدد الحاضرين في أعمال المنتدى على 100 مشارك. وجمع المنتدى في عامه الثالث 2012 رؤساء دول ووزراء خارجية من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا والأميركيتين وآسيا، إلى جانب عدد من الخبراء العالميين وقادة قطاع الأعمال. وأصبح المنتدى السنوي الذي يعقد للعام الثالث حدثاً مهماً على جدول قادة السياسة وصناع الرأي من جميع أنحاء العالم، حيث يوفر مساحة حصرية وخاصة تسمح بإجراء حوارات تهدف إلى اتخاذ خطوات حول عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط. ويبقى جدول أعمال الحدث وأسماء المشاركين سرياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©