الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

دانيال أولبرايتو: الفن يجسد أرقى معاني السلام والتسامح

دانيال أولبرايتو: الفن يجسد أرقى معاني السلام والتسامح
12 مارس 2019 03:03

أحمد النجار (دبي)

استطاع راقص الباليه الأميركي «دانيال أولبرايتو» توظيف الباليه لخدمة قضايا إنسانية مثل مكافحة مرض السرطان، حيث بدأ مشروعاً خيرياً منذ تسع سنوات مع أحد أصدقائه، ونفذ فكرة مشروع فني بعنوان «الرقص ضد السرطان»، وهي مبادرة لصالح جمعية السرطان الأميركية. تذهب عائداتها إلى خدمة ورعاية وعلاج المرضى. وأضاف دانيال الذي تصفه الصحافة العالمية بأنه «أفضل راقص باليه في العالم»، في حوار حصري لـ«الاتحاد»، أثناء تقديم عرض لفرقته «Stars of American Ballet» بـ «دبي أوبرا» مؤخراً، أنه لا يزال يتطلع للعب دور أكبر في مساعدة مرضى السرطان من مختلف البلدان من أجل عالم خالٍ من هذا المرض الخبيث.

لغة عالمية
ولم يخفِ دانيال حماسته في الرقص أمام جمهور مختلف ومتنوع الثقافات والأعراق في دبي، التي يزورها للمرة الأولى، حيث وصفها بـ«الفرصة الرائعة» لتقديم ملحمة فنية راقصة تعكس إشراقة الروح الثقافية وأجواء الرقص في نيويورك، وأوضح أن: الرقص لغة عالمية يمكن فهمها في أي مكان في العالم، حيث يمكن أن يكون الرقص مشهداً شائعاً على موسيقى سريعة، كما يمكن أن يكون شيئاً بطيئاً على موسيقى هادئة، ومهما يكن الأمر، مهمتنا أن نستحضر ردود الفعل والمشاعر المختلفة لدى الناس.
والباليه بالنسبة إليه هو التعبير واللغة التي قضى سنوات طويلة محاولاً إتقانها، إنه فن التحدث عاطفياً من خلال جسدك، لنقل الانفعالات الداخلية وشحنات المشاعر إلى الجمهور، من خلال تجسيد المآثر الجسدية المثيرة للإعجاب التي يقدمها الراقصون، عبر حركات مذهلة يؤديها بارعون يرتدون أزياء رومانسية بتصاميم مذهلة، وأشخاص حقيقيون لديهم القدرة على إبداع هذا الجمال.

سلام وتسامح
ولفت دانيال إلى أن الباليه يمكن أن يكون أداة لتعزيز السلام والقيم لأن أي شخص يستطيع الرقص، وهو أمر قد لا نراه طوال الوقت، ولكن الباليه لديه القدرة على استثارة الاستجابة العاطفية، وبالنسبة لي آمل في استخدامه كرسالة للجمال والحب والتعايش، فمن خلال نشر الجمال المادي والموسيقي يمكن للجماهير بصرف النظر عن مستوى خبرتهم في الفن، أن يقدّروا الباليه، ويكونوا جزءاً منه.
ويرى دانيال أن هنالك عناصر مشتركة بين قيم التسامح والثقافة والفنون ومنها الباليه، مشيراً إلى أن الكثيرين يستعينون بالباليه والفن كأسلوب للتعبير عن رسالة ما، أو بغية الترويح عن النفس. وبالنسبة لي فدائماً هناك علاقة متبادلة بين التسامح والفن، وأعتقد أن المشاعر الراقصة التي ستراها في هذا البرنامج الخاص لنجوم الباليه الأميركيين ستظهر سحر الباليه وقدرته على تحقيق هذا الارتباط البشري، فالناس يلجؤون إلى الفن من أجل هذا الملاذ، ويبحثون من خلاله عن التأقلم أو الاستشفاء. وآمل أن ينظر الناس إلى الفن كقوة شافية بغض النظر عن مكان وجودهم، خاصة في وقت يكون فيه من المهم جداً استخدام موهبتك في خدمة المجتمع ومحاولة تغيير العالم.

فرصة مهمة
وبالحديث عن الباليه كفن لم يكتسب بعد شعبية في العالم العربي، قال دانيال، إن عرضه في «دبي أوبرا»، فرصة مهمة لنشره في منطقة الشرق الأوسط، ويثمن دانيال دور وسائل الإعلام في نقل تلك العروض وتجسيدها بلقطات رائعة لنقلها إلى الجمهور حتى يعرف الناس مقدار التفاني ومدى العمل الذي يتم إنجازه في كل أداء، فمن يسمع كلمة الباليه، يفكر تلقائياً في «بحيرة البجع» أو «كسارة البندق»، وهذه بالطبع من الأعمال الفنية الضخمة في عالم الباليه، ولكن هناك أيضاً الكثير من المشاهد الأخرى يمكن إظهارها وجذب المشاهدين للتفاعل معها بسهولة ومتعة.

مرض والدته
استطاع دانيال تأسيس فرقة «نجوم الباليه الأميركي» منذ قرابة عشر سنوات، بعد أن تم تشخيص مرض والدته بالسرطان، وقرر أن يهديها عرضاً خاصاً في فلوريدا، لكنه وجد نفسه أمام جمهور عريض يقترب من ألف شخص، ليتحول مشروع نشر الباليه من كونه قضية شخصية بالنسبة له إلى رسالة حقيقية، ومنذ ذلك الوقت أدرك أن ثمة حاجة لنشر الباليه، ليس فقط في المناطق الحضرية الكبرى مثل نيويورك ودبي وباريس ولندن، ولكن ثمة أيضاً الكثير من المجتمعات الأخرى، حيث الناس لا يملكون الفرصة لمشاهدة الباليه، موضحاً: خططنا المستقبلية هي تثقيف الجماهير ببرامج وعروض من الدرجة الأولى في كل مكان، ومنح دروس الدورات التدريبية، وبالطبع التعليم.

«الباليه» التزام وشغف
راقص الباليه الناجح في رأي دانيال يحتاج إلى التزام عقلي وجسدي، وشغف وحس موسيقي. فالراقصون هم من أذكى الناس، ويجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات في جزء من الثانية، والتعبير عنها في ظل ظروف شديدة للغاية، وأن يكونوا قادرين على نقل الجمال، وهذا أمر صعب للغاية. ويعتقد أن الراقصين يجب أن يكونوا رياضيين وموسيقيين وفنانين، وعليهم أن يبثوا ويعبروا عن الأحاسيس المختلفة، وبالطبع فإن التدريب القاسي مهم للغاية، وكذلك الدعم للقيام بهذه المهنة، ولذلك كان والداي مقتنعان بي، ما أتاح لي اتخاذ هذه الخطوة بمفردي، وهذا جزء من سبب وجودي هنا، فأنا أريد أن ألهم الناس لتحقيق الأهداف التي يريدونها في الحياة، وتلك هي المكونات الأساسية لأي مهنة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©