الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عبد الله: من لا يتحمل ضغوط ملاعب الكرة عليه أن يرحل!

محمد عبد الله: من لا يتحمل ضغوط ملاعب الكرة عليه أن يرحل!
13 ديسمبر 2015 22:58
معتز الشامي (دبي) خرج الحكم الدولي محمد عبد الله عن صمته، ورد على كثير من التساؤلات التي شغلت الساحة الرياضية خلال الأشهر القليلة الماضية، وزادت بعد الهجمة الحالية على التحكيم، ومحاولة الكثيرين تبرير أي خسارة بوجود أخطاء تحكيمية، معترفاً في الوقت نفسه بوجود أخطاء، وأن ذلك جزء من اللعبة، التي تبقى فيها الأخطاء واردة، لكنها لا يمكن أن تكون متعمدة. وسدد عبد الله في كل الاتحادات، وتحدث عن «المسكوت عنه» في حوار صريح، هو الأول الذي يدلي به حكمنا المرشح لمونديال موسكو 2018، بعد تألقه في مونديال الناشئين بتشيلي. وفي البداية شدد عبد الله على شعوره بحالة غصب شديدة من الهجوم المتتالي على التحكيم والأطقم التحكيمية مع أي قرار قد يعتقد البعض أنه خاطئ، وقال: «شعرت بالاستياء من الهجوم على التحكيم الإماراتي، والتحدث بما يخالف عاداتنا وتقالدينا، ويخالف ما هو معروف في الساحة الرياضية، لأن الكلمة التي تقال لا تهدم طاقم تحكيم، ولكن تهدم 30 سنة من العمل في التحكيم الإماراتي، ولا يحق لأي شخص أن يتهم التحكيم، لأن هناك جهات وطنية تقف خلف التحكيم الوطني وتدعمه بقوة». وتابع: «من لا يتحمل الضغوط الموجودة في عالم كرة القدم لابد أن يترك مكانه لشخص آخر لديه قدرة على تحمل الأخطاء التي هي جزء أصيل من اللعبة، لأن من يرضى أن يكون جزءاً من إدارة اللعبة عليه أن يتحلى بالخلق الرياضي والروح الرياضية، وأن يكون قدوة للجماهير، وألا يخرج بعيداً عنها، وأن يترك الفرصة لشخص آخر يتولى زمام المسؤولية، يكون لديه الصبر والحكمة في التعامل مع تلك الأمور، وليس التصريح على أتفه الأشياء، فسابقاً كانت انتقادات توجه للحكم، لكننا الآن تجاوزناها لمرحلة صعبة في تاريخ التحكيم من أجل قرار في مباراة يحتمل الخطأ أو الصواب». وأضاف: «إنجازات التحكيم الإماراتي ملء السمع والبصر، ونلقى كل الاحترام في كل دول العالم، ولا نقبل أن نوصف بهذه الأوصاف، ويجب أن يعرف الجميع أن الحكام يضحون كثيراً من أجل الوصول لمستويات أعلى، ومثل هذه الضغوط قد تؤثر على البعض منهم». ولفت حكمنا الدولي إلى أنه لا يريد أن يفهم كلامه بأنه موجه لدخول معركة شخصية ضد أي فرد، مؤكداً أنه يدافع عن التحكيم الذي هو جزء من منظومته، وقال: «أنا في النهاية حكم أدير مباريات كل الأندية، وحتى لا يفهمني جمهور نادٍ معين بشكل خاطئ، لكن قطاع التحكيم أصيب بالاستياء من التصريحات التي صدرت مؤخراً، لكن بالنسبة لي كشخص، مثل هذه الانتقادات تتحول لدي إلى تحدٍ داخلي لأن أثبت قدراتي». وأكمل: «التحكيم ليس سهلاً، ومن يدخل المجال يعرف ذلك، لكن الشخص العادي بالمدرجات أو من يجلس في الاستوديوهات يعتقد أن الأمر سهل، ولكنه ليس كذلك». احتراف وهمي وعن مقترح توقيع عقود احتراف لقضاة الملاعب وزيادة رواتبهم، قال محمد عبدالله: «هذا الأمر كان إيجابياً للغاية والكل انتظره، ونسمع منذ عامين عنه، وسمعنا أن القرار سيطبق خلال شهر ديسمبر، لكن لم يطبق أي شيء حتى الآن، ولم نر أي عقود أو رواتب، في ظل ما نواجهه في كل مباراة من ضغوط، وفي ظل التضحيات التي نقدمها جميعاً، خاصة أنا، فقد ضحيت مادياً، ويكفي أنني تلقيت عروضاً لفرص عمل خارجية، ولكني رفضتها لارتباطي بالتحكيم، ولأن موافقتي عليها تعني ترك التحكيم، لأن هذه الوظيفة تتطلب أن أكون متفرغاً لها تماماً». وعن المردود المالي، قال: «المردود المادي للتحكيم لا يتوازى مع ما نقدمه من تضحيات، فهل معقولة أن يتسلم الحكم 3 آلاف درهم عن المباراة الواحدة، ونحن ندير دوري محترفين ثمنه يتجاوز عشرات الملايين، ولاعبون يتسلمون أيضاً عشرات الملايين، وتسويق وإعلانات وغيرها، والتحكيم هو آخر وأضعف حلقة، لقد مملنا بالفعل، ويكفي أننا بتنا ندير مباريات بمبالغ زهيدة في ظل زيادة أعباء الحياة والأسرة، وهي مبالغ لا تعوض ما يضيع بسبب كثرة سفرنا، الأمر لن يكون محفزاً للمواهب الشابة، حتى تدخل في سلك التحكيم، إذا لم تجد القضاة يحصلون على مردود مادي مناسب». وأضاف: «بالنسبة لي أضطر للسفر كثيراً، وآخر 3 سنوات، بات تقيمي متراجعاً في وظيفتي لأنني لست متفرغاً، وأنا أقول هل يقدر أن يلعب لاعب في نادٍ دون رواتب؟، هذا لن حدث، وفي المقابل نحن نضحي ولا نجد إلا الانتقادات والتشكيك من البعض». وزاد عبدالله: «هناك أيام طويلة تمر دون رؤية أولادي، لأن لدي تدريبات يومية، كما يجب أن أحضر المحاضرات والاجتماعات، وأكون في الأغلب قادماً من الدوام، الذي أدخله في السابعة صباحاً، وحتى أيام الإجازة تكون لدي مباريات أديرها، وبالتالي يجب أن يكون أمام تلك التضحيات، مردود مناسب لي ولأسرتي، وأنا لم أكن أحب ذكر هذا الأمر، لكن بالفعل باتت هناك صعوبات، وأنا لا أتهم اللجنة بالتقصير، بل هناك جهود جبارة يقومون بها، ويكفي أنهم اقترحوا زيادة الرواتب، لكن كل شيء توقف فجأة». وتابع: «لو كنت أفكر في المادة فقط، لكنت اعتزلت التحكيم منذ زمن، لكننا الآن وصلنا لمرحلة لا نقدر على التراجع بعدها، ولولا أنني أصبحت من ضمن الأطقم الآسيوية المرشحة للمونديال، وأحمل شرف الدفاع عن سمعة التحكيم الإماراتي، لكنت اعتزلت بالفعل، لأنني اتخذت قراراً بالاعتزال الموسم الماضي للتفرغ لمستقبلي الوظيفي، ولعدم إضاعة المكافآت السنوية، بحثاً عن راتب أفضل، فلدي أسرة وأطفال، ويكفي أنني قضيت 16 عاماً من شبابي منشغلاً بالتحكيم وأضحي من أجله، كما أنني منذ تلقيت الشارة الدولية 2010، والتضحيات تزيد، والالتزامات بالتحكيم تزيد أيضاً». دعم خارجي وعما يحتاج إليه كطاقم إماراتي مرشح ضمن 7 أطقم في آسيا لبلوغ مونديال موسكو 2018 قال: «نعاني من عدم التفرغ الرسمي من وظائفنا، لذلك أتمنى أن يصل صوتنا إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، والداعم الأول للتحكيم الوطني ولكرة القدم الإماراتية، حتى يأمر بتفريغنا، لأننا بالفعل لو حصلنا على التفرغ الوظيفي خلال العامين المقبلين فقط، فسيتغير الكثير في مسيرتنا نفسياً وبدنياً وفنياً، فالأشهر القليلة المقبلة تعتبر حاسمة للغاية في منافستنا على نيل شرف التأهل للمونديال، حيث سيكون بإمكان الطاقم أن يؤدي تدريباته مرتين يومياً، وأن يحضر كافة ورش العمل، بما يفيد في الارتقاء بالمستوى أكثر وأكثر، كما أن قرار تفريغنا سيصب في صالح تقييمنا لدى الفيفا، الذي يراقب ويتابع الأطقم المرشحة، ويكفي أن كل الأطقم المرشحة أمامنا مفرغة من وظائفها وتتدرب باستمرار، بينما نحن نداوم في وظائفنا ونخرج منها مرهقين لنتوجه إلى إدارة المباريات». وأضاف: «نحتاج لدعم إداري بالتوازي مع الدعم الفني المتاح حالياً، فلا طاقم يصل إلى العالمية بالمستوى الفني فقط، لأن هناك ما يقرب من 6 أطقم مستواهم مميز، والكل يدرك أنه لا طاقم يصل للمونديال بمستواه الفني فقط، كل من ينخرط في سلك التحكيم يدرك ذلك، الأمر يتطلب تحركاً واسعاً في الجانب الإداري، والعلاقات الشخصية تلعب دوراً في هذا الأمر، ومعظم الأطقم التي تصل للمونديال، تنول هذا الشرف بفعل الدعم الإداري خارج الملعب، والدعم يكون من الدولة نفسها». مشكلة التفرغ وتابع: «أعاني من عدم التفرغ، لأنني أعمل بمؤسسة مدينة دبي للطيران كمحاسب ومدقق حسابات، وأضطر للخروج من الدوام الساعة 3 ظهراً، متوجهاً للمنزل لتبديل ملابسي، ومن ثم أتوجه فوراً إلى ملعب المباراة، ففي مباراة دبا والجزيرة بالفجيرة، خرجت الساعة الثالثة، وكانت المباراة في السابعة والنصف، وصلت بيتي الساعة الرابعة إلا الربع بدلت ملابسي، وتحركت في الرابعة والربع مباشرة إلى الفجيرة، لأصل قبل المباراة بساعة على الأقل، ناهيك عن الإرهاق المرتبط بمتطلبات الوظيفة نفسها من مراجعة أرقام واطلاع على ملفات ومستندات، وهذا يحدث في 90% من المباريات التي أديرها في الدوري، فلا أحصل على راحة قبلها، وبسبب كثرة سفري الخارجي لإدارة مباريات أو الدخول في معسكرات، لا أقدر على طلب إجازات إضافية لإدارة مباريات الأسبوع المحلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©