الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاء الأسواني: بعض الكتاب العرب يتنكرون لذواتهم

علاء الأسواني: بعض الكتاب العرب يتنكرون لذواتهم
15 مارس 2008 01:09
يبدو الروائي المصري علاء الأسواني مطمئناً إلى حسن سير مشروعه الأدبي، وفي حوار سريع مع ''الاتحاد الثقافي''، خلال تواجده في أروقة معرض الكتاب، قال الكاتب الذي أدركت مبيعات كتبه أرقاماً متقدمة: ''أنا أعبر عن المهمشين في المجتمع، وأعتبر ذلك وساماً على صدري، أنتمي إلى مدرسة روائية كبيرة بين أساتذتها العظام، جابرييل جارسيا ماركيز، وآرنست همنجواي، ودويستوفيسكي، ونجيب محفوظ، مدرسة لا تنفي القارئ ولا تتعالى عليه، بل هي تسعى إلى إقحامه في صميم العمل الروائي''· وأضاف: ''ثمة مدارس أخرى، أعتقد أن الأدب العربي المعاصر قد وقع تحت تأثيرها، أبرزها المدرسة الفرنسية، التي تمارس قدراً فائقاً من إلغاء القارئ''· ونفيه إلى هامش النص، وأنا أعتقد أنه من السهل بمكان أن أكتب نصاً لا يفهمه أحد، الأمر لا يحتاج أي مهارة، لكنني أنحاز إلى النص الذي يطال الجميع، ويكون متعدد المستويات على صعيد التلقي، بحيث يجد فيه كل قارئ، على اختلاف قدراته المعرفية ضالته المنشودة''· وعما اذا كان التباين في الرؤى الإبداعية، يشير إلى خلاف في المواقف لدى الكتاب، بحيث يسعى بعضهم إلى إلغاء بعض، يقول الأسواني: ''حديقة الأدب ملأى بآلاف الزهور الجميلة، وعلينا أن نتعلم تذوق أنواع الجمال كلها، المدرسة الأدبية التي أختلف معها تضم في ردهاتها الكثير من أصدقائي وأساتذتي، لكنني ببساطة لا أجد نفسي داخلها''· وعن العلاقة الإبداعية بين الأديب العربي والمرجعيات الأدبية في الغرب، يقول الروائي الذي ترجمت أعماله إلى عشرين لغة، والذي حاز جوائز أدبية عالمية متعددة، آخرها جائزة المستشار النمساوي السابق برونو كرايسكي، يقول موصفاً الموقف المثير للجدل: ''الأدب العربي لم يُقدم في الغرب بما يستحق، وأعتبر أنني تجاوزت الكثير من الحواجز الموضوعة عمداً أمام الكاتب العربي، لأصنف في الغرب بوصفي روائياً ينافس أقرانه من الفرنسيين والإيطاليين، ولا يجري التعامل معه، على أنه مجرد ناقل للأجواء الاجتماعية والنفسية السائدة في مجتمعه، أنا هنا أميز بين أن يكون المرء كاتباً حقيقياً يرصد الإرهاصات التي تعتمل في محيطه ويحسن التعبير عنها، وبين أن يكون أقرب إلى المخبر الذي يحدث الغربيين، بما يحبون أن يعرفوه عنا· طبعاً هنا إشكالية موهومة، يحلو للبعض افتراض وجودها، وهي المتعلقة بإبراز ما في القاع المجتمعي من مساوئ وعيوب، البعض يحذر من مخاطر الكشف عن الثغرات أمام الآخر، أنا أعتبر أنه لا خير في ذلك ما دمنا نكتب أدباً حقيقياً، هكذا يرى هيمنجواي سلبيات المجتمع الأميركي، وهكذا وضع ديستوفيسكي نظام القياصرة الروس تحت المجهر الإنساني، وهكذا فعل آخرون مثل اميل زولا وبلزاك وغيرهما· لكن المشكلة أن بعض الكتاب العرب يذهبون إلى الغرب لإعلان براءتهم من ذواتهم، كأن نستمع إلى ''كاتبة'' إيرانية تحاضر في باريس قائلة: ''أنا ولدت لدى البرابرة وأنت يا فرنسا توليت إنقاذي من براثنهم· الأمر يتجاوز حدود الفرد، ليطال موجة سائدة، الكاتبة تسليمة نسرين مثلاً نموذج على هذا الصعيد، أنا أرى أن تلك الضجة من شأنها أن تمنح صاحبها حضوراً إعلانياً للحظة ما، لكنها أعجز من أن تصنع كاتباً''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©