الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثوار سوريا ... مكاسب كبيرة في حلب

16 ديسمبر 2012
توم إيه بيتر حلب - سوريا بعد شهور من القتال في حلب، تقول قوات المعارضة إنها قد باتت على أعتاب السيطرة الكاملة على منطقة تقع في شمال حلب. فما يزيد على ثلاثة أسابيع، ظل مقاتلو قوات المعارضة يحاصرون مدرسة للمشاة في شمالي حلب تضم بداخلها ما لا يقل عن 1000 ضابط وجندي من قوات النظام. وفي الأيام الأخيرة نجح المقاتلون في اقتحام المدرسة، ويقولون الآن إنه ليس بينها وبين السقوط سوى أيام معدودة. يقول الحاج عمر قائد كتيبة باب السلام التابعة للجيش السوري الحر«هذه المدرسة هي البقعة الوحيدة الباقية في حلب التي لم يتم تحريرها. وبمجرد أن نتمكن من ذلك سيكون شمال حلب بأسره قد بات حراً». لا شك أن سقوط تلك المدرسة سيمثل خطوة واسعة ومهمة للأمام بالنسبة لقوات المعارضة، حيث سيوفر لها القدرة على الوصول إلى طريق يقود مباشرة للحدود التركية وهو ما سيمكنها من الاستيلاء على كافة الإمدادات الضرورية، التي يتم إرسالها عبر ذلك الطريق ومواصلة الزحف على قوات بشار. على الرغم من بقاء جيوب من قوات الحكومة في المنطقة، فإن قوات المعارضة تمكنت منذ أواخر الصيف الماضي من الاستيلاء على مساحة من الأراضي شمالي محافظة حلب تعادل مساحة ولاية «رود أيلاند» بالولايات المتحدة، وأقامت بحكم الأمر الواقع محاكم، ومجالس حكومية، وشكلت قوات شرطة لإدارة المنطقة. بيد أن هذه المنطقة التي يُشار إليها من قبل العديد من السكان المحليين بـ«سوريا الحرة»، ما زالت مع ذلك معرضة لهجمات الطائرات والمدفعية، حتى وإنْ كانت وتيرة تلك الهجمات قد تقلصت في الشهور الأخيرة. يشار إلى ما بين60 و 70 في المئة من مساحة مدينة حلب، قد أصبحت في قبضة المعارضة بالفعل، بحسب قادة الجيش السوري الحر، وهو ما مكنها من قطع كافة طرق إمداد القوات الحكومية القادمة من الشمال بحيث لم يعد أمام تلك القوات من وسيلة للحصول على الإمدادات إلا عن طريق طائرات النقل العسكرية. ولكن هذه الوسيلة تواجه في الوقت الراهن صعوبة كبيرة، بعد قيام قوات المعارضة بمحاصرة مطار حلب الرئيسي، وإعلانها أنها ستغدو قادرة عما قريب على إسقاط أي طائرة تحاول الهبوط في المطار. ومن المعروف أن نقص الإمدادات كان من ضمن الأمور التي تزعج مقاتلي المعارضة في سوريا، خصوصاً وأنهم يعانون من نقص في كل شيء بدءاً من الرصاص وحتى الخبز. وقد استطاع المقاتلون -مع ذلك- الحصول على بعض الإمدادات من خلال الشراء، أو الهبات من بعض الجهات الداخلية والخارجية، وإن كان قد تم الحصول على الجزء الأكبر من المعدات والأسلحة الموجودة بحوزتهم من خلال الاستيلاء عليه من قوات الحكومة. يقول أبو صالح نائب قائد أحد الألوية التابعة للجيش السوري الحر: «إن مفتاح تقدمنا في الحرب هو الاستيلاء على الذخيرة من القوات الحكومية. فكلما تمكنا من الاستيلاء على كميات أكبر منها، كلما ازدادت قدرتنا على التقدم». وبالإضافة لحقيقة أن الأسلحة والذخائر، التي سيتم الاستيلاء عليها من مدرسة المشاة بعد إسقاطها ستوفر دعماً وتعزيزاً إضافياً لجنود قوات المعارضة التابعة للجيش السوري الحر، فإن تلك القوات ستحصل على تعزيز آخر يتمثل في انضمام أعداد كبيرة من الجنود الفارين من تلك المدرسة لقوات المعارضة. وتقول مصادر المعارضة أن هناك 100 جندي قد فروا من المدرسة أثناء الحصار، وانضموا لقوات المعارضة، وأن هناك أعداداً أخرى يتوقع أن تقوم بنفس الشيء بمجرد سيطرة قوات المعارضة الكاملة على المدرسة المذكورة. يقول«أبومراد» المقاتل بالجيش السوري الحر:«لقد كان بإمكاننا اقتحام المدرسة منذ اليوم الأول، ولكننا أردنا أولًا إعطاء الجنود الموجودين بداخلها الفرصة للفرار». وأضاف «أبو مراد»: لدينا جواسيس داخل المدرسة سيخبروننا عن جنود كانوا يريدون الفرار، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك». من المتوقع قيام قوات المعارضة خلال الأسابيع القليلة القادمة باستهداف مطار عسكري صغير يقع في ضواحي المنطقة الشمالية من حلب، التي تسيطر عليها هذه القوات في الوقت الراهن، بالإضافة كذلك إلى استهداف قاعدة مدفعية على الحافة الجنوبية لتلك المنطقة. وعلى الرغم من أن سلسلة المكاسب الأخيرة أشاعت جواً من التفاؤل في صفوف المعارضة، فإن قادتها، يقولون إنه ما زال يتعين عليهم استمرار التركيز على تحقيق السيطرة على بقية حلب، قبل أن يحولوا اهتمامهم إلى مكان آخر. يوضح «أبو فادي الحمصي» أحد كبار قادة كتيبة «أبوبك» التابعة للجيش السوري الحر ذلك بقوله : «المعركة الرئيسية ستكون في دمشق حيث توجد مقار الوزارات والمصالح الحكومية والسفارات الأجنبية وكل شيء، ولذلك فإنها ستكون هي المدينة الأهم بالنسبة لنا». يقول مقاتلو المعارضة أيضاً إنهم يتوقعون أيضاً قتالا ً شرساً في محافظة اللاذقية الواقعة شمال غربي سوريا، وهي مسقط رأس الأسد، الذي يقول بعض المحللين السياسيين إنها ستكون الملاذ الذي سيتقهقر إليه الرئيس السوري إذا ما استمر مقاتلو المعارضة في تحقيق مكاسب على الأرض، وهو الاحتمال الأرجح كما يقول المراقبون، خصوصاً وأن هؤلاء المقاتلين يخوضون في الوقت الراهن معارك طاحنة في 12 محافظة من محافظات سوريا الأربع عشرة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©