الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محررة الاتحاد تجتاز «البوابة الهوائية» في سباق «ريد بول»

محررة الاتحاد تجتاز «البوابة الهوائية» في سباق «ريد بول»
20 ابريل 2009 00:33
«هل أنت مستعدة؟» سألني سيرجيو بلا قبطان الطائرة. سكتُ طويلا قبل أن أجيب حتى ظن أن خطبا ما قد وقع؛ فظل يكررها إلى أن جاء صوتي ليشق غلالة الاضطراب التي صنعها صمتي:«نعم أنا بخير».. أدار محرك الطائرة وبدأت عجلاتها تدور على المدرج الذي خصص للطيارين المشاركين في بطولة «ريد بول» فوق أرض ميناء زايد. كان عقربا الساعة يتعانقان على رأسها، الشمس في كبد السماء الصافية.. وكنت أعلم أنها مجرد لحظات قبل أن أنطلق في مغامرة علمت أنني سأخوضها منذ حققت شرطها «الأصعب»؛ الموافقة على أن تمثل صحيفتي في تجربة الإعلاميين التي تنظمها شركة مشروب الطاقة ضمن التحضيرات لانطلاق البطولة العالمية للسباق الجوي التي شهدتها العاصمة للمرة الخامسة على التوالي وانتهت فعالياتها أول أمس. قبل أن أجلس في مكاني المخصص في الطائرة، طمأنني سيرجيو «الطيار المحترف» بأن الرحلة ستكون «ممتعة» وأنه ما من خطر سيحدق بنا. بيد أنه أطلعني، من باب الاحتياط، على كيفية القفز من الطائرة في حدوث أي طارئ بما في ذلك طريقة فتح المظلة التي حملتها على ظهري. أخذت الطائرة الفضية ترتفع عن الأرض رويدا رويدا، عقب أن ثبتني مساعد سيرجيو بأربطة متينة بالمقعد، مشيرا إلى أن تلك إجراءات لسلامتي. كان صوت القبطان يردد :«ليلى هل كل شيء على ما يرام؟» صحيح أنني أجبته: نعم بسرعة هذه المرة، لكن في الواقع أنني كنت غارقة في التفكير.. لست أدري على وجه التحديد لم قررت اقتحام التجربة المحفوفة بالمخاطر ربما لمقارباتها السينمائية من حيث ارتداء زي الطيارين والخوذة المزودة بنظارة شمسية تزيد من جاذبية المحلق وتحيطه بهالة من الغموض. ناهيك عن الانطلاق بسرعة تتجاوز المائتي كم في الساعة. ولربما أردت أن أسبر غور نفسي وأتحسس حدود طاقاتي. وقد أكون راغبة بترميم ذاتي المثقلة بالرتابة. أعتقد أن كل ذلك شكل الإطار النفسي للمشاركة في تجربة مناظرة لمنافسات «ريد بول» التي تقوم على «السرعة والدقة والمهارة»، وفق المنسقة الإعلامية للشركة سيبيانا ناصر. في البداية، حلقت الطائرة، وهي من طراز إكسترا 300ل، بسرعة «معقولة» شاقة عباب السماء باتجاه البحر. زادت السرعة وارتفعت الطائرة متعامدة على سطح الأزرق أو بوضعية «حد السكين» وفق مصطلحات اللعبة. اجتزنا البوابة الهوائية، التي يصل ارتفاعها إلى عشرين مترا، فغمرتني نشوة التجربة الأولى صرخت فرحة وهي صرخة أعطت سيرجيو، الفائز ببطولة أسبانيا للطيران الاستعراضي مرّتين، الضوء الأخضر لاصطحابي إلى مزيد من المغامرة قال لي: «انظري إلى الأمام»، وباغتني بحركة «بهلوانية» فضائية؛ صعدت الطائرة نحو الشمس ثم ما لبثت أن دارت حول محولها لأدور معها دورة «كاملة» كانت كفيلة بإثارة غثياني طيلة مدة الرحلة المتبقية. كبتّ شعور الدوران الذي انتابني وطلبت منه أن نخترق البوابة الهوائية مجددا ففعل. 15 دقيقة أمضيتها في قمرة القيادة محلقة في فضاء أبوظبي وتحديدا فوق كورنيشها المتاخم للخليج. كنت برفقة الأسباني سيرجيو الذي أصر على تسليمي القيادة «مجازيا» فكلما ارتفعت وتيرة التشويق وصل صوته إلى أذني عبر سماعات الخوذة مستفسرا:«هل أنت بخير؟». كابرت كثيرا وبقيت أجيب:«نعم أنا بخير». رغم أن حالة الغثيان تتفاقم لكنني لم أُرد أن أنهي التجربة. سألني:«إلى أين تودين الوصول في المغامرة؟» خانني لساني لست لأنني خائفة بل لأن فسيولوجيتي لم يرق لها الإتيان بحركات خارجة عن نسق المألوف عندها. فجاءت الإجابة مخيبة: «لا أرغب بالمزيد من الإثارة يكفي أن نحلق فوق العاصمة بهدوء». رد: «لا تقلقي سأفعل ما تريدين». وأردف:«طبيعي أن تشعري بالدوران.. إنه أمر معتاد». وهكذا حلقنا بسرعة مقبولة وعلى علو منخفض حتى عدنا أدراجنا. كانت رحلة غنية بالإغواءات البصرية، والمؤثرات الانفعالية من خلالها تلصصت على مخاوفي وقهرتها ولكنني رضخت لسطوة ردود فعل جسمي التي لم تستسغ الشقلبات والسرعات الفائقة. سأستدعي التجربة كلما وضعت أمام اختبار قدرات. وصدقت «ريد بول» فقد أعطتني أجنحة!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©