الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة التقارب بين الأديان

محمد بن زايد يشهد محاضرة التقارب بين الأديان
21 سبتمبر 2007 02:55
استضاف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول في مجلس سموه في البطين ثاني أمسية رمضانية تضمنت مشاركة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور إياد علاوي رئيس القائمة الوطنية العراقية تحدث فيها عن التطورات السياسية في العراق وجذور الأزمة الحالية، ومحاضرة بعنوان ''التقارب بين الأديان'' ألقاها السيد إياد جمال الدين عالم الدين الشيعي وعضو البرلمان العراقي، وقدم لهما راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد· وتأتي هذه الأمسية في إطار البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه في شهر رمضان المبارك للعام الحالي· وأشاد الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق رئيس القائمة الوطنية العراقية خلال كلمته حول التطورات السياسية في العراق وجذور الأزمة الحالية بالدور المميز الذي قام به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' المنبثق من نظرته الصائبة للأمور حينما طالب بتنحي الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن السلطة والذي كان سيجنب العراق الحرب والعديد من المشاكل التي تبعها، وتعاني منها حتى الآن· كما أشاد علاوي بالمواقف المشرفة لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دعم العراق لصمودها في وجه قوى الفتنة، من خلال الدعم البناء الذي قدمته أبوظبي لإعادة بناء الجيش العراقي من خلال التبرعات السخية والكريمة· وقال: ''إن هذا الدعم يعزز الموقف العربي في العراق عندما نقول نحن العروبيون العراقيون إن هناك أشقاء عربا يدعموننا وعلى استعداد للوقوف معنا في معركة هي في حقيقتها دفاع عن المنطقة والعروبة بأكملها·'' أزمة كبيرة وأكد علاوي أن هناك أزمة كبيرة في العراق وفي المنطقة بشكل عام، معتبرا أنه من الخطأ القول بغير ذلك وهي أزمة متعددة الجوانب وفي مختلف المناطق خصوصا في العراق وباكستان ولبنان، بين قوى التطرف والاعتدال· أخطاء استراتيجية وقال إن الأزمة التي تشهدها العراق الأن تعود بجذورها لفترة ما بعد حرب إسقاط النظام البعثي السابق، معتبرا أن هناك ثلاثة أخطاء استراتيجية ارتكبتها الإدارة الأميركية في تعاملها مع العراق حددها في تفكيك الدولة والذي نتج عنه فراغ أمني كبير لازال يعاني منه العراقيون· وتقسيم العراق على أساس المحاصصة الطائفية· والتدخل السلبي للقوى الإقليمية في الشؤون الداخلية للعراق· وأوضح رئيس القائمة الوطنية العراقية إن هذه الأخطاء الاستراتيجية خلقت واقعا عراقيا متأزما، وعلى درجة من الخطورة التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها· الفتنة الطائفية واعتبر علاوي أن إفرازات الأزمة العراقية تتمثل في وجود فتنة طائفية من خلال تحويل الانتماء المذهبي إلى تطرف سياسي يكاد يتجاوز العراق ليعم المنطقة بأكملها، وأيضا تهجير ملايين اللاجئين العراقيين الذين تفرقوا في بلدان المنطقة والعالم هربا من الفتنة وانعدام الأمن وطلبا للاستقرار· وأشار علاوي إلى وجود صراع حقيقي بين القوى الطائفية التي لا تهمها مصلحة العراق ككيان موحد بقدر ما تهتم بتحقيق مصالحها الضيقة، والقوى الوطنية التي تريد الحفاظ على وحدة وتماسك العراق· الخروج من الأزمة وأكد رئيس القائمة الوطنية العراقية أن الخروج من الأزمة في العراق يتطلب بعد تشخيص المرض العمل على تحقيق الأمن والمصالحة الوطنية الصادقة التي يجب أن تعم كل العراقيين، لافتا إلى أنه بالرغم من المصاعب والآلام والجراح التي تعاني منها العراق إلا أن هناك ثقة كبيرة على قدرة العراقيين على تحقيق النصر· وقال علاوي في ختام حديثه: ''نحن في العراق نمثل خط الدفاع الأول في مواجهة قوى التطرف والقوى الإقليمية التي تحاول إيذاء العراق وإيذاء المنطقة برمتها· دور رجال الدين وردا على سؤال حول طبيعة دور رجال الدين في العراق في تأزيم الوضع قال علاوي: إن تفكيك الدولة العراقية تسسب في انكفاء العراقيين حول القبيلة والطائفة والمذهب والحزب، وتم تسييس رجال الدين من قبل القوى الإقليمية التي تسعى للإيقاع بالعراق والعراقيين، فنشأت الميليشيات والعصابات المسلحة، وتكاثرت الأحزاب الإسلامية التي هي في ممارستها بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام· وأضاف: لا أبالغ عندما أقول إن من فاز في الانتخابات الأخيرة تحت إسم مظلومية الشيعة في العراق، وقالوا إن الشيعة ظلموا طوال عقود طويلة ووصلوا إلى الحكم، إلا أن المحافظات الشيعية الآن تعاني الأمرين من القتل والذبح ومنها النجف وكربلاء وسماوة والديوانية وتعاني من نقص الخدمات وضعف البنية التحتية·'' التقارب بين الأديان وفي المحاضرة التي شهدتها الأمسية بعنوان ''التقارب بين الأديان'' وألقاها السيد إياد جمال الدين عالم الدين الشيعي وعضو البرلمان العراقي، أكد المحاضر أن موضوع التقارب بين الأديان حصل على اهتمام متزايد بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن الدين يلعب دورا متناميا في حياة الشعوب وهو من أهم العوامل المحركة لها· وأوضح أن هناك نقاط اختلاف واشتراك بين الأديان، والاختلاف غالبا ما يكون في الشرائع حيث إن لكل دين شرعة ومنهاجا فالتشريعات الإسلامية تختلف عن اليهودية وعن المسيحية· وقال إن الدين الإسلامي مثل كل الأديان الأخرى مبني على ثلاثة أسس وهي العقيدة والشريعة والمنظومة الأخلاقية، معتبرا أن الشريعة في الدين الإسلامي توسعت على حساب القسمين الآخرين من الدين نتيجة تأسيس الدولة الإسلامية الأولى، حيث كان هناك احتياج للتشريع وكثر علماء الفقة والشريعة واعتمدت الدولة عليهم، وسمي رجل الفقه برجل الدين في حين إن الفقه والشريعة لا يمثلان أكثر من ثلث الدين، حيث أن هناك فقط 500 آية في القرآن الكريم تتعلق بالفقه والتشريع من بين 6666 آية· ويرى أن الشرائع مختلفة بين الأديان وعملت على توسعة الاختلاف مع الأديان الأخرى، مشيرا إلى أن المسكوت عنه وغير المهتم به هو ما يمكن اعتباره نقاط الالتقاء مع الأديان الأخرى، وغالبا ما ترتكز في المنظومة الأخلاقية· التصوف الجامع أكد السيد جمال الدين أن القيم الأخلاقية في كل الأديان والمذاهب الإنسانية واحدة ومتفق عليها، فلا يوجد دين يحسّن الكذب أو السرقة أو التكبر، معتبرا أن الجامع لهذه النقاط هو التصوف الذي شُوّه كثيرا على يد بعض الباحثين والكتاب· وقال: ''التصوف هو علم علاج أمراض القلوب، وأمراض الحقد والعجب والتكبر علاجها في التصوف، وهي مدرسة ومنهج فكري موجود في المسيحية واليهودية والبوذية وغيرها، وإذا ركزنا على التصوف كان هو الطريق لحل كثير من مشاكلنا من الآخر المبني على سوء الفهم والتعصب·'' وأضاف: ''نقترح على أولي الأمر أن يتم التركيز على ما يمكن أن يكون فيه التقارب بين الأديان، وهو التصوف الذي يجب أن نعمل به، وهو المنهج الذي سيحقق التعددية بين أتباع الدين الواحد وبين أتباع الأديان المختلفة·'' الحضور حضر الأمسية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والعميد الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين في المؤسسات العسكرية والأمنية ومدراء الهيئات والمؤسسات المحلية وجمع من سيدات المجتمع· تقارب المذاهب عن الاختلاف السائد بين أتباع الدين الواحد، وكيف يمكن العمل على التقارب بين المذاهب والجماعات المختلفة والمتخاصمة؟· قال إياد جمال الدين إن الانتماء لمذهب أو لقوم أو لجماعة يكون أحيانا طبيعيا وأحيانا مرضيا، والانتماء خصيصة متلازمة للإنسان، كلما زاد الإنسان ضعفا زادت انتماءاته إلى الجماعة أو الحزب أو المذهب، وعلى قدر ضعفه يكون تعصبه· وأوضح أن علاج التعصب المذهبي يكون بتقوية شخصية الإنسان والتخفيف من حدة ''الأنا'' الذي يقيد تفكير الإنسان المتعصب للمذهب· وأكد وجود استثمار سياسي للمذهبية، فبعض من لا ضمير له يحشد الناس المذعورين باسم الشيعة وآخر باسم السنة، ويحذر كل طرف أتباعه من الآخر حتى يتم إيقاعهم في بعضهم مثلما يحصل الآن في العراق· وقال: ''العراق لم يشهد في تاريخه حربا أهلية، وجغرافية العراق تأبى التقسيم، لذا فإن الذين يستثمرون في الكراهية والحقد الطائفي بعيدون عن أي خلق ودين· الدين والعلمانية يرى السيد إياد جمال الدين عضو البرلمان العراقي أن الدين لا يضعف بالعلمانية وإنما يزدهر كما هو الحال في بريطانيا وكندا· وكما شوهنا العلمانية فإن العلمانية شوهت في العالم العربي· واعتبر أن العلمانية ذروة ما وصل إليه النظام الإنساني المتحضر، وأن أكثر ما أضر بالإسلام هو الإسلام السياسي والحركات الإسلامية كحزب الدعوة الإسلامية الشيعية وجماعة الإخوان المسلمين السنية· واختتم بقوله: ''أدعو إلى إقامة دولة علمانية وتحيّيد الدين والمذهب، حيث تقوم حركات الإسلام السياسي بالتعامل مع الدين كأنه كرة يتقاذفونها فيما بينهم· كثرة المقدسات حول انتشار التطرف بين المسلمين، أكد إياد جمال الدين أن سبب انتشار التطرف يعود إلى كثرة المقدسات عند المسلمين، وكلما زادت المقدسات كلما قل نشاط العقل، فهناك مقدسات زمانية ومكانية، ومقدس بشري من خلال تقديس صاحب العمامة وغيرها الكثير من أشكال التقديس، التي تزيد الإنسان تطرفا وعنفا· الوطن أم المذهب؟ وحول سؤال ''أيهما أهم وأجدر بالولاء، الوطن أم الدين'' قال السيد إياد جمال الدين: الوطن هو بيت الإنسان، ولا يمكن للإنسان أن يحافظ على دينه واستقراره إن لم يحافظ على بيته، وللأسف هناك من أصحاب المذاهب من يشعل الحرائق في البيوت·'' واستعرض بعض مظاهر الفتنة الطائفية التي تعم العراق من أعمال قتل وتهجير، مؤكدا أنها ليست نابعة من ثقافة الثأر التي انتهت في العراق منذ غزو الكويت بسبب تردي الوضع الاقتصادي، معتبرا أن ما يحصل من احتقان طائفي، يقوم به أشخاص موظفون يأتمرون بأمر أسيادهم من الزعماء الطائفيين· وقال: ''الشخص في المجتمع العراقي لم يكن ليثأر من مقتل أخيه، ويطالب بالفدية للسكوت عن حقه، فكيف يثأر الآن لسقوط منارة؟ من يقوم بأعمال عنف بزعم الثأر لا يخرج عن كونه مرتزقا يعمل بإمرة أسياده من الزعماء الطائفيين·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©