الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنان.. الخلايا النائمة والاحتمالات المفتوحة

لبنان.. الخلايا النائمة والاحتمالات المفتوحة
4 سبتمبر 2007 22:37
كانت الطائرات المروحية التابعة للجيش اللبناني تحلق فوق مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، في نفس الوقت الذي كان فيه الجنود يقومون بتمشيط المناطق المحيطة بالمخيم بحثاً عن فلول جماعة ''فتح الإسلام'' التي خاضت معركة ضد الجيش اللبناني في قتالٍ يعد الأسوأ في لبنان منذ انتهاء حربه الأهلية 1975-·91 وعلى الرغم من مصرع قائدها ''شاكر العبسي'' وقتل وأسر باقي أفرادها، فإن العديد من اللبنانيين يعتقدون أن العنف الجهادي السني سوف ينفجر ثانية في أي وقت· إن الحكومةَ المركزية الضعيفة، وقواتِ الأمن المشكلة على أسس فئوية، والسيئة التجهيز في الوقت ذاته، والمجموعاتِ الإسلامية المتطرفة الموجودة في المعسكرات الفلسطينية، والهدف المغري المتمثل في قوات حفظ السلام التي تقودها الولايات المتحدة في الجنوب، كلها أسباب تجعل من لبنان قاعدة محتملة ومغرية للعمليات، كما يرى المحللون· فهناك ''نواة من الجماعات الجهادية الموجودة هنا والتي يمكــن أن تتحـــول بسهولــة إلى تنظيم للقاعدة في لبنان'' هذا ما قالته ''أمل سعد غُريّب'' العاملة في مركز الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، والذي يتخذ من بيروت مقراً له· يذكر أن معارك نهر البارد التي أسفرت عن مصرع 220 شخصاً منهم 163 جندياً لبنانياً، كانت قد وصلت إلى ذروتها صباح الأحد الماضي، عندما قام مقاتلو الجماعة المتبقون البالغ عددهم عشرات قليلة، بمحاولة لاختراق طوق الحصار المفروض عليهم حول المخيم، وتمكنوا من الخروج واختطاف سيارة أجرة، وإجبار سائقها على التوجه نحو أحد مواقع الجيش اللبناني· وعندما اقتربوا من هدفهم فتحوا النار، فردت عناصر الجيش المواجدة في الموقع بالمثل، مما أدى إلى مصرع سائق سيارة الأجرة واثنين من المقاتلين الموجودين بداخلها· وفي توقيت متزامن هاجم المتبقون من الجماعة مواقع الجيش اللبناني الواقعة في المداخل الجنوبية والشرقية والشمالية من المخيم، وتمكن خمسة منهم من الاقتراب من موقع للجيش على الطريق الساحلي، بعد أن داروا حول المحيط الخارجي الشمالي للمخيم، وحيَّوْا الجنود متظاهرين بأنهم مدنيون يحتاجون إلى مساعدة الجيش· وعندما اقترب ضابط وجندي من هؤلاء المقاتلين فإنهما لم يترددا في إطلاق النار عليهما وقتلهما· وبعد ذلك هرب هؤلاء المقاتلون عبر الطريق السريع واقتحموا بيتاً، واحتفظوا بسكانه رهينة، وهددوهم بالقتل إن لم يرشدوهم إلى طريق للفرار· وبعد ذلك واصل هؤلاء فرارهم عبر الطريق الذي وصفه أحد أفراد تلك العائلة لهم، قبل أن يتم قتلهم لاحقاً على أيدي الجيش اللبناني· وعلى الرغم من أن مصادر الجيش اللبناني قد قالت إنها قتلت 38 مقاتلاً وأسرت 24 آخرين إلا أنه يعتقد أن هناك 10 منهم على الأقل لا يزالون هاربين· كان من الممكن في ذلك اليوم سماع دوي طلقات الرصاص المنبعثة في بساتين البرتقال ومزارع الزيتون الكثيفة الممتدة على امتداد نهر البارد، حيث كان الجنود لا يزالون يتعقبون أحد المقاتلين الذي تم رصده وهو يهرب في الصباح· وبعد حسم معركة نهر البارد تجمع عدة مئات من السكان خارج مدينة طرابلس وهم يدقون الطبول، ويلوحون بالأعلام، وينثرون الأرز والزهور على الجنود المارين، هذا على الصعيد الشعبي، أما على الصعيد الرسمي، فقد حيا رئيس الوزراء اللبناني -في خطاب متلفز- ''فؤاد السنيورة'' الجيش اللبناني قائلاً إنه ''قد أحرز نصراً كبيراً على الإرهابيين''· على الرغم من أنه قد تم القضاء على مقاتلي جماعة ''فتح الإسلام'' التي كانت موجودة داخل نهر البارد، إلا أنه يعتقد أن الجماعة لا يزال لديها عدد قليل من الأنصار أو الخلايا التي تعمل في أجزاء أخرى من البلاد· وكانت قيادة الجماعة قد تعهدت مراراً وتكراراً خلال القتال بإطلاق الخلايا النائمة، وتكليفها بمهاجمة أهداف داخل لبنان· ويذكر أن عدداً من مقاتلي الجماعة قد قتلوا أو تم القبض عليهم بعد معارك بالبنادق مع قوات الأمن اللبنانية خارج المعسكر في وقت سابق كنائب قائد المجموعة'' أبو هريرة'' الذي لقي مصرعه الشهر الماضي· غير أن هناك من يقلل من احتمالات اندلاع المزيد من أعمال العنف على أيدي الناجين من مقاتلي فتح الإسلام، كما يقول ضابط أمن لبناني، واصفاً هؤلاء الناجين بأنهم مجرد ''عصابة'' وليسوا أفراداً في جماعة جهادية أصيلة· وقال هذا الضابط -الذي اشترط عدم ذكر اسمه-: ''لقد كانت هذه المعركة بمثابة درس لهذا النوع من المقاتلين، أدركوا من خلاله أن لبنان دولة صغيرة للغاية ولا تمنحهم أي مجال للمناورة، وعلى الرغم من أنهم قد حاولوا التظاهر بأنهم يدافعون عن السنة في لبنان إلا أن الحقيقة هي أنهم كانوا مرفوضين منهم''· غير أن هناك جماعات أخرى في لبنان ترتبط بجماعة فتح الإسلام وتعتنق نفس عقيدة الجهاد التي تعتنقها القاعدة، كجماعة ''عصبة الأنصار'' التي تتخذ من مخيم ''عين الحلوة'' للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان قاعدة لها والمصنفة من قبل واشنطن كجماعة إرهابية· ومن القوى التي تراقب الموقف في شمال لبنان عن كثب، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ''يونيفيل''العاملة في جنوب لبنان على امتداد خط الحدود مع إسرائيل· ويذكر أنه في شهر يونيو الماضي، لقي 6 من جنود هذه القوة مصرعهم على إثر انفجار قنبلة بجوار عربتهم المدرعة· وبعد ذلك الحادث بأسبوعين تقريباً انفجرت قنبلة صغيرة بجوار نقطة تفتيش تابعة للـ''يونيفيل'' دون أن تسفر عن وقوع خسائر· وعلى الرغم من عدم قيام أي جهة بالإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم الأول، إلا أنه تم القبض على رجلين مرتبطين بفتح الإسلام للاشتباه بتنفيذهم للهجوم الثاني· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في نهر البارد- لبنان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©