علي بابا يقتحم مغارة الاستحواذات الدولية بأموال صينية

يثبت الموقع الصيني للتجارة الإلكترونية ''علي بابا دوت كوم'' Alibaba.com - يوماً بعد يوم - قدرته الكبيرة على التوسع والانتشار على المستويين المحلي والعالمي· وبعد أن حصد عوائد وأرباحاً ضخمة من الأسواق خلال العام الماضي، أصبح اليوم ينافس على شراء حصص كبيرة من شركات تكنولوجية كبرى مثل ''ياهو دوت كوم'' التي تمتلك بدورها قسماً كبيراً من أسهمه· وتذكر مصادر أن مجموعة ''علي بابا جروب'' التي تمتلك الموقع، قطعت مرحلة متقدمة من المفاوضات لشراء حصة في شركة ''ياهو''، وهي تهدف من هذه الخطة إلى ضمان هامش أوسع من الاستقلالية الإدارية لو نجحت مفاوضات شركة ''مايكروسوفت'' لشراء أصول شركة ''ياهو''· وتبدو هذه السلسلة المغلقة من عمليات الاستحواذ والاستحواذ المضاد بالغة التعقيد، إلا أن الخبراء وأصحاب الشأن في هذه الشركات الثلاث لا يرونها كذلك، ففي مثل هذه الحالات يتم توزيع المسؤوليات بحسب الحصة التي يمتلكها كل طرف؛ أما الأرباح أو الخسائر فيتم توزيعها على الأسهم· ويعتقد محللون ومستشارون مقربون من الصفقة، أن نجاح ''علي بابا دوت كوم'' في الاستحواذ على حصة كبيرة من ''ياهو''، سوف يكون لها أبلغ الأثر على قيمة صفقة شراء ''مايكروسوفت'' لأسهم ''ياهو''· وسبق لمايكروسوفت أن عرضت على ''ياهو'' في 31 يناير الماضي مبلغ 44,6 مليار دولار ثمناً لأسهمها، إلا أن الهيئة الإدارية لـ''ياهو'' رفضت العرض، ويرى بعض الخبراء أن هذه الصفقة لابد أن تتم قريباً· ويعود اهتمام مايكروسوفت الكبير بهذه الصفقة، إلى الاستراتيجية الناجحة التي تبنتها ''ياهو'' مؤخراً عندما قررت اختراق أسواق الإنترنت في اليابان والصين بعد أن تبيّن لها أن عوائدها من تلك الأسواق تفوق ما يمكنها تحقيقه في الولايات المتحدة ذاتها، وبهذا يمكن اعتبار الصفقة حصان طروادة الذي سيمهد لمايكروسوفت اختراق الأسواق العالمية في صناعة الإنترنت والتجارة الإلكترونية· ولا زالت مجموعة علي بابا دوت كوم تستأثر بصنع القرار الداخلي في الموقع الصيني بالرغم من أن ياهو تمتلك 39 بالمئة من الشركة، ويعتقد مديروها التنفيذيون أن شراء حصة كبيرة من ''ياهو'' سوف يدعّم مركز الصين في العالم كقوة مؤثرة في استثمار الإنترنت عندما تعمد مايكروسوفت لشراء ياهو· ومن المعروف أن علي بابا هو شخصية عربية خيالية وردت بعض أخبارها في الملحمة الروائية الشهيرة ''ألف ليلة وليلة'' من خلال قصة ''علي بابا والأربعين حرامي''، وكان علي بابا يمتلك قدرة على فتح أحد الأبواب الحجرية المغلقة التي تخبئ خلفها مغارة ممتلئة بالكنوز بإشارة من يده ترافقها عبارة ''افتح يا سمسم''· ولقد كتب لاسم علي بابا أن يكتسب مفهوماً جديداً بالنسبة لمرتادي البورصات الآسيوية والعالمية بعد أن أصبح اسماً لموقع عملي يعدّ الأكثر أهمية لمتابعة أداء الأسواق· وخلال العام الماضي، تمكنت مجموعة علي بابا دوت كوم من اختطاف الأضواء وإحداث ضجّة ضخمة في الأسواق عندما أطلقت واحدة من عمليات الاكتتاب الأولي الضخمة تهدف من ورائها إلى زيادة محفظتها بمبلغ 1,49 مليار دولار من خلال طرح أسهم جديدة تفوق قيمتها الإجمالية مجموع ما دفعه المستثمرون لشركة ''جوجل'' عندما أطلقت سهمها للتداول لأول مرة عام ·2004 ويُذكر أن ''علي بابا دوت كوم'' تأسست عام 1975 على يدي مدرس لغة إنجليزية صيني يدعى ''جاك ما'' وما لبثت أن حققت نجاحاً لافتاً في الصين وبقية دول آسيا· عن صحيفة (ذي وول ستريت جورنال)