الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما بعد الانسحاب من أفغانستان

6 فبراير 2013 23:31
ترودي روبين محللة سياسية أميركية هل يتعين على الولايات المتحدة ترك أي من قواتها في أفغانستان بعد عام 2014؟ وهل ذلك سيمنع المسلحين «الجهاديين» من تهديد باكستان المجاورة والمسلحة نووياً؟ فمع اقتراب مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان نهائياً، كما هو مرتقب في عام 2014، بدأ أوباما يفكر في «الخيار صفر»، الذي يعني سحب جميع الجنود والاعتماد فقط على الطائرات من دون طيار والقوات الخاصة للتصدي لخطر المسلحين مع تفويض المسؤولية الأمنية في البلاد إلى القوات الأفغانية الهشة وغير المكتملة، فهل هذه هي أفضل المقاربات الممكنة في أفغانستان؟ سؤال توجهت به إلى الجنرال «ستانلي ماكريستال»، الذي قاد القوات الأميركية في أفغانستان وتزعم خطة الزيادة في عدد القوات التي أقرها أوباما. كما قاد العمليات المشتركة الخاصة في العراق لمحاربة «القاعدة»، فجاء الجواب على تلك الأسئلة في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان «حصتي من المهمة: مذكرات» وفيه يلخص الدور الذي لعبه في العراق وأفغانستان طيلة السنوات التي قضاها في البلدين، بل وأكثر من ذلك أكد الجنرال في مكالمة هاتفية أجريتها معه أنه «من الخطير للغاية التعامل مع الهجمات التي تقوم بها الطائرات من دون طيار على أنها استراتيجية في حد ذاتها، وأنا أخشى أن نبالغ في قدرتها على حماية أفغانستان»، فما الذي يعتقد أنه على الولايات المتحدة القيام به للحفاظ على المكتسبات المتحققة في البلاد ومنع وقوعها في أيدي المتمردين بعد مغادرة القوات الأميركية؟ لكن قبل الإجابة على السؤال لنضع الأمور في سياقها، فكتاب «ماكريستال» يعطي لمحة مفصلة عن مهمة مكافحة التمرد الناجحة في العراق، التي أدت إلى مقتل زعيم «القاعدة» في العراق، «أبومصعب الزرقاوي». لكنه عندما تولى المسؤولية في أفغانستان، أدرك الجنرال أن الاعتماد على استراتيجية مكافحة التمرد لن تكفي لوحدها لمنع انهيار البلد، كما لن تستطيع منع المسلحين من السيطرة على المزيد من الأراضي وإرهاب السكان، لذا لجأ «ماكريستال» إلى مقاربة كلاسيكية في محاربة التمرد كان قد وضعها من قبله بتراويس في العراق، وبموجب هذه المقاربة طالب ماكريتسال بالزيادة في عديد القوات الأميركية والاعتماد عليها في حماية الأهالي، لا سيما في المناطق الرئيسية على أمل أن يوفر ذلك بعض الوقت لتدريب القوات الأفغانية ودعم قوة الحكومة في كابل، وعن هذا الأمر قال الجنرال «اعتقدت أن الخطة ستنجح لأني قدرت بأن الأمر الأساسي هو كسب ثقة الأهالي وتبديد مخاوفهم بشأن تخلي أميركا عن بلادهم وتركها نهباً لطالبان». وبعبارة أخرى إذا تأكد الأفغان المزارعون في قراهم أن القوات الأميركية ستحمي ظهورهم فإنهم سيتحلون بما يكفي من الشجاعة للوقوف في وجه «طالبان» هذا في الوقت الذي تنصرف فيه الحكومة الأفغانية إلى تطوير قدراتها لتولي حمايتهم لاحقاً. كما قدر «ماكريستال» أنه من المهم جداً التعامل مع الأفغان باحترام والحد من الضحايا المدنيين، ثم ينتقل الكتاب إلى تفاصيل التوتر الذي نشأ بين «ماكريستال» والبيت الأبيض حول عدد الجنود الذين يتعين إرسالهم إلى أفغانستان في إطار خطة الزيادة في عديد القوات، حيث كان يطالب «ماكريستال» بحوالي 40 ألف جندي ليحصل على 30 ألفاً، وأيضاً بسبب تصريحات أوباما التي حدد فيها موعداً لسحب تلك القوات في يوليو عام 2011. «ماكريستال» ما زال يعتقد أن هذا لا يكفي قائلا «ما زلت على قناعة بأن مفتاح الانتصار في أفغانستان هو كسب ثقة الأهالي، فعندما يتحدث أوباما عن الشراكة، على الأفغان أن يقتنعوا بأنه يعني اتخاذ إجراءات ملموسة وبأنهم يتعاملون مع حليف موثوق»، فلو اطمأن الأفغان إلى التزام واشنطن بمساعدتهم يرى «ماكريتسال» أن الجيش الأفغاني الذي بات اليوم أفضل تدريباً وتسليحاً سيكون قادراً على الصمود بإسناد أميركي من خلال المعلومات الاستخباراتية والقوات الجوية، وفي الأخير ستجد طالبان نفسها مضطرة لعقد اتفاق سياسي وانخراط باكستان في إنجاح الصفقة. لكن في المقابل إذا قرر أوباما اعتماد «الخيار صفر» بالحفاظ على قوات رمزية بدل من 9 أو 15 ألفاً التي يريدها الجيش فإنه سيكون «من الصعب علينا إقناع الأفغان بأننا جادون فعلا بشأن الشراكة الاستراتيجية»، وسينكفئ الدبلوماسيون الأميركيون على أنفسهم في كابل فيما سيصبح المسؤولون الأفغان أكثر عداء لهجمات الطائرات الأميركية من دون طيار. وعن هذا الموضوع يقول ما كريستال «لقد أصبحت مقتنعاً في أفغانستان أن مكافحة التمرد ستكون فعالة فقط لو رافقتها استراتيجية أشمل، أما الركون إلى الطائرات بدون طيار فإنها تبقى مقاربة محدودة جداً تولد الانطباع بأننا نحقق بعض التقدم لأننا نقوم بشيء ما على الأرض»، لذا وفي ضوء هذه الملاحظات يجدر بالبيت الأبيض، وهو يفكر في سحب القوات من أفغانستان بحلول عام 2014 ، الأخذ في الحسبان هذه الاعتبارات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©