الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الهواء ثلثا زجاجتي ..» جديد السوري حنّا حيمو

«الهواء ثلثا زجاجتي ..» جديد السوري حنّا حيمو
1 ديسمبر 2012
عن “دار نون” للنشر والتوزيع في رأس الخيمة، صدر مؤخرا للشاعر حنّا حيمو (سورية) المقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم، ديوان “الهواء ثلثا زجاجتي .. ونديمي البحر” في مائة واثنتين وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، ليكون هذا الديوان باكورة إصدارات الدار التي ترأس مجلس إدارتها نجلاء القاسمي، سفيرة دولة الإمارات في السويد. في كتابه هذا يختار الشاعر الانحياز لقصيدة النثر بعد مسيرة طويلة مع قصيدة التفعيلة. فاشتمل الكتاب على ثلاثِة وثلاثين نصا. يمكن القول إن القصائد تنتمي إلى التأملات الشعرية المكثفة، المتميزة، بمعنى أنها ليست مجموعةً من النصوص الشعرية القائمة على رؤية مغايرة للواقع، بل هي أكثر من ذلك، فهي تحملُ الكثيرَ من الرؤى الفلسفية التي استطاع الشاعر أن ينسجها في بناء القصيدة بطريقته الخاصة ما جعلها مختلفة برؤيتها ولونها وفرادتها، إذ يحضر الرمز التاريخي والفلسفي بقوة في نسيج القصائد، مانحاً إياها جماليةً عاليةً لم تأتِ على حساب شاعرية النص أو انسابيته، بل إضافة جمالية رغم التكثيف العالي في شكل النص وتكنيك بنائه وكتابته. هكذا، يمكن وصف الكتاب بأنه يحمل خصوصية ذاته، حيث امتلك صوته الخاص الذي ميزه، فيبدو شاعراً واثقاً من أفكاره ورؤاه وأدواته، وكذلك برزت مقدرته على توظيف الصور والاستعارات، ما جنب الكثير من القصائد رتابة الوصف والسرد. وفي قراءته للمجموعة يكتب الشاعر والناقد سعد الياسري (العراق) تحت عنوان: “سادن الريح”، بأن حيمو “اعتمدَ على مقدرةٍ بَصريَّةٍ لافتةٍ، وهو مَدينٌ للفوتغراف (ثابتًا) والسِّينما (سيَّالةً) في اجتراحِ بعضِ بُنى قصائدهِ؛ مجتهدًا في الوفاءِ لتقنياتِ كتابة نصِّ النَّثر دون استغراقٍ في نمطيَّةٍ سائدةٍ ومنفِّرةٍ.. وهذا ممَّا يُحسبُ لهُ”. ويضيف الياسري كذلك بأن الشاعر قد “سعى في عناوين القصائدِ إلى الحفاظِ على خصوصيَّةِ المتونِ، ولعلَّ التلقائيَّةَ الباديَّةَ في نحتِ بعضِ هذه العناوينِ قد خدمتْ القارئَ – قبلَ غيرهِ – في الدُّخولِ إلى عالمِ حنَّا حِيمو دونَ كثيرِ عناءٍ. كما جاء عنوان العملِ “الهواءُ ثُلثا زجاجتي.. ونديميَ البحرُ” ثريًّا متوافقًا مع اشتغالاتِ الشَّاعرِ في اقتفاءِ أثرِ التَّركيبِ المُفرطِ الحساسيَّةِ؛ والذي عادةً ما يكونُ جملةً اسميَّةً – إخباريَّةً - لا فعلَ فيها، ولا طلبٌ يزيحُ المَعنى إلى نقيضهِ أو إلى حدودِ نهائيتهِ”. ويؤكد أن حنّا حيمو في ديوانهِ الأوَّلِ “بالغِ الجدِّيَّةِ، يعلنُ عن شِعريَّةٍ نابضةٍ، وتلقائيَّةٍ سائلةٍ، ونصٍّ وعدُهُ الخصوبةُ. ثمَّةَ تاريخٌ شخصيٌّ أيضًا، وصراعُ ذاكرةٍ، وراحلونَ، وحاضرونَ سيرحلونَ، وباقونَ حتَّى النِّهايةِ.. هؤلاءِ كلُّهم مثَّلوا شهادةَ الشَّاعرِ على نفسهِ المحمومةِ بضروبِ القلقِ؛ وهل الشِّعرُ إلاَّ قلقُنا النَّافرُ”.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©