الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأنك النسر.. بل أنت القدر

كأنك النسر.. بل أنت القدر
13 ديسمبر 2012
كأنك النسر، بل أنت القدر، والسِّحر والسَّحر، وأنت الفكر في هامة التاريخ والدهر، أنت البدر بسحابات ملونة، بحرير الطموحات، ومخمل الجذر، أنت الصدر والنحر والفجر، أنت الساهر من أجل العيون قبل السهر، أنت السفر الطويل، وأنت مِحمل الكِبرُ، أنت علم وقلم، ونجم وحُلُم، وحِلم، أنت فهم العارفين بالمعنى، وحومة النصل، أنت الفصل والجذل والعدل، والبذل، والنهل، والسهل، والوصل، أنت العلاقة المثلى ما بين الوريد والقصيد، وما بين العقد الفريد والتنهيد، أنت الجديد الشديد العتيد التليد، أنت بريد التاريخ والجغرافيا، أنت الحدق والأفق، أنت النسق المحلق في العرق والعذق، أنت البرق في سماوات الناس، أنت الرعد في الشريان والأشجان، أنت الذروة القصوى في التدفق والتألق، والتطرق، أنت ولا سواك اللاك يا علم، تعلم ما لا يعلم، حين تبدو الرفرفة هفهفة الأفئدة، ورهافة الوجدان وبراعة الإنسان، في الطيران باتجاه الأحلام الزاهية.. أنت الوعد، المؤزر بالمعرفة، والنوايا الغارفة من عيون ومتون، وفنون، أنت العلم الجاسر، الساهر، الباهر، الناهر، القاهر، المجاهر، بسمعة وشمعة ونعمة ونغمة، ونجمة وغيمة، أنت الوقت المبهر، المزهر، المثمر، العامر، المغامر، الصاعد الواعد، الراعد، الراغد، أنت الساعد، الذاهب في فضاءات الأبعد، والأسعد، والأشد، أنت النجمة المسافرة في ذاكرة، وخبرة وعِبرة وعَبرة ونبرة، أنت الكلمة المتكلمة عن ملحمة أصلها الفطرة الملهمة، أنت الياذة الصحراء، ونبوغ البحر في اكتساب الفخر، أنت المدى في الدم واللحم، أنت العلم المتكلم بلغة ما جادت بها أمة غير هذه الأرض المبجلة، لأنها أرض خارج المرحلة، داخل الجلجلة.. الحركة والسكون أنت يا علم، الكون والحركة والسكون، أنت حرف النون، نقطته من دم وألم وحُلُم، أنت السطر في عبارة العاشقين، وأنت الزهر في بساتين الحالمين، أنت الواحد الموحد المتحد، الموجود في الوجود بجود ونجود، أنت الواحد في الأبد الممتد في المدى، ألواناً كأجنحة الطير، كسحابات تمطر الخير، كنجمة تقطر لألأة، أنت المضي إلى العلا، وأنت السؤدد والصمد، أنت الفضيل الجزيل الأصيل، أنت الدليل إلى تضاريس الوطن، وأنت قدرة الزمن على المحن وأنت الرسن والغصن والفنن وأنت الوتر والغرض، أنت جل النوافل وأثر القوافل، والمعنى ما بين النقاط والفواصل، أنت الساهر في جل المحافل، أنت الحق وأنت الكواهل، أنت البحر والسواحل، أنت النبع والمناهل، أنت البلوغ وأنت المعاقل، أنت شهوة المجد للمجد، أنت السِّد والمهدُ، أنت المجلجل وأنت الخلخال والخل. أنت إسوار المعصم، وسور القيم، أنت النعم والنغم، أنت العلم وأنت العِظم، أنت القامة والشيم، أنت الصبوة والصبا، أنت صبابة الشعر والفكر والنثر، أنت زلزلة القلب حين يشدو الطائر، وينتشي الشجر، أنت القارعة والرعدة البارعة، أنت الهديل في تضاريس الروح وأنت أنشودة التاريخ، أنت القابع في غضون، بجنون، أنت السامع والمانع والبادع، أنت المشرع الورع، وأنت المبهر في صياغة العالم الداخلي، عندما تلون القلب بأفراح وأقداح، أنت الشفه والشفافية، أنت المنطقة القصوى في الروح، تعانق وتسابق، وتلاحق مجرى الدم في الشريان. أنت.. أنت يا علم، عالَم وعالِم، أنت القاسم، أنت الشريك المشترك، أنت الحبكة في الحكاية، وأنت الثيمة والمقدمة، وأنت البداية والنهاية، أنت الغواية وأنت الوشاية اللذيذة، أنت الورطة الأحلى والأجمل، أنت الربيع والبديع والمنيع، أنت الشفيع، أنت السميع، أنت الهزيع الرفيع، أنت اليد والتجلد، أنت المعبد والزبرجد والنَّدُ، أنت الأثمد والتجدد، والغد والبرجدُ والاغيدُ، أنت المنضد والممرد، أنت المؤيد، وأنت المسند والمهند، وأنت القَرَدُ، وأنت المُندَّدُ، وأنت المغرد، وأنت التزود والتردد والتعدد والأحد، أنت المتوقد، أنت الجاسر المجسد. المنزل والموئل يا علم.. أنت المنزل والموئل والأصل والفصل، أنت الجُمل والنهار المكتمل، أنت الفوحة والقرنفل، أنت الأجل وأنت النصل أنت القِبلة والمقل، أنت الصوت المجلجل أنت الكتف وأنت المخمل، أنت العلل والمرجل، أنت التميمية وأنت الفعل، أنت القامة والنسل، أنت العقنقل، أنت المتداخل، أنت السجنجل، أنت المرسل، أنت الفضل والتفضل، أنت التبتل وأنت الابتهال والتجلل، أنت المثال الأمثل، أنت السؤال والأول، أنت التلاوة والتنزل، أنت الموصل والوصول والوصل، أنت الرمش المفتل، أنت التاج المكلل، أنت الأمل والمتأمل، أنت المغزل وأنت الوعد المزمل، أنت الشاهد والمشهد، وأنت الخُصلة والخِصال، أنت فيك جل المحسنات والتشبيه والاستعارة والكتابة، أنت الحماية والرعاية، أنت الدراية، أنت الرابض القابض الناهض. أنت حجرة القلب وشرارة الشريان، أنت المعنى في الكيان، أنت السحنة والشحنة أنت العنق والألق، أنت الطوق والنسق، أنت الطور والسور والمحور والجوهر، أنت قدرة المدنفين على إفشاء الصورة، أنت المحاذاة والمجاورة، أنت الاتساق والأشواق، أنت الرحلة الأبدية في دياجير الهوى، أنت العذرية والاعتبار، أنت التفسير والأسرار، أنت كل الأخبار والأدوار، أنت المسيرة والمسار، أنت القافلة والأقوال، أنت الموئل والموال، أنت السؤال والأحوال، أنت الدور والديار، أنت المصفد والاصطفاف، أنت المهند والهناء، أنت العابد الراهب، أنت الشاهب، الناخب، الصاخب، السارب، الضارب، أنت الشارب، أنت الطارب. أنت الحبيب النجيب، أنت اللبيب الأريب، أنت القريب، أنت المهجة والوجيب، أنت الربيب، أنت المنادل والصحيب، أنت الباذل القشيب، أنت العادل الرهيب، أنت الجازل الطريب، أنت الكامل الرقيب، أنت الحامل الخصيب، أنت الزاجل الرطيب، أنت.. أنت الكل والحِل، والخِل، والبذل والعدل، والسهل، والجبل. أنت يا علم، المكان والزمان والأمان والاطمئنان، أنت جملة الألحان والأفنان والأشجان والأغصان والتحنان، أنت في السماء طائر يرفع النشيد وطنياً عفياً شفياً صفياً نقياً، أنت في الأرض جذر وخدر وسر ووطر ووتر وعِبر وخبر ونهر وبحر وفجر وسكر وحبر وحذر وسهر وبدر ومحور وجوهر ومطر وسور وسبر وأسور وطور ودهر وجهر وزهر وقدر وحِوَر وخِضر وأحمر وأبيض مدرز وأسود مجوهر. أنت يا علم سورة وصورة ومشهد يحفل ببياض الذين أسسوا وشيدوا، وأنجزوا وأعجزوا وجذروا وأزهروا ونبغوا في صياغة القصيدة وأبدعوا في السير قدماً باتجاه المعاني الفريدة، أنت يا علم من سليل وعي، ما خالطه غي ولا طغيان، أنت من نسل آل نهيان، حماة القلوب، رعاة الدروب. أنت يا علم، النفرة والنبرة، أنت القدرة الكاملة، أنت الفاصلة ما بين زمن وزمن، أنت الشامة والحصن، أنت البنان والبيان والبنيان، أنت شيمة الإنسان، وقيمة الوجدان، يوجد تجلي الوعد، إماراتياً، صحراوياً، بحرياً، يتماهى والنجوم في الشموخ والرسوخ.. أنت يا علم، سمة الأخلاق، وسموق الأعناق، أنت كل الأشواق، أنت قصيدة العشاق. أنت يا علم أسرجت خيل المعرفة من جملة وارفة، بأمل المحدقين نحو غايات ورايات وساريات وقارات ونهارات وفضاءات وسماوات، أنت يا علم، علمت من لم يعلم، كيف يكون الحب شموخاً، وكيف يكون العمل تضحية وفداء، من أجل غاية وهدف، أنت يا علم، زخرفت المشهد بمشاعر ومساعر وأواصر وخواطر وأساور ومحاور، أنت يا علم لونت وزينت وحضنت ومنحت ووهبت وأيقنت أنك الزهر والثمر وأنك الحاضر والغد وأنك الحب المستبد، وأنك الحد والحدود والسد واليوم الموعود، وأنك المنار ذات الوقود، وأنك الشهد والمشهود، وأنك الخذ والأخدود، وأنك الجِدُّ ونفحة الجدود، وأنك الزمن المتواصل والخيط الممدود، وأنك الصورة المثلى لأحلام بلا حدود، وأنك اللجام والسنام، وأنك الاحتدام والانسجام وأنك الخيمة والغيمة وأنت الشراع واليراع، وأنك الصوت والنبت وأنك البيت والصيت وأنك يا علم الساحة والباحة وأنك الحاجب والعين، وأنت الصاخب واللجين، وأنك الذاهب في أقصى الأسئلة، أنك الواهب لمعاني الجملة المفصلة. إنك يا علم، عين الناس، ولام اللب، وميم المهج.. إنك يا علم، السؤال الأبدي، في مرمى الفكرة وإنك يا علم الإجابة الشافية للواعج ومهج ومناهج وسرج.. إنك يا علم القلب واللب والدرب والحدب والندب والطرب، إنك يا علم السهم والشهم والنغم وإنك الجود والوجود، وإنك الأقدام والضرغام، وأنك، وأنك السفر الطويل، في قارب العمر.. وحفلة الدهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©