جمع أحكام الأئمة على الأحاديث النبوية يخدم عموم الأمة

في ليالي الخير توافد الدعاة والمشايخ من كبار رجال الدعوة الاسلامية الى دبي للمشاركة في الأمسيات الدينية ضمن فعاليات الملتقى الرمضاني السادس الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي· ومن هؤلاء الدعاة فضيلة الشيخ عبدالله الكمالي الداعية الإماراتي الوحيد بين هذه الكوكبة ليتحدث في موضوع عنوانه ''سيرة عالم'' وسيلقيها اليوم السبت· وعبر الشيخ الكمالي في لقاء صحافي عن تقديره للجهود المبذولة من اجل ايصال الخير الى الناس عبر طرق صحيحة سليمة وفي ملتقيات تضم نخبة من أهل العلم من الدعاة والمفكرين المشهود لهم بحرصهم على خدمة الإسلام دين الوسطية والاعتدال· وفيما يلي نص الحوار: * تعيش الأمة حاليا مراحل حاسمة وان امتدت هذه المرحلة الى عقود، كما برزت حاليا ظاهرة شديدة الخطورة وهي التعصب المذهبي فكيف عالج الاسلام هذه الدعاوى على مر العصور؟ وما السبيل للخروج من هذا المأزق الآن؟ - التعصب للرأي أو الفكر أمر خطير للغاية فالإنسان المتعصب لرأيه بالباطل لا يرى إلا طريقا واحدا فقط فهو لا يحسن التعامل ولا التعايش مع الناس فهو لايقبل الا من يمشي على رأيه وهذا خطأ كبير· لذلك لا بد من فهم مسألة التمسك بالرأي فهما جيدا·· إن المسائل الشرعية تقسم إلى قسمين: القسم الأول مسائل لا مجال للخلاف حولها فهي من مسلمات الدين كأركان الإيمان والإسلام، وهناك مسائل اختلف فيها أهل العلم الراسخون فهذه مما يسع فيها الخلاف كمسألة قراءة الفاتحة خلف الإمام، فمن غير الصواب أن نُبدّع الطرف الآخر· ومن أفضل الطرق الشرعية لعلاج مشكلة التعصب في جميع الأمور أن نرجع الأمور إلى كتاب الله وإلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام· * تواجه السنة النبوية الشريفة عمليات تشكيك مستمرة فهل فضيلتكم من أنصار عمل مراجعات للكتب التي روت لنا الأحاديث وهي الكتب الصحاح المعروفة لدى عموم الأمة لتنقيحها وإخراج المدسوس منها والضعيف وغير الصحيح وما الى ذلك؟ - الدين الإسلامي عموما والسنة النبوية خصوصا تواجه حملات شتى بغرض تشكيك الناس فيها فبعض هذه الحملات يهدف إلى بيان مناقضة الأحاديث النبوية للعقل وبعضها يقصد إلى بيان خطأ بعض الأحاديث النبوية من الناحية العلمية إلى غير ذلك من الحملات الكثيرة التي تبث الشبهات ولكن قال الله تعالى : ''إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون'' فالله حافظ دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لذلك قيض الله لهذا الدين من يذب عنه فألف أئمة الحديث الكتب الكثيرة في بيان معاني الأحاديث النبوية والدفاع عنها والحكم عليها وهؤلاء الأئمة من مختلف المذاهب الفقهية فالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم لهم جهود كبيرة في خدمة السنة النبوية فجزاهم الله خيرا· وفي مقدمة هذه الكتب صحيحا البخاري ومسلم وأيضا ألفوا كتبا كثيرة في الحكم على الأسانيد وبيان حال رجال الإسناد ومن أشهر هذه الكتب كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي· ولكن هذه الجهود قد تكون للمتخصصين، لذلك فقد لا يفهم بعض الناس في زماننا بعض العبارات أو أساليب العلماء المتقدمين لذلك يحتاج عامة الناس إلى كتب سهلة وميسرة تقدم لهم الأحاديث الصحيحة أو تقدم لهم الأحاديث مع حكم أهل العلم الراسخين عليها صحة وضعفا، وحبذا لو جمعت أحكام الأئمة على الأحاديث في كتب مستقلة كابن عبدالبر والخطيب البغداد والحافظ الذهبي وغيرهم فإن في ذلك تقريبا للسنة لعموم الأمة· * المسلم في رمضان حالة مختلفة عن حالته في بقية الشهور ، فما الواجب عليه حتى يستقيم أمره أبدا؟ - إن شهر رمضان شهر التغيير فالمسلم بالفعل يشعر بتغير كبير في رمضان فهذا الشهر يمر عليه وهو في راحة وطمأنينة وسعادة، ولكن السؤال المهم الذي ينبغي علينا أن نفكر فيه كيف نحافظ على هذه السعادة وكيف تستمر؟ لا بد أن نستقبل رمضان بالهمة العالية والعزيمة الصادقة على التغيير، فلا يخلو الإنسان من خطأ ونقص، وكم اتمنى لو نستثمر نحن المسلمين هذه الحالة الرمضانية ونجعلها تكتسب صفة الدوام طوال العام·