الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرضٌ لـ 70 فناناً تشكيلياً عربياً في الجزائر

معرضٌ لـ 70 فناناً تشكيلياً عربياً في الجزائر
30 أكتوبر 2007 03:14
احتضن ''قصر الثقافة'' بالجزائر العاصمة مؤخراً في إطار تظاهرة''عاصمة الثقافة العربية'' معرضاً فنياً تشكيلياً عربياً بعنوان''الفن العربي المعاصر'' بالتنسيق بين وزارة الثقافة الجزائرية ومعهد العالم العربي بباريس الذي ''أعار'' الجزائرَ خمسين لوحة لخمسين فناناً عربياً بينما شاركت الجزائر بعشرين لوحة لأبرز فنانيها التشكيليين· التجريد نقطة التقاء وقُسم المعرضُ إلى جناحين، حمل الأول عنوان ''بداية الفن الحديث'' واحتضن أبرز اللوحات الأولى التي أبدعها الفنانون التشكيليون العرب في النصف الأول من القرن العشرين بعد أن أخذوا هذا الفن من الاستشراق وسعوا إلى اكتشاف تعابير جديدة تختلف عما ألفوه في فن الرسم التقليدي وتتوق إلى الحرية والحداثة وترفض في نفس الوقت الرسوم الاستشراقية التي جاءت مشوهة للواقع العربي في أغلب الأحيان، فكان التجريد نقطة التقاء إبداعي، فتم عرض لوحة لإلياس الزيات بعنوان''الأطفال وعصافير المدينة'' التي تظهر من خلالها معالم بداية تشكل الفن التشكيلي العربي الحديث، وعُرض لمنير كنعان لوحة''الرقم 13 هو سهم'' ،وبدا الفنانون الأوائل مسكونين بالهمِّ العربي من خلال لوحة'' النازحون'' لفاتح المدرّس التي تتناول مأساة النازحين الفلسطينيين بعد حرب ،1948و''تأملات موضوعية'' لشاكر حسن آل سعيد الذي جعل من جماليات الحروف العربية منطلقاً لإبداعات فنية جمالية، وعُرضت في هذا الجناح أيضاً لوحة بارزة للفنانة الجزائرية المتألقة باية محيي الدين بعنوان''امرأتان على ضفاف نهر'' والتي أحدثت بلوحاتها ثورة على الفن الكلاسيكي آنذاك، فضلا عن لوحات أخرى لزيد فهرلنسة وشفيق عبود وصليبا الدويهي وعبد الوهاب الجزار· الهوية العربية وحمل الجناح الثاني عنوان'' سنوات التحرر'' التي بدأ احتكاك الفنانين العرب فيها، منذ النصف الثاني للقرن العشرين، بالفن العالمي الحديث مع بروز المطالب الوطنية للاستقلال، فبرزت الحاجة إلى التعبير عن الهوية العربية ومطالبها من خلال هذه اللوحات التي جاءت أكثر وضوحاً وجمالاً ونضجاً فنياً من لوحات الجناح الأول، فاستمتع الجمهور الجزائري بلوحات نادرة لصليبا الدويهي بعنوان'' تجريد'' وهي تحمل خريطة فلسطين مخضبة بالدم،أما لوحة''تكوين'' فأبدع فيها الفنان ضياء العزاوي من خلال المزج بين النقش على الخشب والرسم التشكيلي معا فجاءت اللوحة ذات أبعاد متعددة وخارجة عن المألوف بعد أن تجاوز فيها الفنان مدرسة البعد الواحد وأعاد تشكيل الحرف العربي وفق قواعد الفن التكعيبي،أما أحمد الشرقاوي فقد عُرضت له لوحة ''طلسم رقم ''03التي تبقى مفتوحة لقراءات وتفسيرات عديدة وتحتاج إلى مجهود ذهني لـ ''فك طلاسمها'' وتأويلها،ونفس الشيء ينطبق على لوحة''الشك'' للفنان علي خوجة التي كانت مليئة بالضبابية والرمزية المنطلقة من تأثره بسحر المذهب التجريدي المعاصر، وعُرض لبول غيراغوسيان''المسيرة الطويلة'' وهي ذات أبعاد سياسية اجتماعية مرتبطة بالأوضاع العربية، بينما أبدع الفنانون الجزائريون المعاصرون من خلال لوحتي''المتسولة'' لمحمد إسياخم و''طوطم'' لمحمد خدة المتخصصين في إبداع روائع الفنون الإسلامية،فجاءت لوحات كل هؤلاء على شكل توليفة متناغمة بين المدارس الفنية الأوروبية الحديثة والموروث العربي الإسلامي العريق الذي ظهر واضحاً في لوحة كل فنان وإن قال بالحداثة وحدها· بعدٌ إنساني والملاحظ أن هذه اللوحات النادرة التي عرضت لأول مرة في الجزائر قد اعتمدت على مصدرين أساسيين وهما التيارات الحديثة للفن العالمي التي تعيد النظر في النزعة الفنية التشكيلية الكلاسيكية وتنادي بقيم الإنسانية والحرية، والمصدر الثاني هو التراث القديم للعرب من صناعة تقليدية وزخرفة ومنمنمات ورسوم فسيفسائية وخط · المعرض جاء متنوعاً ثرياً قدم فيه الفنانون العرب تشكيلات جمالية زاخرة بالدلالات والرموز الفنية انطلاقا من هواجسهم الذاتية التي تجسدت في لوحات إبداعية جميلة، وقد أبرز المعرض قدرات الفنان التشكيلي العربي وأحاسيسه الجمالية وهو ينطلق من خصائصه البيئية لإيجاد صيغ تعبيرية ملائمة لهمومه وقضاياه ومواقفه الفكرية وتطلعاته، وقد صرح رئيس معهد العالم العربي بباريس دومينيك بوديس أن مقتنيات المعهد لما أبدعه الفنانون العرب المعاصرون تمثل''إرثاً إنسانياً وملكاً للبشرية التي ترى في مضامين الإبداع العربي تاريخاً جوهرياً لا يمكن إهماله في كتابة التاريخ الإنساني'' وأضاف أن هذه الإبداعات تعبر عن ''انفتاح حضاري إنساني جسدته التيارات الفنية المتعددة التي يتبعها الفنان العربي ويتفاعل معها بإضافاته الإبداعية''·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©