الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقاهي الشعبية تعكس تغيُّرات المجتمع في سوريا

3 مايو 2009 03:10
يعكس المقهى الشعبي في سوريا تغيرات المجتمع السوري، إذ بات الشبان والنساء من رواده، لكنه حافظ في الوقت نفسه على مكانته التاريخية أمام اجتياح المقاهي الحديثة مؤخراً أرصفة العاصمة دمشق• وقال أحد العاملين في مقهى ''الهافانا'' العريق في وسط دمشق التجاري لوكالة ''فرانس برس''، متذكراً الماضي ''في الأربعينات من القرن الماضي كان كل مقهى يتميز عن الآخر بالشخصيات السياسية والثقافية البارزة التي كانت ترتاده• فرواد المقهى كانوا ينقسمون إلى قطاع فكري وسياسي يتزعمه المفكران زكي الأرسوزي وصدقي إسماعيل، وتيار أدبي يمثله شاكر مصطفى وعبد المطلب الأمين وسعيد حورانية''• وقال المحامي عدنان طبنج الذي يرتاد يومياً منذ 40 عاماً مقهى ''الكمال'' المجاور ''كان رواد الكمال من جماعة السياسي السوري أكرم الحوراني (1911-1996)• لكن طرأ تحول عند استلام حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم، فأصبح الحراك السياسي محدوداً، واقتصر دور النشاط في المقاهي على المجال الاجتماعي الترفيهي''• وأضاف ''تغيرت الأمور بعد تولي بشار الأسد الرئاسة وطرح برنامج التغيير، فارتاد الشباب الراغبون في إعادة العمل المدني في المؤسسات، المقاهي بعد أن كانت وقفاً على كبار السن''• ويقول الأديب عادل أبوشنب ''لم يكن الشباب يجرؤون على دخول المقهى بسبب وجود كبار الشخصيات التي كانت تنظر إليهم بازدراء''• ويتذكر انه دخل مقهى ''البرازيل'' الذي كان يجمع نخبة السياسيين قبل هدمه نهاية خمسينيات القرن الماضي، بشفاعة الأديب سعيد الجزائري• غير أن عدد رواد المقهى الأصليين بدأ في الانحسار بسبب ''غزو'' الشبان الذين استهوتهم عادة دخان المعسل (النرجيلة) الشائعة في المقاهي منذ ثماني سنوات• وأبدى طبنج أسفه لأنه ''سابقاً، لم يكن يدخن النرجيلة من كان عمره دون الخمسين، أما اليوم فأصبحت النرجيلة عادة اجتماعية مقبولة حتى بين النساء''• ويعلو صوت خليل الجالس على الطاولة المجاورة قائلاً ''يعود سبب ارتياد عدد كبير من الشباب المقهى إلى البطالة المرتفعة، وهي ظاهرة لم تكن ملموسة في الماضي، وأيضاً ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس التي برزت منذ سنتين''• وانعكس ارتياد الشباب على طابع عدد المقاهي، إذ رضخت إدارة مقهى ''الروضة'' التاريخي مؤخراً لمتطلباتهم وقامت بتجهيزه بشاشات عرض كبيرة لنقل البرامج الفنية والمباريات الرياضية• أما حكمت، أقدم العاملين في المقهى، فأوضح أنها قامت بتنويع لائحة مشروباتها بعد أن كانت تقتصر على القهوة والشاي والنرجيلة إرضاء لزبائنها الجدد• وتحدث أبوشنب عن ظاهرة دخول النساء بكثافة الى المقهى حيث ''تشكل نسبتهن 40% من الحضور ونصفهن من المختمرات''• وذكر أن الأديبة السورية كوليت خوري كانت أول من كسر الحاجز عندما ارتادت مقهى ''البرازيل'' في بداية ستينات القرن الماضي•
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©