الأكثرية تهدد بالعودة إلى خيار النصف +1

أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للمرة الثامنة جلسة الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة امس الى يوم الاثنين المقبل 17 ديسمبر بسبب استمرار الخلافات حول مخرج التعديل الدستوري الذي يسمح بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية· في وقت هددت ''الأكثرية'' البرلمانية بانتخاب الرئيس بأغلبية ''النصف +''1 ما لم ترضخ المعارضة للأصول الدستورية وتمرر مرسوم تعديل المادة 43 من الدستور عبر الحكومة الحالية· وقال مصدر في فريق الأكثرية لـ''الاتحاد'' إن الأمور وصلت الى نقطة التحدي وأن ''قوى 14 مارس'' ترفض أي خرق للدستور أو ابتزاز سياسي من فريق المعارضة وتدرس جدياً خطوة انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفه، بعد فشل التوافق على إيصال قائد الجيش الى سدة الرئاسة· واوضح وزير الاتصالات مروان حمادة بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير أن ''الاكثرية'' ستعقد لقاءات على صعيد القيادة والهيئة العامة لـ''قوى 14 مارس'' لاتخاذ موقف من استمرار الفراغ في قصر بعبدا· فيما قال النائب وائل ابو فاعور انه يجب عدم استبعاد أي احتمال سواء انتخاب رئيس جمهورية بالنصف +1 ام لا· وقال وزير الشباب والرياضة احمد فتفت باسم الحكومة ''قمنا بكل المحاولات الضرورية لملء الفراغ الرئاسي الذي يهدد حياة لبنان كمؤسسة سياسية لكن للأسف يبدو ان الفريق الآخر (المعارضة) همه ان يسجل نقطة اعلامية او سياسية او يحاول ان يحصل على مكسب ولا يريد باي شكل من الاشكال التوصل الى حل للازمة· وعن توقعه ان يطول أمد الأزمة الى مارس المقبل في ظل قرب انتهاء الدورة العادية للبرلمان آخر ديسمبر الحالي، قال ''هذا الكلام خطير جدا··بالتأكيد اذا لم نستطع ان نجد حلا قبل نهاية الشهر فهذا يعني ان الازمة ربما قد تطول لأسباب بينها ان تكون هناك دورة تسمح بإقرار التعديل الدستوري''، محذرا من انه كلما تأزم الوضع تظهر عملية من هنا وعملية من هناك او تفجير او غيره يهدد حياة نواب ووزراء الأكثرية''· واكد عدم التنازل عن خيار ''النصف + ،''1 وقال ''بقراءتنا للدستور نحن نعتبره خيارا نحتفظ به لملء الفراغ ولن نقبل بأن يكون هناك فراغ في شكل دائم في الدولة اللبنانية''· وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية امس شملت كلا من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حيث اطلعهم على اجواء التطورات والمعوقات المستجدة التي تساهم في تعطيل الانتخابات واستمرار الفراغ· واكد السنيورة خطورة استمرار الفراغ، وعرض حقيقة قرار التعطيل الحاصل، مشيرا الى ان هذا التعطيل يدل على ان القوى المعارضة لا تريد انتخاب رئيس وتريد استمرار الفراغ· وبدا لافتا وفق الكثير من المعطيات تراجع حظوظ الجنرال سليمان للرئاسة واحتمال امتداد ''الفراغ'' في الرئاسة الى مارس المقبل، حيث ان البرلمان حتى ذلك التاريخ واعتباراً من نهاية الشهر الحالي يعتبر في اجازة دستورية· في وقت قال نائب رئيس المجلس السياسي في ''حزب الله'' محمود قماطي ان مرشح المعارضة الوحيد للرئاسة هو النائب ميشال عون اذا لم يتم التوافق مع فريق الاكثرية على سلة التفاهمات التي طرحها· ونفى وجود اي خلاف بين بري واي من المعارضة· وكان نواب الاكثرية اعلنوا في بيان ان اي جلسة برلمانية يجب ان تكون مخصصة فقط لتعديل الدستور لانتخاب الرئيس وإلا فلن يتوجهوا الى المجلس تعبيرا عن رفضهم لاي خرق دستوري او ابتزاز سياسي· واكدوا على وجوب الدعوة فورا الى جلسة عاجلة تخصص لتعديل الدستور في ضوء المبادرة التي تقدمت بها قوى 14 مارس لترشيح العماد سليمان للرئاسة الجمهورية· وقال النائب انطوان اندراوس (الاكثرية) ان المعارضة لا تريد الانتخابات بتاتا، واضاف ''كنت مقتنعا ولا ازال ان مرشح المعارضة هو الفراغ··الفراغ والفراغ والفراغ وتعطيل الدستور''· فيما استبعد النائب مصطفى علوش (الاكثرية) حصول الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء السنة، مشيرا الى انتهاء الدورة العادية للمجلس النيابي في آخر ديسمبر وعطلة الاعياد التي تسبقها (الاضحى والميلاد ورأس السنة)· وتنتهي الدورة العادية للبرلمان آخر الشهر، بينما تبدأ الدورة العادية المقبلة في اول يوم ثلاثاء بعد 15 مارس· ورئيس الجمهورية في لبنان هو المخول بالدعوة الى عقد دورة استثنائية للمجلس النيابي· وفي الوضع الحالي، يعود الى الحكومة برئاسة السنيورة التي تسلمت صلاحيات الرئيس منذ شغور موقع الرئاسة في 24 نوفمبر ان تدعو الى هذه الدورة· يضاف الى ذلك ان الدستور يحظر على النواب اقتراح قوانين خلال دورة استثنائية، وبالتالي يعود الى الحكومة ان تطرح مشروع تعديل الدستور بما يتيح انتخاب قائد الجيش رئيسا· الا ان عدم اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة قد يحول دون حصول الدورة الاستثنائية ودون مرور التعديل الدستوري· وفي ظل التعثر الحاصل، راى اندراوس ان الخيار الوحيد المتبقي هو عقد جلسة لمجلس النواب بنصاب النصف زائد واحد لانتخاب رئيس، وهو ما تعتبره المعارضة غير قانوني متمسكة بنصاب ثلثي اعضاء مجلس النواب لانتخاب رئيس· وقال اندراوس ''اذا لم يسيروا في تعديل الدستور ولم نتمكن من انتخاب سليمان، يبقى لنا خيار النصف زائد واحد وانا منذ اليوم الاول مع النصف زائد واحد، في ظل الكذب والنفاق الحاصل''· فيما اكد علوش ''اذا لم نتمكن من تعديل الدستور لانتخاب سليمان، واذا لم ننتخب رئيسا، علينا ان نعود الى مرشحينا الاساسيين النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود او غيرهما''·