علي معالي (دبي) - سطع نجم المالي درامان تراوري في سماء دوري الخليج العربي لكرة القدم، بنهاية الجولة التاسعة، حيث نجح «القناص» في قيادة دبي إلى تحقيق فوز غالٍ ومثير، على حساب عجمان، بهدفين مقابل هدف، في «قمة القاع»، وجاء الهدف الثاني بضربة رأس بارعة في الثواني الأخيرة، من المباراة التي أُقيمت على ملعب العوير بدبي، وكان اللاعب نفسه وقع بالهدف الأول في «الشباك البرتقالية».
وحتى الآن، نجح تراوري في أن يحرز لدبي 6 أهداف من أصل 12 هدفاً، وهو ما نعتبر أنه بقيمة نصف فريق «أسود العوير»، والهدف الأخير الذي هز به «شباك البرتقالي» كان بمثابة الإنقاذ لدبي؛ لأنه الفوز الأول على ملعب العوير، بعد غياب منذ الجولة الـ 15 للموسم الماضي.
وما يؤكد أن اللاعب كان الأفضل بين صفوف فريقه في المباراة، هو تعليق مدربه همبورتو عليه، بعد انتهاء المباراة بأنه يستحق الميدالية الذهبية، لكونه واحداً من اللاعبين الذين أدوا مباراة عالية المستوى من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وقال عنه مدرب الفريق المنافس عجمان عبدالوهاب عبدالقادر، إنه مهاجم يستطيع أن يصنع الفارق في أي وقت من المباراة، وهو «لا يكل ولا يمل» من الجري وراء كل كرة، ويصنع الفرص، ويملك روحاً عالية طوال الـ 90 دقيقة.
كان تراوري حلاً بديلاً للبرازيلي ألفيس، وبالتالي لم يكن موجوداً مع الفريق في المعسكر الألماني، قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، ومع ذلك نجح اللاعب في أن ينسجم منذ قدومه، ويتأقلم مع الأجواء، على الرغم من الاختلاف الكبير بين ناديه السابق، مقارنة بالحالي؛ لأن تراوري في الموسمين الماضيين، لعب ضمن صفوف دونيستيك الأوكراني، وسجل 9 أهداف في الموسم الماضي، خلال مشاركته في 25 مباراة، وفي موسم 2011 - 2012 سجل 5 أهداف في 24 مباراة، والمعدل التهديفي الحالي له لو استمر عليه سوف يتفوق على فترة وجوده في بالدوري الأوكراني.
ويملك اللاعب تجربة أفريقية، عندما لعب لصفوف الترجي التونسي، وسجل وقتها 7 أهداف، من أصل 12 مباراة شارك فيها في موسم 2010 - 2011 قبل الانتقـال إلى أوكرانيا.
ومشوار اللاعب الأفريقي، أوروبياً أكثر منه آسيوياً أو أفريقياً، حيث بدأ تجربته الاحترافية في الدوري الروسي منذ 2007، عندما انطلق مع نادي لوكوموتيف لموسمين، ثم انتقل إلى نادي كوبان كراسنودار، ليعود بعدها في 2010 إلى لوكوموتيف.
وعبر تراوري «31 عاماً»عن سعادته بالهدفين اللذين أحرزهما لدبي في مرمى عجمان، وقال «إن فرحتي مصدرها أن الفوز هو الأول لفريقي على ملعبه وأمام جماهيره، وحاولنا من البداية أن نسيطر على المباراة، ولم نصب باليأس مطلقاً، وظل الصراع والأمل في الفوز حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، وهو ما يؤكد إصرارنا على أن نقدم الفوز هدية لجماهيرنا التي نراها خلفنا في كل المباريات».
وأضاف: «نملك في دبي مجموعة جيدة من العناصر الشبابية التي تطمح لتقديم المزيد من المستويات خلال الموسم، وما زال أمامنا الكثير لنقدمه مع الفريق، في ظل روح الحب والتفاهم الكبير بين جميع عناصر اللعبة بالنادي».
وأكد المهاجم المالي أنه سعيد للغاية باللعب في دوري الخليج العربي، وهي التجربة العربية الثانية له بعد الدوري التونسي، ويتمنى أن يقدم مسيرة جيدة مع دبي، وأن يخدم الفريق، وأن يقتحم المنطقة الدافئة بالدوري سريعاً.
وقال تراوري: «هناك تفاهم كبير بيني وبين برونو سيزار مع بقية اللاعبين، حيث نسعى لإضافة المزيد من الجهد والعطاء للفريق، لكي نظهر بالشكل اللائق في البطولة، وثقتنا كبيرة في كفاءة اللاعبين وقدرتهم على تقديم المزيد من المستويات المرتفعة التي تجعلنا راضين في نهاية الموسم عما نقدمه».
وأضاف: «الدوري الإماراتي به الكثير من المستويات المتميزة والمسابقة ملتهبة على المراكز سواء في المقدمة أو في الوسط أو في القاع، وهو ما يجعل المنافسة مستمرة حتى النهاية».
من جانبه، أشاد خالد الكعبي مدير الكرة بفريق دبي بما يقدمه اللاعب المالي من عطاء والتزام كبيرين داخل وخارج الملعب، وقال: «ننتظر من اللاعبين الأجانب أن يصنعوا الفارق مع الفريق، وهو ما يفعله تراوري، حيث إنه يبذل الجهد الكبير في التدريبات والمباريات، وما قدمه من عطاء كبير في المباراة الأخيرة يؤكد إصراره على ضرورة الظهور بالشكل اللائق به كلاعب محترف».
وأضاف الكعبي: «استطاع اللاعب أن ينسجم مع زملائه سريعاً، وهو ما يؤكد أنه يملك روح الاحتراف العالية والانسجام السريع مع عناصر اللعبة، وأنه يحرص دائماً على التحدث مع اللاعبين لتحفيزهم في أرض الملعب، وننتظر المزيد من الأهداف والعطاء داخل أرض الملعب، خاصة أن الفوز الأخير أعاد لـ «الأسود» روح الانتصار على ملعبه من جديد، ولدينا أمل في استعادة الانتصارات التي حققناها في المواسم الماضية، ودون شك فإن هناك خبرات كثيرة موجودة بالفريق بعد سنوات الاحتراف الماضية التي نجحنا من خلالها في البقاء مع الكبار».
عدد اليوم
