أزمة الائتمان تحد من إقبال الشركات الأميركية على شراء أسهمها

خفضت الشركات الأميركية من عمليات شراء أسهمها مجدداً أو ما يعرف بـ''الباي باك'' في مؤشر يدل على مخاوفها من استطالة أمد الأزمة الائتمانية وحدوث تباطؤ اقتصادي حاد يمكن ان يلحق اضراراً جسيمة بعملياتها· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً، فبعد عامين قياسيين في عمليات اعادة شراء الأسهم جاء سبتمبر ليصبح الشهر الأضعف من غيره، فيما يقارب فترة أربع سنوات وتشهد فيه عمليات ''الباي باك'' اسوأ نشاط لها بقيمة لا تزيد على 3,7 مليار دولار ''2,7 مليار يورو'' حتى الآن وفقاً لإحصائيات مكتب تومسون فاينانشيال· بل ان الأسبوع الماضي أصبح الأبطأ من غيره في كامل العام في عمليات ''الباي باك'' مما يزيد من احتمال ان يتراجع اجمالي هذا الشهر الى أدنى مستوى له منذ نوفمبر عام ·2003 وبلا شك الارتفاع في تكاليف الاقتراض والتي تسببت منها الاضطرابات الأخيرة في سوق الائتمان قد فاقمت المشكلات بالنسبة للشركات التي ظلت تستعيض عن تدني أسعار الفائدة لتمويل عمليات ''الباي باك'' بالديون· وكذلك فإن الانخفاض في إعادة شراء الأسهم من شأنه ان يلحق أضراراً بالإيرادات التي أعلنت عنها الشركات؛ لأن عمليات ''الباي باك'' عادة ما تعزز الايرادات الخاصة بكل سهم عبر تخفيض عدد الأسهم المصدرة· وتقدر شركة ثومسون فاينانشيال في دراسة أصدرتها مؤخراً أن عمليات ''الباي باك'' سوف تشكل أكثر من خمس نمو الايرادات بالنسبة للشركات التي يتألف منها مؤشر اس آند بي 500 في عام ·2007 وذكر المدير التنفيذي للشركة أنه وعلى الرغم من ان ''الباي باك'' ظلت تمثل معضلة لإعادة نشر الأموال النقدية الفائضة ومكافأة أصحاب الأسهم وتعزيز الإيرادات الخاصة بكل سهم في أوقات صعود السوق، الا ان الأوقات الصعبة تحتاج الى المزيد من الحكمة والوعي في إدارة الميزانية· وكذلك إن التراجع والانخفاض المســــتدام في عمـــــليات ''الباي باك'' من شأنها أن توجه لطمة لملاك وأصـــحاب الأســـهم الذين ظلوا يتسلمون مبالــــغ اجمالية تزيد على 430 مليار دولار من عمليات اعادة شراء الأسهم منذ بداية العام ·2005 وذكر دانييل جيتز كبير مسؤولي الائتمان والديون في وكالة ميوز لتصنيف الائتمان في أميركا الشمالية ان الشركات التي لديها برامج لعمليات ''الباي باك'' ربما تقرر تعليق هذه الأنشطة من أجل الحفاظ على تدفقاتها النقدية· وفي معرض ردها على القرار الذي اتخذته سلسلة المطاعم الأميركية المعروفة ''ماكدونالدز'' بزيادة عائدات أسهمها ونشاط برنامجها الخاص بعمليات ''الباي باك''، فقد ذكرت ''موديز'' أنها ربما تلجأ الى خفض درجة تصنيف المجموعة·