بغداد (وكالات)
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أنقرة التي وصلها أمس، إنه جاء «بقلوب مفتوحة ونوايا صادقة» لتعميق العلاقات مع دول الجوار، مشيرا إلى أنه «لا يدعو لإنهاء المشاكل فقط بل إقامة علاقات إيجابية وشفافة»، مؤكدا تراجع تنظيم «داعش» على الأراضي العراقية، مشددا على أن القوات العراقية تعزز تقدمها. فيما قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن العلاقات التركية ــ العراقية دخلت مرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي لمواجهة «الإرهاب»، مشددا على أن بلاده لا تسمح بمرور مقاتلين أجانب إلى العراق أو سوريا.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي بأنقرة أمس، إن «العراق يهمه تعزيز العلاقات الثنائية مع تركيا في كل المجالات»، موضحا أن القضايا المشتركة نوقشت بشفافية ووضوح وصراحة كبيرة. وأكد أن التهديد الحقيقي هو أن هناك استقطابا طائفيا في أكثر من منطقة بالإقليم الشرق أوسطي، مضيفا «علينا استيعاب هذا الاستقطاب الذي يدمر المنطقة ويمس أمنها ومصالحها وعلاقاتها».
وبشأن الوضع العراقي أوضح أن «هناك تراجعا كبيرا لسيطرة داعش على اراضينا وانتصارا كبيرا لقواتنا»، مؤكدا أن «القوات العراقية تسعى لتعزيز انتصاراتها». وأكد من جهة أخرى «حرص العراق واحترامه للسيادة التركية، وأن من يهددها إرهابي، ولن نسمح بانطلاق هذا التهديد من أراضينا».
وقال أيضا «نحاول أن نفعل كل الاتفاقيات الثنائية مع تركيا»، وأضاف أنه بحث مع الأتراك تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية وضرورة توسيعها، مؤكدا أن «التعاون العراقي ــ التركي يصب في مصلحة المنطقة».
وقال إن الحكومة العراقية تحاول تفعيل جميع الاتفاقيات الثنائية مع نظيرتها التركية في مجالات الاقتصاد والنفط وقضايا الأمن.
وأوضح أن «الوفد العراقي في أنقرة لاستكمال اجتماعات اللجنة الثنائية العليا بين الدولتين، والتي تم توقيعها قبل نحو ست سنوات»، مبينا أن «العراق يريد تفعيل هذه الاتفاقية من جديد لمصلحة الشعبين الجارين وكل دول المنطقة».
وأضاف أن «العراق يحاول في هذه الفترة تفعيل جميع الاتفاقيات الثنائية في مجالات الاقتصاد والنفط والتعاون الأمني والعسكري، باعتبار أن خطر تنظيم داعش لا يقتصر على العراق وحده وانما على جميع دول المنطقة».
من جهته قال أوغلو إن العلاقات التركية ــ العراقية دخلت مرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي لمواجهة «الإرهاب»، مشددا على أن بلاده لا تسمح بمرور مقاتلين أجانب الى العراق أو سوريا. وأضاف أن «هناك آليات فاعلة بين البلدين لتطوير العلاقات في إطار التعاون العسكري والأمني، وهناك دعم في تدريب العسكريين»، مشيرا إلى أن «العلاقات التركية ــ العراقية دخلت مرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي لمواجهة الإرهاب».
وأضاف أوغلو أن «تركيا مستعدة دائما لدعم العراق»، مؤكدا أنه «يجب ألا يكون هناك مرور لمقاتلين أجانب إلى العراق أو سوريا، ولا نسمح لوجود داعش كمنظمة إرهابية».
وكان العبادي التقى أيضا في أنقرة رئيس مجلس الأمة التركي جميل جيجك، في مقر البرلمان. وقال «نحن لا ندعو فقط إلى تصفير المشاكل بين البلدين، بل نريد بناء علاقات إيجابية متينة وواضحة وشفافة، وقد جئنا بقلوب مفتوحة، ونوايا صادقة لتعميق العلاقات مع دول الجوار، وهو توجه أساسي في سياسة الحكومة العراقية».
وأضاف أن «العلاقات بين شعبينا العراقي والتركي، هي الأساس الذي نبني عليه أسس التعاون الثنائي وينبغي، من وجهة نظرنا، ألا تتأثر بالمزاج الحكومي، وإنما تعتمد على المصالح المشتركة».
من جهته قال جيجك إن «الطريق الصحيح، هو أن نلتقي ونتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك»، معربا عن تضامن تركيا مع الشعب العراقي في مواجهة الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها.
عدد اليوم
