اعتقال تونسي وآسيوي من فتح الإسلام

شهد مخيم نهر البارد القريب من مدينة طرابلس في شمال لبنان عملية إعادة تمركز للجيش اللبناني بعد أن حسم المعركة ضد عناصر عصابة ''فتح الإسلام'' الإرهابية·وتابعت وحدات اللواء الخامس في الجيش الذي تولى مسؤولية الأمن في المخيم عمليات التمشيط والتموضع واحراق الحقول ذات الاعشاب الكثيفة المحيطة بالمخيم من أن يكون احد الفارين من ''فتح الإسلام'' قد اختبأ فيها· كما مشطت وحدات الجيش البساتين الواقعة في محاذاة نهر أبو علي في طرابلس والممتدة بين منطقتي القبة وابي سمراء وصولاً الى محلة السويقة بحثاً عن فارين في تلك المنطقة·وكانت مخابرات الجيش القت القبض ليلاً في محلة القبة في طرابلس على احد عناصر ''فتح الاسلام'' وهو تونسي الجنسية ويدعى بشير الارماني الذي كان قد فر من مخيم نهر البارد خلال عملية الهروب الشاملة التي قام بها قادة ومسلحو التنظيم يوم الاحد الماضي· واوضحت المعلومات ان الارماني اعترف بانه احد مسؤولي مجموعات العرب في ''فتح الاسلام'' وانه نجح في الفرار من المخيم مع احد المسلحين الجزائريين ويدعى أبو أحمد وانهما سلكا طرقات جبلية وعرة جداً ولكن ابو احمد لم يتمكن من الاستمرار في السير بسبب اصابته بشظايا قذيفة انفجرت قربه خلال عملية الهروب فاضطر الى تركه في احدى التلال· كما افادت مصادر عسكرية أن مقاتلا من فتح الاسلام اعتقل بعد أن فر من المخيم· واوضحت المصادر ان المعتقل آسيوي الملامح ولا يحمل اوراقا ثبوتية وقد تم توقيفه داخل سيارة عند حاجز للجيش في طرابلس· واشارت مصادر عسكرية الى ان طلقات متفرقة ما زالت تسمع داخل المخيم خلال عمليات التفتيش عن هاربين من مجموعة فتح الاسلام وان الجيش يواصل تمشيط الوديان والمرتفعات حول المخيم· واوضح مصدر عسكري لبناني أن الجيش قام بتفجير بعض المباني والملاجئ وان طلقات متفرقة ما زالت تسمع من داخل مخيم البارد خلال عمليات التفتيش عن الهاربين من ''فتح الاسلام''، مشيراً الى ان عمليات تمشيط الاودية والمرتفعات المحيطة بالمخيم ما زالت متواصلة· ومن جهة أخرى اعلن متحدث عسكري مقتل جندي لبناني امس عند سقوطه من آلية عسكرية فيما كان عائدا من مخيم نهر البارد واستمرت الاحتفالات والمسيرات المؤيدة للجيش بمناسبة النصر الذي حققه في مخيم نهر البارد لليوم الثالث على التوالي، واقيمت حلقات الرقص والدبكة في ساحات القرى والبلدات وجابت المواكب السيارة الشوارع والاحياء الداخلية للقرى واقيمت حواجز المحبة التي تم خلالها توزيع الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش والحلوى والورود على المارة في مختلف المناطق اللبنانية· واضاء مسؤول الحزب ''التقدمي الاشتراكي'' في اقليم الخروب سليم السيد النصب التذكاري للقضاة الذي قتلوا قبل سنوات في قصر العدل في صيدا، وذلك في ساحة بلدة الزعرورية في اقليم الخروب الذي رفعت فيه اللافتات المرحبة بالجيش· وطالبت القوى السياسية والنقابية وقوى المجتمع المدني المعارضة في الشمال بتشكيل لجنة تحقيق باشراف قيادة الجيش لكشف ملابسات ما حدث في نهر البارد، وايجاد الاجوبة حول نشأة ''فتح الاسلام'' والجرائم التي تورطت فيها ومنها حادثة عين علق واغتيال الوزير بيار الجميل والجهات الممولة لها ومحاسبة من تثبت ادانته مهما كانت الجهة التي ينتمي اليها، لانه لم يعد جائزاً اطلاق التهم جزافاً خدمة لاغراض سياسية· وقد هنأت الولايات المتحدة أمس الحكومة اللبنانية على انتصارها العسكري على فتح الاسلام في مخيم نهر البارد · وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ''نهنئ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والحكومة اللبنانية على النصر الذي حققته على منظمة فتح الإسلام الإرهابية في معركة مخيم نهر البارد بشمال لبنان''· ورحبت الأمم المتحدة يوم أمس بسيطرة الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد بعد أن شهد المخيم وخلال الثلاثة أشهر الماضية أعمالا قتالية مكثفة بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام· وقال بيان أصدره منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان غير بيدرسون إن الجيش اللبناني استطاع القضاء على التهديد الخطير الذي كان تشكله حركة فتح الإسلام على استقلال لبنان وسيادته و استقراره· وأشار إلى أن القتال ضد هذه الجماعة كان موجها من قبل اللبنانيين والفلسطينيين ضد الإرهاب و إنه انتصار للبنان بأكمله· وشدد بيدرسون على أهمية أن يتم معالجة الصعوبات الإنسانية التي تواجه العائلات الفلسطينية أهالي هذا المخيم والذين تشتتوا نتيجة للقتال في مخيم نهر البارد··داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل إعادة بناء هذا المخيم ودعم اللبنانيين في المناطق التي تأثرت بالقتال· وأعرب عن دعمه التام لدعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لعقد مؤتمر للمانحين في بيروت في العاشر من الشهر الحالي كما قدم تعازي الأمم المتحدة لعائلات الجنود و المدنيين القتلى و تمنى الشفاء العاجل للجرحى· كما هنأ الرئيس العراقي جلال طالباني السنيورة على ''الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني في انتصاره'' على فتح الإسلام في مخيم نهر البارد، بحسب بيان اصدره المكتب الإعلامي للرئيس طالباني·