الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغارة جعيتا... حارس الزمن لـ«عجائب الدنيا السبع»

مغارة جعيتا... حارس الزمن لـ«عجائب الدنيا السبع»
14 ابريل 2009 22:40
وصفوها بالمعجزة والأعجوبة... وقالوا عنها إنها سعادة كبرى لما لها من معنى تاريخي، يتجلى ذلك في هدير المياه والضوضاء... واستفاضوا في شرح مكنونات أسرارها، فشبهوها بالوادي المقدس الذي حمل قدسيته من التاريخ الروماني واليوناني... وأخيراً كرسوها بأنها من عجائب الطبيعة السبع، او الدنيا السبع، على اعتبار أنها قصر مائي عجيب ينافس المواقع الطبيعية المتميزة، مثل شلالات نياغرا، وغابات ونهر الأمازون، وقمة افرست، وجزر وصحارى وبحيرات وجبال بركانية وغابات وأودية في الصين حتى فنزويلا... إنها مغارة جعيتا، المغارة المائية التي اكتشفت صدفة عام 1836، وافتتحت امام الجمهور سنة 1958، تختزن بحناياها نهراً جوفياً، يمكن زيارتها بواسطة القارب حتى مسافة خمسمائة متر تقريباً من طولها الاجمالي البالغ ستة آلاف ومائتي متر. على بعد ثمانية عشر كلم شمال بيروت مقطع جديد، يحتضن وادي نهر الكلب مغارة جعيتا المؤلفة من قسمين: المغارة المائية التي تحدثنا عنها قبلاً، والمغارة العليا الجافة التي اكتشفت ايضاً عام 1958 ودشنت عام 1969، حيث تسحرك تماثيلها العجيبة التي سكبتها الأيام، وتركتها أيقونة جمال في يد الطبيعة الخلابة في «أحشاء» الجبل، لتكون أروع عجائب الطبيعة الحية في هذا الشرق، ويتأمل الزائر أعجوبة الطبيعة حتى مسافة سبعمائة وخمسين متراً سيراً على الأقدام، من أصل طولها الإجمالي البالغ ألفين ومائتي متر. تلفريك وقطار للتنقل تبدأ زيارة مغارة جعيتا برحلة في «التلفريك»، حيث تستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة فوق نهر الكلب، وسط جبال خضراء لتنتهي الرحلة أمام المغارة العليا، وإذا كنت تفضل وسيلة انتقال أرضية، فالقطار الجميل بانتظارك ليجوب المغارتين. ولجعل الزيارة مفيدة ولفهم الغاز مكونات المغارة يعرض في صالة الصوت والصورة، فيلم وثائقي مدته (31 دقيقة) بعدة لغات، شارحاً كيفية تكوين المنحوتات العجيبة في جوف الجبل وتسميتها وتاريخها. تعتبر مغارة جعيتا لؤلؤة السياحة في لبنان ونقطة جذب هامة، فإلى جانب أهميتها البيئية والثقافية والجمالية، تقدم لزوار لبنان أفضل الخدمات والتسهيلات منها، مطعم و»سناك» ومراكز بيع تذكارات وحرف تراثية. كما يساعد في التعرف على نموذج قرية لبنانية، ومشاهدة سينما مصغرة ثلاثية الأبعاد، كل ذلك بضيافة مميزة ونماذج خلاّقة مع البيئة الخلابة، لتبقى للأجيال القادمة مثالاً أميناً على التراث الطبيعي الجميل للبنان. يقول د. نبيل حداد مدير عام شركة ماباس – لبنان الذي نال جائزة القمة السياحية عام 2002 من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك: -إنها لحظة تاريخية أن يصوّت العالم أجمع ولأول مرة، لاختيار عجائب الدنيا الطبيعية السبع، وأن يكون لبنان ممثلاً بمغارة جعيتا ومحميات الأرز، من أصل مائتين وثمانين موقعاً طبيعياً فريداً في جميع القارات. ويضيف: لو قيض للبنان ان يصل الى مرحلة التصفيات النهائية، فسيشهد هجمة إعلامية قل نظيرها، ويرجح أن يصل حجم التصويت الى أكثر من مليار صوت، كما صرحت اللجنة المنظمة في سويسرا. وهذا ما سيسهم في إشعار العالم، بأن هذا البلد هو مرتع جمال وتراث، يحتضن أجمل اللوحات الطبيعية التي يفترض أن تستقطب أنظار السياح، والمهتمين بالبيئة والطبيعة من جميع دول العالم. فهذه المغارة هي جوهرة السياحة اللبنانية وأسطورة يرويها الحجر في تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان، لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القبب والمنحوتات والأشكال التي يعجز اللسان عن وصفها. ممرات وأنفاق ومنحوتات المغارة تقع في وادي نهر الكلب، وتأهلت على يد الفنان والنحات اللبناني غسان كلينك، وذلك في احتفال أقيم بداخلها، وعزفت خلاله موسيقى الكترونية أعدها للمناسبة الموسيقار الفرنسي فرنسوا بايل. وشهدت المغارة العليا بعد فترة، مهرجاناً موسيقياً مماثلاً، ويمنح زائرها متعة السير على الأقدام بعد عبور نفق يبلغ حوالي 120 متراً، ليطل في الممرات على عالم من الأقبية الهائلة الارتفاع، الموزعة فيها الأغوار والاعمدة وما إليها من أشكال مختلفة، موشاة بالبتر البراّق، تضاهي مثيلاتها في المغارة السفلى التي يعود اكتشافها إلى ثلاثينات القرن التاسع عشر، غير أن مراحل استكشاف مغارة جعيتا شهدت تحولاً جذرياً، عندما قام المنقبون اللبنانيون بدراسة الموقع بشكل دقيق ومنهجي، آخذاً عمق المغارتين الذي ازداد يوماً بعد يوم حتى بات طول الدهاليز حالياً 9 كيلومترات، وتقتصر زيارة مغارة جعيتا السفلى على عبور نحو 600 متر من أصل نحو 6910 امتار، وتتم في قوارب صغيرة تنقل الزائر عبر مسطح مائي متعرج، يقطع سكونه هدير المياه الجوفية، وتحيط به أعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين، ويقف على مدخل المغارة «حارس الزمن»، وهو أضخم منحوتة في الشرق الأوسط بارتفاع 6 أمتار وبوزن 75 طناً. قرية نموذجية تستقطب المغارة زواراً من دول عربية وأجنبية، يذهلون بروعة المكان، ويؤكدون رغبتهم في العودة مع أقاربهم أو أصدقائهم. اما عدد زوار المغارة للعام 2004 فقد بلغ (336 ألف زائر) وجولة زائر المغارة تشمل التلفريك وصالة السينما، حيث يشاهد الزائر قبل الدخول، شريطاً مصوراً عن المغارة بعدة لغات مدته 20 دقيقة، ثم يستقل التلفريك الى المغارة العليا، بعدها ينتقل بواسطة قطار الى المغارة السفلى، ويتوقف عند القرية النموذجية التي صممت على شكل قرية لبنانية غلب على بيوتها طابع القرميد. كما يتوقف لمشاهدة 22 صنفاً من الحيوانات الأليفة التي وضعت داخل أقفاص في حديقة مخصصة لهم. عدا ذلك يوجد متاجر تباع فيها هدايا تذكارية من التراث اللبناني، بالإضافة الى ثلاثة مطاعم واستراحات، وقد اختارت لجنة دولية مغارة جعيتا من بين 27 مشروعاً سياحياً عالمياً.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©