أنفاق المشاة مكتظة في الشارقة وخاوية في أبوظبي

أنفاق المشاة ظاهرة لا تنتشر في كل دول العالم، بل في الدول التي حباها الله بتقدم وتطور عمراني ونهضة اجتماعية يرتفع فيها سقف الحقوق العامة لمواطنيها· ودولتنا الغالية من أوائل دول المنطقة التي أنشأت جسور وأنفاق المشاة وفق أرقى المقاييس العالمية لحماية أرواح الناس، ومع ذلك ثمة مفارقات على مستوى التعامل مع هذه الأنفاق لا يصعب رصدها، حيث يختفي المشاة من الأنفاق ويفضل غالبيتهم العبور من على الطرقات السريعة معرضين حياتهم لحوادث الدهس الخطرة، اعتقادا منهم أن هذا الطريق مختصر ويغنيهم عن المشي إلى أماكن وجود الأنفاق!· وإذا كانت الأنفاق في أبوظبي خالية نوعاً ما، فإنها في الشارقة مكتظة على نحو مرهق، ولا يعود السبب في هذا الاكتظاظ إلى كثافة العبور فقط، بل يتمثل في تحول هذه الطرقات التحتية التي تتمتع بإضاءة وافية، ومسقوفة ضد الرياح والأمطار أو حرارة الشمس الحارقة، إلى بؤر آمنة للمتسولين من كل شكل ولون، وبقعة أو مساحة متاحة للتجارة لا تخضع لرسوم أو إيجار أو فاتورة كهرباء، فانتشر فيها الباعة المتجولون يعرضون مختلف البضائع، حتى إن بعض الأنفاق يشهد زحاما كثيفاً أيام الخميس والجمعة· هناك، تعرض أقراص الـ ''دي في دي'' والـ ''دي سي دي'' المقلدة، والألعاب الصغيرة والفواكه والمناديل والإكسسوارات والولاعات وغيرها، وغالبا ما تكون تلك البضائع مقلدة أو فاسدة وغير مستوفية للشروط الصالحة في كثير من الأوقات، رغم ما تقوم به بلدية الشارقة من جهود لمطاردة المخالفين وردعهم حماية للناس· إن عبور الطريق من الأماكن غير الآمنة التي تزداد فيها حركة المرور، وترك الأنفاق الآمنة يدلل على ضعف الوعي المروري لدى الكثيرين، ويطرح من جديد ضرورة الربط بين القوانين والتوعية بكيفية الاستخدام الأمثل للطريق، والتي تعني في أبسط معانيها تطبيق الأنظمة والقواعد المرورية·