الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تحقيقاً لرؤية المستقبل.. الأسرة مصنع مستدام للابتكار

تحقيقاً لرؤية المستقبل.. الأسرة مصنع مستدام للابتكار
9 مارس 2020 00:05

أحمد النجار (دبي)

أكد متخصصون، أن الأسرة هي الحاضن الحقيقي للابتكار، بصفتها وعاء الإبداع التربوي، ومعمل التجارب والمهارات الأولى لاستكشاف المواهب بداية نشأتها، مشيرين إلى أن أي نهضة ابتكارية، لا بد أن يسبقها وعي الآباء بأهمية صناعة جيل منتج، قادر على أن يحدث فارقاً في محيطه ومجتمعه.

مواهب متفجرة
خط الابتكار يبدأ من بيئة الأسرة، يمتد إلى المدرسة، ثم يسود ثقافة عامة ونمط حياة في المجتمع، ليصبح سلوكاً حياتياً وأسلوباً من روافد المعرفة، فهو «ثروة حقيقية للمجتمعات»، قناعة يؤكدها الدكتور عيسى البستكي، رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، مشيراً إلى أن دولاً متقدمة تعتمد عليه لتحقيق رفاهية حياتية وانتعاشة اقتصادية وتنمية مستدامة.
وأضاف البستكي، أن استكشاف منابع الابتكار تكمن في تهيئة مناخ إبداعي داخل محيط العائلة، بوصفه خزاناً للمواهب المتفجرة، وتبدأ العملية الابتكارية بحسبه من استكشاف موهبة الطفل، وتأسيسها ودعمها وتنميتها، ثم تحفيزها على الانطلاق وتشجيعها على الإنتاجية ورعايتها وصقلها وتكريمها، وإبراز حضورها إعلامياً ومجتمعياً، وتوجيهها نحو خدمة قيم وقضايا ومواجهة تحديات وصناعة حلول ذكية للواقع، وإيجاد خيارات أكثر رفاهية للعيش، عبر منتج يمكن استثماره مادياً واقتصادياً وتسويقه إلى شعوب العالم.

مصانع للابتكار
وشدد على أهمية التعامل مع قدرات الصغار بأسلوب علمي صحيح، لخلق جيل من المبتكرين المخترعين المنتجين، القادرين على إنعاش اقتصاد المعرفة، من دون أن يفوته بالطبع التأكيد على أهمية بناء أدمغة تدير مصانع للابتكار، تشكل نواة حقيقية لازدهار التنمية ورفاهية المجتمع، وبعد ذلك تأتي أهم مرحلة وهي الاهتمام بتكريم المبتكرين، ورفد حضورهم في المجتمع، وتقديم حوافز معنوية لضمان استمراريتهم وعطائهم.

المستقبل
إلى ذلك، أكدت أسر أهمية نشر ثقافة الابتكار بين أفراد أسرهم، واستثمار شهر الابتكار والمعارض المصاحبة له في التفكير والخلق والإبداع والترفيه عن العقل، لضرورة تعزيز ثقافة الإنتاجية والإنجاز وتحدي المستقبل المتوثب، وأن هناك الكثير من خيارات لتنمية بيئة الابتكار داخل الأٍسرة، حيث قال عامر النقبي، إنه يحرص دائماً على إلحاق أبنائه الثلاثة بدورات صيفية وورش تدريبية وتفاعلية ومعسكرات علمية، ويقوم باصطحابهم بزيارات لمتاحف محلية ورحلات علمية وأنشطة ميدانية، بينما قالت المواطنة خديجة سعيد، إنها اكتشفت موهبة ابنتها منذ طفولتها، وهي الآن في المرحلة الإعدادية، وقد ألحقتها ببرامج وأنشطة النادي العلمي بدبي، معتبرةً بأنه بيئة مثالية لطلبة المدارس لاكتشاف مهاراتهم، وبناء قدراتهم في المجالات التقنية والعلمية.

تألق
وقالت بتول الحوسني، استشارية أسرية: إن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، فمساعدة الأبناء في بناء قدراتهم العقلية، وشحن معنوياتهم بتحقيق إنجازات وإنتاجات تفضي إلى تألقهم الإبداعي هي الرهان لتحقيق مستقبل مزدهر وواعد لهم، كما أن تهيئة مناخ ملهم داخل الأسرة له تأثير على حياة الأبناء في الجانب الابتكاري، وقدمت بتول وصفة تحفيزية في نقاط للآباء للتعامل مع الأبناء لتشجيعهم على الإنتاج، واستثمار خبرات جديدة، وخوض مغامرة تكسبهم الإلهام للإبداع خارج المألوف، مما يعزز بداخلهم شغف المعرفة.

أسرة تقود
مفهوم الابتكار كما تصفه جيهان صفر، مدربة تنمية بشرية، أنه القدرة على تطوير فكرة أو عمل أو نمط حياة، وأحياناً منتجات تساعد على تيسير المعيشة بطريقة أفضل وأيسر، وأيضاً مدى قدرة الفرد على التخلص من نمط التفكير التقليدي إلى نمط مغاير بطابع إبداعي، وتأتي أهمية تعزيز ثقافة الابتكار داخل الأسرة وفق جيهان، لأن أفراد الأسرة هم الجزء الأساسي من نسيج المجتمع، وأبناء هذه الأسرة هم المستقبل الذي سيقود الجميع، ويكمل مسيرة التقدم في الدولة، لذا تأتي أهمية تعزيز هذه المسؤولية لدى الأفراد، خاصة أن الابتكار يعتبر ميزة الأشخاص الاستثنائيين، وأيضاً تعتبر مهارة رائعة للبقاء والتطور في عالمنا المتسارع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©