الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

معركة «تويودا» لإنقاذ «تويوتا» في الولايات المتحدة

معركة «تويودا» لإنقاذ «تويوتا» في الولايات المتحدة
25 فبراير 2010 22:09
حالة الغضب الشديدة التي تواجهها شركة تويوتا موتور كورب بسبب استدعاء ملايين من سياراتها لوجود عيوب تهدد عوامل الأمان والسلامة فيها تشير إلى حجم المكانة التي وصلت إليها الشركة اليابانية في السوق الأميركية. فحتى السياسيون الأميركيون الذين يهاجمون تويوتا الآن اعترفوا بأنهم تحولوا إلى ركوب سيارات تويوتا بدلا من السيارات الأميركية. تقول إليانور هولمز-نورتون عضو مجلس النواب عن مقاطعة كولومبيا بواشنطن وهي لاتمتلك حق التصويت على مشروعات القوانين في التصويت العام بالمجلس إنها تحولت إلى سيارات تويوتا بعد تردد لآنها كانت تريد شراء سيارة أميركية، “ولكنني اعتمدت على السمعة الاستثنائية لجودة وأمان السيارات اليابانية والتي تراكمت على مدى أجيال”. تقود هولمز-نورتن الطراز الهجين من السيارة الشهيرة تويوتا كامري. وكغيرها من العملاء العاديين فإن لديها سؤال واحد لرئيس تويوتا أكيو تويودا “هل هناك أي احتمال لاستدعاء السيارة كامري الهجين؟” كما حدث مع العديد من سيارات تويوتا خلال الأشهر الماضية. خاض تويودا مواجهة عنيفة خلال إدلائه بشهادته حول العيوب الفنية في سيارات شركة تويوتا أمام لجنة الإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأميركي أمس الأول على مدى أكثر من 4 ساعات. وقد اضطر تويودا للسفر من اليابان إلى الولايات المتحدة؛ لكي ينقذ سمعة تويوتا التي ظلت مثار فخر قطاع التصنيع الياباني على مدى عقود. وظهر الطابع الشخصي خلال جلسات الاستماع التي بدأت في الكونجرس يوم الثلاثاء الماضي وانتهت أمس لمناقشة قضية استدعاء ملايين من سيارات تويوتا بسبب وجود عيوب فنية فيها. فقد تحدثت “في لاستريلا” عن فقدان 4 من أفراد أسرتها في حادث لإحدى سيارات تويوتا بمدينة سان دييجو، وهو الحادث الذي لفت الأنظار إلى احتمال وجود عيوب فنية في سيارات تويوتا. وتذكرت لاستريلا أثناء حديثها في جلسة الاستماع كيف أن الحادث كان كارثة “لأسرتي”. ورد تويودا بالقول إنه “آسف بشدة” لفقدان الأرواح. وواجه رئيس الشركة الياباني طوفانا من اتهامات أعضاء الكونجرس بأن الشركة تجاهلت وجود المشكلات في سياراتها وأهملت على مدى سنوات معايير الأمان والسلامة لركاب هذه السيارات. وقال عضو الكونجرس دينيس كوسينش عن الحزب الديمقراطي “لا اعتقد أن تويوتا كانت صريحة .. إنها تبدو قد تعامت عن المشكلة”. وقد يشعر البعض بأن هناك نوعا من الغيرة من جانب الأميركيين لأن تويوتا موتور كورب أزاحت امبراطورية صناعة السيارات الأميركية جنرال موتورز عن عرش الصناعة العالمية كأكبر منتج للسيارات في العالم سنة 2008 بعد عقود من تربع جنرال موتورز على العرش. وفي عام 2009 أصبحت تويوتا ثاني أكثر شركات السيارات شعبية في الولايات المتحدة. الجودة اليابانية ويبدو أن قضية تويوتا سيكون لها تأثيرها السلبي على اليابان ككل، حيث يرى عضو الكونجرس بول كانجورسكي أن استدعاء سيارات تويوتا سيدفع الكثير من المستهلكين الأميركيين إلى إعادة النظر في اقتناعهم بجودة المنتجات الصناعية اليابانية ككل. وقال كانجورسكي موجها حديثه إلى تويودا “كان لدينا إيمان قوي بأي شيء يحمل شعار صنع في اليابان.. وأنتم جرحتم هذه العقيدة لدى الرأي العام الأميركي”. وقد استدعت تويوتا أكثر من 8.5 مليون سيارة بسبب مشكلات مرتبطة بتعلق دواسات السرعة بأرضية السيارات وعدم ارتدادها بعد رفع قدم السائق عنها في بضعة أنواع من سياراتها إلى جانب وجود عيوب تتعلق بالمكابح في سيارتها الهجين الشهيرة بريوس، مما أدى إلى تسجيل حوادث أسفرت عن مقتل 34 شخصا خلال السنوات القليلة الماضية. وأدت عمليات الاستدعاء إلى انخفاض مبيعات تويوتا في الولايات المتحدة في يناير بنسبة 8ر5% لتصل إلى 98 ألفا و 796 سيارة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، بالإضافة إلى انهيار سمعة الشركة كمنتجة لسيارات تتميز بالجودة. وقال تويودا إنه يتحمل “المسؤولية الكاملة” عن مخاوف المستهلكين بشأن سيارات الشركة. وأشار إلى أن تويوتا “ستعمل بقوة ودون كلل لاستعادة ثقة عملائنا”. واتسعت دائرة الشكوك حول كفاءة سيارات تويوتا، حيث قال وزير النقل الأميركي لاري لاحود إن إدارته تجري تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت هناك عيوب فنية في الأنظمة الإلكترونية لسيارات تويوتا وما إذا كانت هذه المشكلات موجودة في سيارات شركات أخرى. وأضاف “سوف نجري مراجعة شاملة وكاملة للمكونات الإلكترونية” في السيارات. تجاهل المشكلات أما إدولفوس تاونز رئيس لجنة الإصلاح الحكومي، فقال إن تويوتا إما “تجاهلت أو قللت من أهمية التقارير الخاصة بالتسارع المفاجئ”، وأنه “مازال متشككا” في تعامل تويوتا مع المشكلة. ولكن أكيو تويودا نفى أن تكون الأنظمة الإلكترونية مسؤولة عن الخلل الفني في بدالة (دواسة) البنزين الذي يؤدي إلى تسارع مفاجئ للسيارات في عدد من طرازاتها. وقال تويودا خلال شهادته أمام لجنة مجلس النواب الأميركي، إن اختبارات الشركة على نظام التحكم الإلكتروني في الصمامات المعروف اختصارا بالحروب (إي.تي.سي) أظهر أنه لا توجد أي مشكلات فيه حتى الآن. وأبلغ تويودا الذي واجه سيلا من الأسئلة عن استدعاء ضخم هز سمعة تويوتا المشرعين أنه “يشعر بأسف عميق” للحوادث والإصابات التي تسببت فيها سيارات الشركة. وعندما هلل له عمال وموزعي تويوتا في مناسبة نظمتها الشركة مساء أمس الأول في واشنطن انفجر تويودا في البكاء تحت شاشة عملاقة تحمل اسم الشركة التي أسسها جده الأسطوري. وقال تويودا “أعتقد أن تويوتا عملت دائما لما فيه صالح الولايات المتحدة .. حاولت توصيل تلك الرسالة من القلب، لكن هل كانت مفهومة على نطاق واسع أم لا .. لا أعرف”. الأنظمة الإلكترونية كانت السلطات الأميركية قد ذكرت أنها تجري فحصا حاليا للأنظمة الإلكترونية في سيارات تويوتا وغيرها من شركات صناعة السيارات لمعرفة ما إذا كان هناك خلل في هذه الأنظمة يؤدي إلى التسارع المفاجئ. وقال تويودا الذي كان يتحدث باللغة اليابانية وتجري ترجمة حديثه إلى الإنجليزية “أنا واثق تماما من أنه لا توجد مشكلة في تصميم نظام إي.تي.سي” . من جانبه، أعلن جيم لينتز رئيس عمليات شركة تويوتا في الولايات المتحدة أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأميركي إنه ربما تكون هناك بعض الأسباب التي لم يتم تفسيرها بعد لتسارع السيارة بدون قصد، وهو الأمر الذي واجهه بعض سائقي تويوتا. مخاوف سياسية في اليابان ويخشى الساسة في اليابان من التداعيات المحتملة للأزمة. وتحتل تويوتا التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 125 مليار دولار موقعا مركزيا في شبكة توريد هائلة ذات أهمية حيوية لسلامة الاقتصاد. وبدا أن المستثمرين الذين أسقطوا 30 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة على مدى الشهر الأخير اعتبروا جلسة مساءلة تويودا في الكونجرس كخطوة إلى الأمام. وارتفعت أسهم تويوتا 0.6 بالمئة في طوكيو، بينما شهدت السوق عموما تراجعا طفيفا. وقال رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما للصحفيين في طوكيو أمس “من الجيد أن رئيس تويوتا بنفسه حضر أمام اللجنة وأدلى بشهادته. “لا أعتقد أن هذا ينهي كل شيء. لقد تحدث عن العمل للقيام بتحسينات. هذا يشمل السيارات وهي شيء مؤثر في حياة الناس لذا من المهم إيلاء اهتمام وثيق للسلامة وتحقيق هدف إجراء تحسينات حيثما تقتضي الحاجة. يراودني الأمل وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك”. وقال وزير التجارة الياباني ماسايوكي ناوشيما إن مشاكل تويوتا قد تؤثر على صورة المنتجات اليابانية وإنه يريد أن تستعيد شركة صناعة السيارات ثقة المستهلك. ومن المنتظر أن ترتفع تكاليف السحب بعد اتفاق مع ولاية نيويورك على تسريع الإصلاحات للعملاء وتوفير وسائل نقل بديلة في ترتيب من المرجح أن يتسع ليشمل ولايات أخرى. وقوضت جهود تويودا لتطمين المستهلكين والمسؤولين الأميركيين مواجهة بشأن مذكرة من عام 2009 تتباهى فيها تويوتا بتوفير 100 مليون دولار عن طريق إقناع مسؤولي السلامة بقبول استدعاء رخيص نسبيا لأغطية أرضيات السيارات التي يعتقد أنها السبب في التسارع غير المتعمد. نيسان وسوزوكي ودايهاتسو تستدعى سيارات في اليابان طوكيو (رويترز) - أعلنت ثلاث شركات يابانية لصناعة السيارات امس أنها ستستدعي سيارات معظمها في سوقها المحلية لكن ليس بنفس نطاق إجراءات الاستدعاء التي تمت في الآونة الأخيرة من جانب تويوتا التي تسببت في زيادة إجراءات التحقق من سلامة السيارات. وقالت شركة نيسان موتور ثالث أكبر شركة يابانية لصناعة السيارات إنها ستستدعي 76415 سيارة من عشرة طرز في اليابان و2281 سيارة في الخارج بسبب احتمال وجود عيب قد يسبب توقف المحرك أثناء القيادة. وفي تطور منفصل قالت شركة سوزوكي موتور رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان إنها ستستدعي 432366 سيارة من الطرز الصغيرة في اليابان بعد الإبلاغ عن حادثين لاشتعال النار ربما نتيجة لعيب في جهاز التكييف بالسيارة. من ناحية أخرى قالت شركة دايهاتسو موتور إنها ستستدعي 60774 سيارة من أربعة طرز صغيرة في اليابان بسبب مشاكل في توصيلات الأسلاك يمكن أن تسبب انتفاخ الوسادات الهوائية بطريق الخطأ. والسيارات الصغيرة التي يبلغ حجم محركها 660 سنتيمترا مكعبا تباع فقط داخل اليابان. وقالت نيسان التي تمتلك شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات 44 في المئة منها أنها وجدت نقطة التوصيل بين أسلاك الدوائر في المحرك في بعض الحالات بها تلف في عملية الاختبار قبل بيع السيارة. وقال المتحدث توشيتاكي اينوشيتا إن العنصر التالف يمكن أن يسبب توقف المحرك أثناء القيادة. وقال اينوشيتا إنه لم يتم الإبلاغ عن حوادث وعدد السيارات التي تأثرت في الخارج صغير لأن جميع المحركات المعنية أنتجت في مصانع في اليابان.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©