الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نصف جواب

19 فبراير 2014 23:59
لا يحبذ الكثير ممن التقيهم هنا وهناك من زملاء إعلاميين، ومن خبراء فنيين، ونقاد رياضيين، أن يكون المنتخب المغربي لكرة القدم برغم وفرة اللاعبين المتواجدين فضاء أجود وأرقى الدوريات الأوروبية في عداد المبعدين بأحكام التصفيات عن كأس العالم 2014 بالبرازيل، أن يتخلف للمرة الرابعة على التوالي عن عرس المونديال، هو من كان أول المنتخبات العربية المتخطية للدور الأول من نهائيات كأس العالم سنة 1986 بالمكسيك وألا يكون قد حقق طوال نصف قرن من حضوره في كأس أمم أفريقيا سوى لقب وحيد يعود بالتمام والكمال لثمانية وثلاثين عاماً. ولكل هؤلاء ممن أشعر كمغربي بشديد الحرج عندما لا أستطيع أن أشفي لهم غليلاً، الحق في أن يستغربوا وفي أن يتحيروا وفي أن يعيوا بالسؤال، وقد يكون الحال البئيس الذي تعيش عليه كرة القدم المغربية ممثلة في اتحادها الذي هو الصانع الأول للقرارات الكبرى مبطلاً للعجب الذي يتملكنا جميعاً من هذا الهبوط الحاد للمنتخب المغربي في سلميه العالمي والقاري، هو من يحتكم على قاعدة كبيرة من اللاعبين المميزين يجري تكوينهم بأرقى مراكز التكوين بالقارة العجوز لا يقايض أكثرهم في الانتماء للوطن. اليوم والمغرب على بعد عشرة أشهر من استضافته لنهائيات النسخة الثلاثين لكأس أفريقيا للأمم، يكون «أسود الأطلس» قد أمضوا ما لا يقل عن ثلاثة أشهر من دون ربان فني، ومن لا ربان له لا هوية له ولا خارطة إعداد لاستحقاق قاري يلقي بالأعباء، وحتى الأحلام ثقيلة على الأكتاف، وكيف لهذا المنتخب أن يكون له ربان واتحاد الكرة ليس له اليوم سوى إدارة لتصريف الأعمال بعد أن أبطل الاتحاد الدولي لكرة القدم ما انتهت إليه الجمعية العمومية للعاشر من نوفمبر الماضي بسبب تمرد معلن على الأنظمة المعيارية الصادرة عن المؤسسة الدولية. بالقطع نحن أمام أزمة تدبير مستفحلة تكاد تكون مستعصية على الحل، أزمة ترتبط بالهياكل وبالنخب المسيرة، وأيضاً بالقاعدة القانونية والفكرية، التي على أساسها تفوض كرة القدم لأشخاص بعينهم إدارة حاضرها، الذي هو بالتأكيد جزء من مستقبلها، وإذا ما ضربت الأزمة قمة الهرم ومركز القرار متى كانت لها تداعيات خطيرة على المشهد الكروي بكامله، ويكون مؤلماً أن تصل هذه الأزمة إلى معقل الحوار والنقد فيجنح من يحملون مسؤولية تفتيت الواقع الكروي وتبرير هذا الكم الكبير من السقطات والخيبات لأسود الأطلس ولكرة القدم المغربية إلى دغدغة الأزمة وليس إلى تفكيك عناصرها، ما يموه الحوار ويبعده عن مركز الأزمة. كرة القدم المغربية التي هي صورة من كرة قدم عربية قائمة على نفس المشتركات، تحتاج فعلاً إلى ما يطابقها مع إمكاناتها البشرية ومع مرجعياتها التاريخية لتتوقف عن ممارسة الهدر في حق ملكاتها، تحتاج إلى فكر جديد وإلى قادة جدد، وما هذا إلا نصف الجواب. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©