الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرزوقي يتعهد ببناء جمهورية ديمقراطية تعددية

المرزوقي يتعهد ببناء جمهورية ديمقراطية تعددية
13 ديسمبر 2011 23:27
أدى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي أمس اليمين أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي. وطغى على المشهد الدموع التي ذرفها خلال أدائه القسم، ما أثار إعجاب الكثير من التونسيين، حسبما وضح جليا في مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما في “فيسبوك” و”تويتر”. واقسم المرزوقي (66 عاما) واضعا يده على المصحف على “الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري”، وعلى “احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة” في تونس، والعمل على “حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات”، وعلى “الوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال، وتجسيد مبادىء الثورة”. وترحم المرزوقي في تأثر بادٍ على أرواح “شهداء الثورة”، وقال وقد غلبه الدمع “من دون تضحياتهم ما كنت لأوجد في هذا المكان”، كما وجه تحية للشعبين السوري واليمني. ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح على سترة زرقاء وعلى قميص أبيض، وبدا فخورا وهادئا وسط علامات التأتر البلغ على وجهه، بأن يكون “رئيسا لكل التونسيين” وألا “يوفر أي جهد” من أجل تحسين مستوى عيش مواطنيه. وقبل أن يتسلم مهامه من سلفه فؤاد المبزع في القصر الرئاسي بقرطاج تعهد المرزوقي في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي من منبر المجلس الوطني التأسيسي وبحضور كبار مسؤولي الدولة، بضمان “الحق في الصحة والحق في التعليم وحقوق المرأة” التي قال إنه سيعمل على تدعيمها أكثر خصوصا في مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وشدد المرزوقي على أن “مهمتنا هي وضع الأسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية”، مشيراً إلى أنها “مسؤولية كبيرة نتيجة ضخامة التحديات التي أتت من حجم الخراب الذي خلفته الديكتاتورية، من بينها مشكلة البطالة التي تعد مشكلة كرامة قبل أن تكون مشكلة اقتصادية”. وأوضح أنه سيعمل على “تحقيق مواطن الشغل من دون الغرق في المديونية”، وعلى حماية العمال وأصحاب العمل والمستثمرين. كما شدد المرزوقي على التمسك بـ”هويتنا العربية الإسلامية مع الانفتاح على كل الشعوب وتعميق علاقاتنا مع الغرب والشرق والجنوب”. وأكد أن الدولة التونسية ستعمل على “حماية المنقبات والمحجبات والسافرات” بلا تمييز وبمساواة أمام القانون. ودعا التونسيين الى “المصالحة” مشيرا في هذا الصدد إلى أنه “لا مكان للثأر والانتقام لكن لن نخضع للابتزاز لمن تبقى من شرعية القوة”. وأضاف أن “المرحلة المقبلة التي تشهدها تونس ستكون صعبة لكن سنعمل على اجتيازها بالعزيمة نفسها التي اجتزنا بها جميع الصعوبات التي واجهت البلاد فى المرحلة السابقة”. وشدد على أن “ابرز التحديات يتمثل في تحقيق اهداف الثورة” مشيراً الى ان “الخيار الوحيد امامنا هو بين النجاح والنجاح، حيث لا يمكن ان نقبل ان تنتهي ثوة 17 ديسمبر المجيدة بثورة مضادة تعيد تقييدنا بسلاسل التي كسرناها او ان تندلع من جيوب الحرمان وخيبة الامل”. وشدد على أنه “يجب ألا ننسى ان امتنا العربية تنظر الينا كمختبر يحتذى به إن نجحت التجربة التاريخية في بلادنا ستكون مثالا وقدوة وإن فشلت فستترك غير مأسوف عليها وقد أصبحت أملاً ضائعاً آخر”. ودعا المرزوقي المعارض الشرس لنظام بن علي والحقوقي المعروف، المعارضة التونسية الى القيام بدورها في “التقييم الصارم لعمل الحكومة”. واضاف “لكن لا بد أن تتحلى بروح رياضية وان تكون لها النزاهة الكافية لان تكون جزءا من الحل وليس المشكلة وان تقترح حلولا وتشارك في وضعها”. وأعلن المرزوقي في تصريحات للصحفيين عقب القاء كلمته انه قدم استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من اجل الجمهورية كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس. وتوجه المرزوقي اثر ذلك الى القصر الرئاسي في قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة، حيث اجتمع لأكثر من ساعة مع الرئيس المتخلي فؤاد المبزع.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©