باريس (أ ف ب) - كشف تقرير موسع حول الصحة في العالم، أن الإنسان يعيش اليوم 10 سنوات أكثر مما كان يعيش في عام 1970، لكنه يمضي مزيداً من الوقت في محاربة الأمراض. وحسب التقرير الذي نشرته مجلة “ذي لانسيت” البريطانية، فقد ارتفع متوسط عمر الإنسان بـ11,1 عام للرجال، و12,1 عام للنساء حول العالم. ووفقاً للتقرير الذي جمع معطيات من 187 دولة، فقد وقعت هذه الزيادة خلال 40 عاماً (1970 إلى 2010).
لكن طول العمر لا يتزامن بالضرورة مع صحة جيدة، إذ إن نسب الإصابات بأمراض، مثل السرطان، أو الأمراض القلبية الوعائية أو السكري تزداد في العالم. وقال جوش سالومون من معهد هارفرد للصحة العامة الذي نشر التقرير “خلال السنوات الـ20 الماضية، ارتفع متوسط العمر 5 سنوات، 4 منها فقط تترافق مع صحة جيدة”.
وبينما كانت أمراض السرطان والقلب والسكري مسؤولة عن أقل من نصف الوفيات في التسعينيات، أصبحت الآن مسؤولة عن ثلثي حالات الوفاة. وازدادت أعداد المصابين بمرض السرطان خلال الفترة من 1990 إلى 2010 بمعدل 38%، أو من 5,9 مليون حالة إلى 8 ملايين. وفي الفترة نفسها، انخفضت الوفيات الناجمة عن الأمراض التقليدية، مثل الأمراض المعدية وسوء التغذية، والمشاكل المتصلة بالسمنة، أو بالولادة (15,9 مليون حالة وفاة عام 1990 مقابل 13,2 مليون في 2010).
كما كشف التقرير عن ارتفاع قوي في الأمراض المزمنة، مثل الاضطرابات العقلية والأمراض العظمية العضلية. وقال الباحث الأساسي في الدراسة كريستوفر موراي في مؤتمر صحفي “مع زيادة شيخوخة المجتمع وانخفاض نسبة الوفيات، يزداد عدد المصابين بإعاقات دائمة في عمر معين”. ودعا واضعي الدراسة إلى إعادة النظر في الأولويات الصحية، باعتبار أنها “لا تعني تجنب الوفاة فحسب، وبقاء الناس على قيد الحياة لفترة أطول، بل تجنب الإصابة بالأمراض أيضا”.
على الصعيد نفسه، ذكر التقرير أن الصورة أكثر إزعاجاً في دول جنوب الصحراء الأفريقية، حيث انخفض متوسط العمر 1,3 عام للرجال و0,8 عام للنساء خلال السنوات الأربعين الماضية، خاصة بسبب مرض الإيدز. وفي بوتسوانا وأفريقيا الجنوبية وزامبيا وزمبابوي، ارتفعت نسبة الوفيات في الفئة العمرية بين 15 و49 عاماً أكثر من 5 أضعاف منذ عام 1970. كما انخفض متوسط الأعمار أيضاً في روسيا البيضاء وأوكرانيا بسبب المشاكل المتصلة بالإفراط في استهلاك الكحول.
عدد اليوم
