الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إشكاليات التنصيص

إشكاليات التنصيص
12 فبراير 2014 22:31
نشر «الاتحاد الثقافي» مقالين للدكتور رسول محمد رسول، الأول بعنوان «ليندا هتشيون.. ما بعد الحكي» بتاريخ 26 ديسمبر 2013، والثاني بعنوان «باتريشيا واو.. ما وراء السرد» بتاريخ 30 يناير 2014. وقد أثار نشر المقالين حفيظة المترجمة الفلسطينية أماني أبو رحمة التي بعثت رسالة توضح فيها أن رسول اقتبس في مقالتيه فقرات واسعة من كتابها، من غير أن ينسبها إلى صاحبتها. وفيما كنا نحاول استقصاء الأمر موضوعياً، لمعالجته ورد كل حق لصاحبه، نشر الباحث المصري مدحت صفوت مقالة في جريدة «اليوم السابع» يتهم فيها رسول بالسطو على أماني أبو رحمة. إننا في «الاتحاد الثقافي» نود أن نشدِّد على أمرين متلازمين: أولهما هو أن التزام حقوق الملكية الفكرية، هو التزام أصيل في جريدة «الاتحاد»، وبقدر ما تشدِّد على العاملين فيها بمراعاة أحكام هذا القانون، فإنها تطبق الأمر نفسه على المتعاونين معها. وثانيهما، إن حق الرد مسألة من بديهيات العمل الصحفي، وبالتالي كنا نأمل من السيدة أبو رحمة أن تعتمد صفحات «الاتحاد الثقافي» للإفصاح عن حقها.. وسنتقبل منها كل رد، خصوصاً بعد نشر هذا التوضيح الذي كتبه الدكتور رسول، رداً على ما نشر في «اليوم السابع». في (اليوم السابع) الغراء، قرأتُ مقالة تشهيرية بقلم (مدحت صفوت) تحت عنوان «رسول يسطو على أماني أبو رحمة.. كيف يدعى الباحثُ النبوة؟»، ومن دون أن يكون الباحث نبياً، ومن يجرؤ على ذلك، راح صفوت يتهمني باللصوصية وبالسرقة وبالسطو على بعض ما ترجمته أماني أبو رحمة حول الناقدة باتريشيا واو، والناقدة ليندا هتشيون، إثر مقالة كتبتها عن الأولى، وكذلك مقالة عن الثانية تباعاً في جريدة «الاتحاد» الإماراتية الغراء التي أكتب فيها منذ عشرة أعوام. وعندما تم نشر مقالتي عن باتريشيا واو في (الملحق الثقافي)، التي نشرتها في موقعي الإلكتروني (فيسبووك)، كتبت إليَّ أماني أبو رحمة تطلب توضيحاً عن عدم ذكر اسمها كمترجمة، فقلت لها إن مقالتي منشورة في جريدة، والجريدة لا تحتمل ذكر كل الهوامش والمصادر، وأخبرتها بأن هذا المقال هو جزء من بحث مطوَّل سيُنشر في أحد كتبي القادمة، وأرسلت لها المقال بكامل هوامشه لكي تقرأه، وتعرف أنني تعاملت مع نصوصها بكل أمانة علمية كوني وضعت النصوص المقتبسة منها بين قوسين «..»، وهو ما يُعرف، من الناحية العلمية والأخلاقية، بتنصيص المقتبسات، ويعرف ذلك كل الكتّاب الجادين والأمينين على حقوق الآخرين، وهو دأبي منذ بدأت الكتابة في الصحافة منذ خمسة وعشرين عاماً وما زلت. ورغم هذه التوضيحات، إلا أن ما يعتمل في ذات أماني أبو رحمة من رغبة بالثأر والتشهير بدا واضحا، وذلك من خلال الآتي: 1. قامت بإرسال نص المقال بكل هوامشه الذي أرسلته إليها إلى مدحت صفوت، وهو شخص لا أعرفه، ولم أقرأ له مطلقاً من ذي قبل، وتالياً عرفت بأن ناقد أدبي. 2. بدأت تشهر بشخصيتي وتصفني باللص والسارق في موقعها على «فيسبووك» ضمن حملة شعواء لا تدل إلا عن سوء نوايا هذه المرأة التي احترمها العراقيون وتواصلوا معها كمترجمة، علماً أنها زميلتي في «فيسبووك»، ولنا حوارات علمية كثيرة، واستعين بها في بعض مواضع اللغة الإنجليزية، لكنها أساءت للعلاقة العلمية بيني وبينها بسبب الحقد الغريب الذي بدا عليها، وهو الحقد الذي مارسته سابقاً على زميلها العراقي الدكتور (معن الطائي) الذي شاركها ترجمة كتاب في وقت سابق. 3. أرسلت رسالة احتجاج إلى إدارة تحرير القسم الثقافي في (جريدة الاتحاد)، تتهمني فيها بسرقة جهدها رغم توضيحي لها بأن نصوصها المقتبسة تم وضعها بين قوسين، وأن المقال هو جزء من بحث علمي سيتم نشره كاملاً في كتاب متخصِّص. ولا بأس، فالإناء ينضح بما فيه، لكنه الجهل الذي يعمي البصائر الذي اندفع فيه (مدحت صفوت) إلى كتابة ما كتب في (اليوم السابع) الغراء من دون أن يعود إلى سيرتي العلمية والمهنية ليضع هرولته المتهورة باتجاه ما كتب تحريضاً من أماني أبو رحمة، فراح يدعم اتهاماته لي بالسرقة من أماني أبو رحمة بالربط بين حالة العراق وحالتي الشخصية التي يفتريها على نحو مرتبك قائلاً: «كان لمشهد سرقة وإتلاف التراث العراقى عام 2003، بعد الغزو الهمجي الأميركي على بلاد الرافدين عظيم الأثر علي بشكل شخصي، ظللت لفترة، ليست بالقصيرة، أعاني تأثيره النفسي. يقيناً المشهد أكثر صعوبة على أهل البلد؛ بالتالي أفترضُ أنهم أكثر الناس رفضاً للسرقة المعرفية والعلمية، فمن جرب الكي أعلم الناس بالنار. لكن يبدو أن الاحتلال نجح سريعاً في أن يفرض أخلاقياته على بعض من أهل العراق، الذين استحل جزءٌ منهم سرقة أموال الوطن، والآخرون سرقوا جهد الباحثين والمترجمين، ومن الفريق الآخر باحث يُدعى «رسول محمد رسول» الذي سطا مؤخراً على جهد المترجمة والناقدة الفلسطينية أماني أبو رحمة». تراني احترم رأيه فيما يذهب هنا بهذا المقتبس، لكني لا أحترمه عندما يصفني بـ (السارق) في نهاية هذا المقتبس، فالسارق هو الذي ينسب إليه ما قاله الآخرون، والسارق في البحث العلمي هو الذي يورد نصاً لآخرين من دون أن يضعه بين قوسين، وأتحداه وأتحدى زميلته إذا ما أوردا كلمة واحدة مسروقة من أي مصدر أو مرجع لم أضعها بين قوسين في المقالتين المذكورتين! في مقالتي عن باتريشيا واو اعتمدت بشكل رئيس على مقالتها (ما وراء القصَّة) التي ترجمها الأستاذ عبد الحميد محمَّد دفار (باتريشيا واو: ما وراء القصَّة، ترجمة: عبد الحميد محمَّد دفار، مجلة (الثقافة الأجنبية)، العدد (1)، السنة (19)، ص 75، بغداد، 1998)، وهي الترجمة التي لم تطلع عليها أماني أبو رحمة، وتم نشرها قبل أكثر من عشر سنوات على صدور ترجمات أماني إلى العربية. وكانت ترجمة الأستاذ الفار هي المصدر الرئيس في كتابتي لمقالتي عن باتريشيا، لأنها الأكثر دقة من الناحية العلمية والترجمية مما أقبلت عليه أماني أبو رحمة. ومع ذلك، لم أبخس حق أماني أبو رحمة، فسعيت قدر ما أستطيع لإضاءة كتابتي عن باتريشيا ببعض ما قالته أماني أبو رحمة عن باتريشيا بدافع الروح العلمي الذي أؤمن به وهو شأني في كل مؤلفاتي التي بلغ تعدادها 22 كتاباً في مختلف حقول المعرفة إذا ما تصديت لكتابة موضوع ما. في مقالتي عن باتريشيا واو، أضأتُ كتابتي عن هذه الناقدة الكبيرة بأربعة مقتبسات منصَّصة بأقواس مما كتبته أماني أبو رحمة عن باتريشيا، هي على التوالي: (أ) «إن ما وراء القص هو تلك الكتابات التي تختبر الأنظمة الروائية، وتنظر في كيفية ابتداعها، وفي الأسلوب الذي تمَّ توظيفه لتشكيل وتصفية الواقع بواسطة الافتراضات والاتفاقيات السَّردية. لقد وظَّف ماكافري مصطلح - ما وراء القص - ليشير إلى نمط الرواية التي تتصفَّح بناءها الذاتي أو التي تعلِّق على - أو تتأمَّل - في أشكال ولغة الروايات السابقة». «كتابة رواية تلفت الانتباه بانتظام ووعي إلى كونها صناعة بشرية، وذلك لإثارة أسئلة عن العلاقة بين الرواية والحقيقة» (ب) «كتابات ما وراء القص المعاصر هي استجابة ومساهمة، في الوقت نفسه، لمعنى أكثر تطرُّفاً يقول: إن التاريخ أو الحقيقة هما افتراضيان؛ فلم يعُد هناك عالم من الحقائق الخارجية، بل سلسلة من التراكيب، وفنون الخداع، وهياكل غير دائمة، وأن التوظيف الصريح لتقنية ما وراء القص ينبع من استجواب الحداثة للوعي والحقيقة». (ج) «كتابة روائية تلفت نظر القارئ منهجياً، وعن وعي ذاتي كامل لحالتها بوصفها صناعة بشرية، من أجل أن تطرح قضايا عن العلاقة بين الحقيقة والخيال. ويعمل ما وراء القص، كما اقترحت واو نفسها، كأولئك الذين يكشفون نظرية كتابة الرواية تطبيقياً بوساطة كتابة رواية». (د) «لقد حاولت كل هذه الأنماط خلق تراكيب لغوية بديلة أو حاولت أن تدلِّل، ضمناً، على الأشكال القديمة بوساطة تشجيع القارئ على أن ينسحب من الاتفاقيات الأدبية التقليدية». يبلغ عدد كلمات هذه النصوص المقتبسة ذات الطبيعة المرجعية وليست المصدرية 194 كلمة، بينما أحصى افتراء مدحت صفوت (500) كلمة، ويا له من افتراء؛ يقول مدحت مفترياً بالحرف الواحد: «من الواضح أن «رسول» سطا على أكثر من 500 كلمة في مقالة جاءت في 1100 كلمة، أي أن 45 % من المقالة مأخوذ من «عرق» باحثة أخرى دون نسبه ودون أن يبذل مدعي البحث أي جهد في الرجوع إلى المصادر الأجنبية والاطلاع عليها بنفسه وترجمتها بطريقته». (لاحظ الأخطاء الإملائية). وتحت عنوان فرعي (الإصرار على السرقة) في مقالة السيد مدحت، وهنا أحترمه رغم أنه يسميني بـ (المدعو)، يواصل الناقد الأدبي الحائز الماجستير كما يقول، والذي لا يعرف معنى التنصيص في مقالة مكتوبة للنشر في جريدة، إيراد مجموعة من النصوص المقتبسة من كتابات أماني أبو رحمة عن الناقد ليندا هتشيون، وهي النصوص التي كنتُ وضعتُ أي واحد منها بين قوسين احتراماً للأمانة العلمية، لكن صفوت، وبأسلوبه التهكمي غير الأخلاقي، نراه يصر على أنها سرقة، أو كما يقول «هدف رسول الدائم للنقل والاقتباس منه بطريقة غير علمية»، وأقول للأخ مدحت إنني لو أردت سرقة جهد أماني أبو رحمة ما لجأت إلى أي تنصيص في مقالتي المذكورتين، وإذا كنت لا أعتب على أماني أبو رحمة وهي تتهمني بالسرقة لأنها لم تدرس الآداب في أية جامعة، وتتعلم أصول البحث العلمي، كونها تعمل في مجال التطبيب، فإني أعتب عليك يا سيد مدحت، وأنت الذي درست دراسة أكاديمية، أن تتجاهل تلك الأصول، وتضرب التنصيص في الكتابة للصحافة عرض الحائط لتنزل بانفعالاتك الغريبة هجوماً لا يمتلك أي ذوق فيما كتبت سوى الهجوم الافترائي الشرس. ولو كنتَ يا سيد مدحت سألتني قبل أن تنزل هجومك هذا عن حالة هذه المقالة لكنتُ أخبرتك بأنني لم أسقط اسم أماني من كل ما اقتبست منها، فحقها مضمون في أصل الدراسة الكاملة، سواء في كتاباتها الورقية أو الإلكترونية، وعندما زودتك أماني أبو رحمة بأصل المقال عن باتريشيا لم تلاحظ جيداً تسلسل الهوامش فيها الذي يبدأ من الرقم (111)، كان عليك أن تسأل أولاً عن بقية الهوامش لكي تمارس افتراءك العنيف والانفعالي والمتوتر الذي أنتَ في غنى عنه! ولذلك سقطت يا أخ صفوت في الفخ الذي وضعتك فيه أماني أبو رحمة، وشتمت العراقيين وأنتَ في غنى عن ذلك كلياً، وفقدت، مثلما فقدت أماني أبو رحمة، حب العراقيين لكما، بسبب هذا الافتراء غير العلمي ولا الأخلاقي. كان الأولى بك أن تسأل لا أن تتغافل، كان عليك أن تبحث عني، عن مؤلفاتي التي بلغت أكثر من عشرين كتاباً لكي تعرف مع منْ تشهر وتنزل الشتائم بغير حق، كان عليكَ أن تجلس بهدوء وتفكر بالكيفية التي يكون فيها شخص يحمل دكتوراه ويسرق من كاتب هنا أو هنا، خصوصاً أن أماني أبو رحمة سبق لها وشحنت وحرضت غيرك على غيرك، وها أنت تسقط في فخ الخديعة، خديعة الافتراء، فصرتَ يا سيد صفوت المفتري المخدوع لمخادِعة مفترية اسمها أماني أبو رحمة، التي، وبحسب تجاربنا معها، تجد لذة في فضح كل ما يمد لها العون، وتلك هي تجربة الدكتور معن الطائي معها، وتجربتي معها أيضاً، وغيرها من التجارب التي لا يعلمها إلا الله. أقول لأماني أبو رحمة إن ترجمة لنصوص باتريشيا واو ظهرت في العراق عام 1998، بينما ترجماتك ظهرت في عام 2010، فهناك سبق في الترجمة ظهر قبلك، وهناك جهد متداول قبلك، فترجماتك ليست المرجع الوحيد، ولا المصدر الوحيد، والنقاد: الأستاذ فاضل ثامر، والدكتور محسن الموسوي، والدكتور سعيد يقطين، والدكتور أحمد خريس، والأستاذ عباس عبد جاسم، سبقوك في تناول باتريشيا واو وليندا هتشيون، لكنك ضربت كل جهود هؤلاء بعرض الحائط في كتاباتك. أقول للسيد مدحت، الناقد المصري، المتحصَّل على ماجستير في النقد: «أنا أستاذ جامعي، وعمري 54 عاماً، وأصدرت حتى الآن 22 كتاباً، لم افتر على أحد يوماً في حياتي، ولا أرجو لك السقوط في فخ الخديعة عندما تتهم زملاءك في المعرفة باللصوصية والسرقات والسطو.. وتحياتي لك..».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©