الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوش يحشد أميركا الشمالية في مواجهة الصين وروسيا

24 أغسطس 2007 00:10
انتهت ''قمة الأصدقاء الثلاثة'' التي جمعت في مونتيبلو باقليم كيبيك الكندي، الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره المكسيكي فيليب كالديرون اضافة الى رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، بابتسامة عريضة على وجه سيد البيت الابيض بعدما تمكن من انتزاع قرارات ''استراتيجية'' من جاريه الشمالي والجنوبي دون تقديم تنازلات كبيرة بالمقابل· فقد تمكن بوش تحت عنوان ''حماية حقوق المستهلكين'' في الدول الثلاث، التي تشكل جغرافيا اميركا الشمالية واقتصاديا اكبر كتلة اقتصادية في العالم، من توجيه ضربة موجعة للاقتصاد الصيني الصاعد، اذ لفت مسؤولون مرافقون لرئيس الوزراء الكندي ان الهدف من هذا البند هو الالتفات على قوانين منظمة التجارة العالمية لـ ''تقييد الصادرات الصناعية والزراعية الصينية المتدفقة على القارة الاميركية ضمن استراتيجية احتواء اقتصادي اميركية لبكين''، وكشف المسؤولون ان الحديث دار خلال القمة حول مشكلة الالعاب الملوثة (18 مليون لعبة) التي انتجتها مصانع ''ماتيل'' في الصين والتي سحبت من الاسواق الاميركية بحجة احتوائها على مادة الرصاص القاتلة للاطفال إضافة الى قضية معاجين الأسنان المصنعة ايضا في الصين والتي تفجرت اوائل العام الحالي وقيل وقتها انها تحوي مواد مسرطنة· ومن ضمن الافكار التي طرحتها واشنطن لـ ''تحجيم صادرات بكين قدر الامكان'' وتشجيع رجال الأعمال الأميركيين على نقل بعص الصناعات وتحديداً كثيفة العمالة الى المكسيك مع اعطائها افضليات واعفاءات جمركية وتجارية· اما النقطة الثانية التي سجلها بوش لمصلحته فكانت رفضه الاعتراف بالسيادة الكندية على الممر البحري القطبي الشمالي الغربي الرابط بين المحيطين الاطلسي والهادئ، والذي يمر بين عدد من جزر كندا المتاخمة للقطب المتجمد الشمالي والذي من المفترض ان يصبح الابحار فيه سهلاً مع ارتفاع حرارة الأرض· لكن بوش بالمقابل اعترف بسيادة اوتاوا على الجزر التي ستظهر بفعل ارتفاع حرارة الكرة الارضية وذوبان جبال الجليد وما سيسفر عن ذلك من سهولة الوصول الى الثروات الجوفية وهو اعتراف تحتاجه كندا في مواجهة زحف الدب الروسي على المياه القطبية· وضمن هذا الإطار لفت محللون عسكريون الى ان هدف واشنطن من هذه المناورة الجيو- سياسية تطويق الشمال الروسي عسكريا بواسطة سلسلة من القواعد ستمتد من الاسكا الى حدود اسكندينافيا مرورا بكندا التي شرعت بالفعل بناء قاعدتين عسكريتين قطبيتين ومنع موسكو من مد نفوذها الاقليمي ''اكثر من اللازم''، ومن شأن الممر الدولي إعطاء الولايات المتحدة ودول الناتو سرعة ومرونة تحريك القطع البحرية بين المحيطين تمهيداً لاعاقة اي محاولة ''فرض امر واقع'' روسية للاستئثار بالثروات التحت قطبية والتي يقدرها الاقتصاديون بمليارات الاطنان من المحروقات، في رد واضح على عملية ''غرس العلم'' التي نفذتها البحرية الروسية مؤخراً·
المصدر: مونتريال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©