بطل "خليجي 18" يتطلع إلى إنجاز آسيوي

يبحث منتخبنا الوطني لكرة القدم عن انجاز آسيوي أول بعد ان ذاق طعم الالقاب بتتويجه بطلا لكأس الخليج الثامنة عشرة التي جرت في أبوظبي في يناير الماضي، وذلك عندما يشارك في كأس آسيا الرابعة عشرة·· وأوقعت القرعة منتخب الامارات في المجموعة الثانية إلى جانب فيتنام المضيفة وقطر بطل الآسياد واليابان بطلة النسختين الماضيتين· ولم يسبق للأبيض ان احرز اللقب الاسيوي، لكنه كان قاب قوسين ان ادنى من ذلك في النسخة الحادية عشرة في الإمارات عام 1996 قبل ان يخسر في المباراة النهائية امام السعودية 2-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر· واذا كان منتخبنا عام 1996 ضم لاعبين يعتبرون من افراد ''الجيل الذهبي'' للكرة الإماراتية مثل عدنان الطلياني وبخيت سعد والحارس محسن مصبح، فان منتخب 2007 يضم اسماء لامعة ايضا في مقدمتها اسماعيل مطر والناشىء محمد الشحي وغيرهما· وتأتي كأس آسيا بعد نحو خمسة اشهر على اول انجاز لمنتخبنا باحرازه لقب ''خليجي ''18 اثر تغلبه على نظيره العماني 1-صفر في النهائي، ليفتح بذلك صفحة مع البطولات بعد ان عجز عن ذلك مرارا خليجيا وآسيويا· وتبقى ذكريات تأهل منتخبنا الى نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990 صفحة ناصعة في تاريخ الكرة الاماراتية، اذ لطالما بحث عن تعزيز هذا الانجاز ومواصلة نجاحاته من دون جدوى، وانهكته التغييرات المستمرة في الاجهزة الفنية فلم يثبت على اسلوب معين وكان متذبذب المستوى من مباراة الى اخرى، فبقي بعيدا عن اي انجاز ولو على الصعيد الاقليمي الى ان قال كلمته في دورة كأس الخليج الاخيرة التي رفعت معنويات لاعبيه الى اقصى معدلاتها وحتمت عليهم تأكيد جدارتهم في اهم محفل قاري· الانجاز الاول تحقق باشراف مدرب محنك هو الفرنسي برونو ميتسو الذي يعرف مستوى الكرة الاسيوية جيدا كونه يعمل في المنطقة الخليجية منذ فترة، فقاد العين الى لقب بطل دوري أبطال آسيا عام 2003 ثم توجه الى الغرافة القطري ليحرز معه الدوري ايضا، انتقل بعدها الى اتحاد جدة لفترة وجيزة قبل ان يتعاقد مع اتحاد الكرة للاشراف على المنتخب· ولتجني المنتخب كأس الخليج·· وقام الاتحاد بتجديد عقد ميتسو حتى مونديال ·2010 بداية متأخرة بداية منتخبنا في النهائيات الاسيوية تأخرت الى عام 1980 في النسخة السابعة التي اقيمت في الكويت، لكنه من حينها واظب على بلوغ النهائيات باستثناء النسخة الثانية عشرة في لبنان عام 2000 فتأهل الى نهائيات الكويت بعد ان تعادلت مع لبنان وسوريا سلبا· وفي النهائيات، لعبت منتخبنا في المجموعة الثانية الى جانب كوريا الجنوبية واصحاب الارض وماليزيا وقطر، لكن اطلالته الاولى كانت خجولة اذ حل خامسا واخيرا في المجموعة بتعادل واحد مع الكويت وثلاث هزائم امام قطر 1-2 وصفر-،2 وكوريا 1-4 فخرجت من الدور الاول· بعدها بدأ الاهتمام اكثر واكثر بتطوير مستوى الأبيض، فكان التعاقد مع المدرب الشهير البرازيلي كارلوس البرتو باريرا (قاد منتخب بلاده الى لقب كأس العالم عام 1994) فاشرف على المنتخب في نهائيات البطولة الثامنة في سنغافورة عام 1984 وفي النهائيات، حل منتخبنا ثالثا في المجموعة الثانية وخرج من الدور الاول ايضا بعد خسارته امام ايران صفر-3 والصين صفر-5 وفوزه على سنغافورة 1-صفر والهند 2-صفر· وتولى تدريب المنتخب المدرب البرازيلي الاخر ماريو زاجالو (اشرف على منتخب بلاده في مونديال 1998) واهله الى نهائيات البطولة التاسعة في قطر عام 1988 ولم يكن حظه افضل من سلفه اذ فشل في قيادة المنتخب الى الدور الثاني حيث حل رابعا في المجموعة الاولى بعد خسارته امام كوريا الجنوبية صفر-1 وقطر 1-2 وايران صفر-1 واليابان صفر-1 واستغنى الاتحاد عن المدرسة البرازيلية بعد فشلها مع المنتخب في البطولة الاسيوية، وتعاقد مع الاوكراني فاليري لوبانوفسكي الذي قاده الى نهائيات البطولة العاشرة ايضا في اليابان عام 1992 علما ان الامارات كانت دائما تستضيف تصفيات مجموعتها على ارضها· ونجحت الأبيض في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخ مشاركاته في نهائيات اليابان، اذ حل اول المجموعة الاولى بتعادله مع اليابان وايران بنتيجة واحدة صفر-صفر، وفوزه على كوريا الشمالية 2-1 واحرز المركز الرابع اثر خسارته امام الصين بركلات الترجيح 3-4 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي· وكانت منتخبنا على موعد مهم في البطولة الحادية عشرة عام 1996 على ارضه بقيادة مدرب جديد هو الكرواتي ايفيتش الذي قاده الى افضل مركز اسيوي حتى ذلك التاريخ بعد ان حل وصيفاً للسعودية· خاض الأبيض النهائيات مباشرة كونه الدولة المضيفة، فتصدر المجموعة الاولى بتعادله مع كوريا الجنوبية 1-1 وفوزه على الكويت 3-1 واندونيسيا 2-صفر وبلغ ربع النهائي حيث تخطى العراق 1-صفر، ثم اخرج الكويت بالنتيجة ذاتها في نصف النهائي قبل ان تتوقف مسيرته واكتفي بالمركز الثاني بعد خسارته امام السعودية بركلات الترجيح 2-4 اثر تعادلهما سلبا· ومرت الكرة الإماراتية بعد ذلك بمرحلة حرجة جدا بشكل مخالف تماما لمرحلة الصعود الباهر الذي كللته بمشاركتها في نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990 وكانت حقبة غير جيدة النتائج تلك التي اشرف فيها البرتغالي كارلوس كيروش على المنتخب اذ انه وضع خطة طويلة الامد وعجز عن تحقيق اي انجاز يذكر· وحل الكرواتي يوريسيتش ستريشكو بدلا من كيروش في قيادة المنتخب في التصفيات الاخيرة المؤهلة الى نهائيات لبنان لكنه فشل في قيادته اليها ليبدأ البحث عن مدرب من طراز عالمي الى ان رست الامور على الفرنسي هنري ميشال في محاولة لاستعادة البريق خصوصا ان تصفيات كأس العالم 2002 كانت على الابواب، لكنه لم يحقق الطموح المنتظر· وكانت الصدمة كبيرة بعد خسارة المنتخب امام اوزبكستان في التصفيات المؤهلة الى نهائيات آسيا في لبنان عام 2000 ما حرمه فقدان بطاقة التأهل· استضافت الامارات تصفيات مجموعتها من 21 الى 29 نوفمبر عام 1999 وحلت ثانية بفارق 3 نقاط عن اوزبكستان (12 مقابل 9)، بعد فوزها على الهند 3-1 وبنجلادش 3-صفر، وخسارتها امام اوزبكستان صفر-1 وفوزها على سريلانكا 6-صفر· وفي التصفيات المؤهلة الى نهائيات الصين عام 2004 حلت الامارات ثانية في المجموعة السابعة بفارق نقطة خلف تركمانستان، ولم تكن بدايته جيدة فخسرت امام الاخيرة صفر-1 في عشق اباد ثم تعادلت معها 1-1 في الشارقة، قبل ان تفوز على سوريا 3-1 ذهابا وايابا، ثم على سريلانكا 3-1 و3-صفر ايضا وتجحز مكانها في النهائيات· وفي الصين، وقع منتخبنا في المجموعة الثانية الى جانب كوريا الجنوبية والاردن والكويت، وحل رابعا بنقطة واحدة بعد خسارته امام الكويت 1-3 وكوريا الجنوبية صفر-2 وتعادله مع الاردن صفر-صفر· وفي التصفيات المؤهلة الى كأس اسيا 2007 تصدرت منتخبنا المجموعة الثالثة جامعة 13 نقطة، بفارق نقطة امام عمان رفيقته الى النهائيات، فيما حل الاردن ثالثا بعشر نقاط، وباكستان رابعة واخيرة من دون رصيد· في مرحلة الذهاب، فازت الامارات على عمان 1-صفر، وعلى باكستان 4-1 وعلى الاردن 2-1 وفي الاياب، تعادلت مع الاردن صفر-صفر، وخسرت امام عمان 1-2 وفازت على باكستان 3-2 ·