حصن مزيرعة شاهد على عراقة المنطقة الغربية

في دولة الإمارات حصون وقلاع عديدة بناها الأجداد في الماضي و هي تدل على مدى تمسك أهل الإمارات بالأرض والدفاع عنها وبذل الغالي والنفيس في سبيل حمايتها· وفي المنطقة الغربية ما لا يقل عن 15 قلعة وحصنا تعد شواهد تاريخية تدل عراقة المنطقة الغربية، وتحكي قصص الأسر والقبائل التي كانت تعمر هذه الأرض منذ مئات السنين، وتوارثها أبناء القبائل حتى أصبحت اليوم ضمن اهتمامات هيئة أبوظبي للسياحة كمواقع تراثية في إطار توجهها في تطوير المرافق السياحة والاعتناء بالتراث وإحيائه في المنطقة الغربية· ويقول طارش بن عتيق بن هارون القبيسي من أعيان ليوا إن حصن بلدة مزيرعه هي من أهم الحصون والقلاع في المنطقة الغربية، ويتكون من ثلاثة طوابق تم ترميمه قبل سنوات من قبل هيئة أبوظبي للسياحة للحفاظ عليه· وقال إن قبيلة القبيسات بنت الحصن منذ مئات السنين في محضر مزيرعه التي تقع في مقدمة ليوا ومنها يتفرع الطريق غربا إلى محضر عراده وشرقا إلى محضر حميم· ويقع حصن مزيرعه على بعد كيلومتر من الطريق الرئيسي باتجاه الشرق· وكان قد بني من الطين، وارتفاعه 6 أمتار، وله برج كان يحتمي فيه المقاتلون من أبناء القبيلة لرد العدوان وإزالة الخطر· وأضاف بن هارون أن مزيرعه كانت مقرا لحكم شيوخ آل نهيان وترعرع فيها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' مؤسس نهضة الإمارات· حيث حظيت ليوا باهتمام كبير من قبل المغفور له، وبفضل توجيهاته تحولت من واحات وتجمعات صغيرة إلى مدن ممتدة الأطراف مأهولة بالسكان والخدمات المتطورة والغابات الخضراء والمزارع، إلى جانب الاهتمام بالمواقع التراثية فيها· وأوضح أن الأقدمين كانوا يفضلون بناء الحصن على أرض مرتفعة لمراقبة الأعداء، ويتعاون في بنائه أبناء القبيلة وذلك على أسس متينة لحماية المقاتلين· وأشار بن هارون إلى أن هناك العديد من الحصون والقلاع التي بنتها قبائل بن ياس للاحتماء بها خلال الحروب والغزوات التي تنشأ بين القبائل ومازال عدد منها باقيا وموجودا في عدد من محاضر وبلدات ليوا، وهي في حاجة لرعاية وصيانة واهتمام من قبل الجهات المختصة· ومن أشهر القلاع والحصون في الغربية حصن ظفير وحصن قطوف وحصن موقب وحصن المرايا الغربية وحصن القريب وحصن الطرق وحصن الحويلة (أم الحصن) وحصن الميل وحصن جبانة·