غياب وسائل الأمن والسلامة في المواقع تحت الإنشاء

على الرغم من القرارات الحاسمة التي تتخذها دولة الإمارات بشأن قطاع المقاولات الا أن العديد من التجاوزات والمخالفات تظهر من وقت لآخر بصورة فجة من جانب بعض أصحاب شركات المقاولات ومن بينها مخالفات الأمن والسلامة في المواقع تحت الإنشاء حيث يشترط بشكل الزامي وجود اللوحات التي تضم تعليمات السلامة بمواقع البناء والمنصوص عليها بمواصفات السلامة المهنية المعتمدة من بلدية الشارقة، غير أن العامل لا يحصل على شيء من أدوات السلامة المنصوص عليها باستثناء اللوحة المعلقة بمعزل عن التنفيذ· والمتتبع لهذه الشروط يلاحظ على الفور أنها أشبه بجسد بلا روح وكلمات جوفاء بلا معنى فالعامل لا يرتدي خوذة أو بدلة أو حذاء الأمان أو القناع الواقي· وردا على هذه المشاهدات التي رصدتها كاميرا جريدة الاتحاد قال سلطان المعلا مساعد المدير العام للشؤون الفنية والمشاريع في بلدية الشارقة انه جاري حاليا تكوين شعبة السلامة المهنية والتي تتبع قسم الرقابة على المباني والتي تختص بمتابعة تطبيق شروط السلامة المهنية بالمواقع مؤكدا أن البلدية ستقوم بوضع غرامات سيتم تطبيقها في حال عدم الالتزام بتطبيق شروط السلامة المهنية ضمن لائحة مخالفات السلامة المهنية· ويذكر أن قطاع المقاولات في الإمارات قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة بما يتراوح بين 500% ويتوقع استمرار حجم الطلب على قطاع المقاولات على مدى العشر سنوات المقبلة في إمارة دبي وسيتجاوز هذا الحد في إمارة أبوظبي ومختلف إمارات الدولة· ويعمل نحو مليون عامل أجنبي في قطاع الإنشاءات والمقاولات في الدولة أي ما يمثل نحو 40 بالمائة من حجم العمالة في البلاد· وقد قامت الإمارات، في السنوات الثلاث الأخيرة بسلسلة اجراءات لتحسين ظروف عمال البناء، كان أهمها حظر العمل تحت اشعة الشمس خلال فترة الظهيرة والذي الزم شركات المقاولات بمنح فترة راحة لمدة ساعتين ونصف الساعة ابتداء من الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر وحتى الثالثة مساء للعمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة خلال شهري يوليو واغسطس من كل عام حيث تصل درجة الحرارة الى 45 درجة مئوية كما عمدت الدولة متمثلة بعدد من الجهات الرسمية بوضع حزمة من القوانين والشروط لصالح العمال كاستخدام حافلات مكيفة لنقل العمال وتوفير مساكن لهم وتحويل رواتبهم على البنوك وغيرها من الشروط التي تحفظ للعامل كرامته وتصون انسانيته ·