7 ابريل 2008 02:37
أكدت اكتشافات قام بها فريق من علماء الآثار من الشارقة وألمانيا أن الانسان استوطن أرض دولة الإمارات قبل حوالي 85 ألف عام خلال فترة العصر الحجري القديم·
ووفقا لورقة عمل تم تقديمها خلال الندوة السنوية الخامسة حول ''أحدث الأبحاث والاكتشافات الأثرية في الدولة'' والتي أقيمت في فندق جبل حفيت في مدينة العين فإن أقدم موقع معروف قبل الاكتشافات الجديدة كان يعود لحقبة العصر الحجري الحديث أي قبل حوالي سبعة آلاف و500 عام·
وقد تمت الاكتشافات الأثرية في جبل ''الغاية'' جنوب مدينة الذيد في إمارة الشارقة على أيدي فريق من العلماء من مديرية الآثار بالشارقة وجامعة ''توبنجين'' الألمانية· وأدت تلك الاكتشافات الى إضافة ما يزيد على 75 ألف عام للتقديرات المثبتة حول الحياة في دولة الإمارات·
وأعلن هذه الاكتشافات المهمة البروفيسور هانز بيتر إيربمان المحاضر بجامعة' 'توبنجين'' خلال الندوة· وأشار إلى أن الحفريات التي استمرت لمدة عامين في موقع جبل ''الغاية'' أظهرت أدلة على وجود عدة طبقات من الاستيطان الأثري يمثل أحدثها العصر الحديدي والذي استمر من عام 1300 قبل الميلاد إلى عام 300 قبل الميلاد·
وكذلك العصر البرونزي والذي استمر من عام 3000 قبل الميلاد إلى عام 1300 قبل الميلاد·
آنيات بحرية
وكشفت عمليات التنقيب تحت الطبقات عن وجود أدلة لاستيطان الإنسان للمنطقة خلال حقبة العصر الحجري الحديث·
وأضاف البروفيسور إيربمان أن الحفريات أسفل تلك الطبقة قادت إلى اكتشاف آنيات حجرية من العصر الحجري الحديث في حين تم اكتشاف آنيات بحرية تعود للعصر الحجري القديم في مواقع أعمق بحوالي خمس طبقات·
وأشار الى أن الفحوصات التي أجريت على الطبقات الرملية التي تعلو طبقات العصر الحجري القديم والتي تقع أسفلها أشارت الى أن الطبقات السفلى ربما يعود تاريخها لحوالي 85 ألف عام· بينما يرجع تاريخ الطبقة العليا إلى حوالى 28 ألف عام أي في فترة ازدهار العصر الجليدي·
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الآنيات المكتشفة اختلافها من حيث الشكل عن آنيات العصر الحجري القديم المكتشفة في أفريقيا وآسيا خلال نفس الحقبة· وعبر البروفيسور إيربمان عن اعتقاده بأن ذلك يوضح أن شبه الجزيرة العربية كانت آنذاك تلعب دورا هاما في انتقال الإنسان من افريقيا إلى آسيا·
كما تم أيضا اكتشاف آنيات تعود للعصر الحجري القديم في منطقة الفيلى الواقعة على الطرف الغربي لسلسلة جبال ''حجر'' وفي جبل ''بركة'' غرب أبوظبي·
وتم خلال الندوة التي أقيمت تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتراث والتاريخ التابع لنادي تراث الإمارات·· تقديم ''''15 ورقة عمل حول الاكتشافات الآثرية الحديثة في الإمارات·
وتضمنت أوراق العمل الأخرى تقريرا حول مواقع ''صهر النحاس'' في منطقة ''وادي الحلو'' بالشارقة إبان العصر ''البرونزي'' ودراسة حول المواقع الساحلية في منطقة الحمرية بالشارقة وتقريرا عن موقع يعود للعصر الحجري الحديث في جزيرة ''عقب'' بأم القيوين ودراسة عن
''قرية جبلية'' تعود للعصر الإسلامي في الفترة ما بين القرن السادس عشر والثامن عشر الميلادي وذلك في إمارة رأس الخيمة· كما تناولت التقارير والأوراق المقدمة أيضا برنامج ترميم المباني التاريخية في العين والذي تنفذه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وكذلك دراسة الآنيات المكتشفة في جزيرة دلما بالمنطقة الغربية لأبوظبي والتي يعود تاريخها للعصر الحجري الجديد·
وتم خلال الندوة تقديم أوراق عمل تناولت نتائج المسح وحفريات انقاذ الآثار والتي أجريت في وادي ''مضب'' بالفجيرة وذلك بتمويل من إحدى الشركات في دبي والتي تخطط لإقامة مشروع سكني في الموقع وهي المرة الأولى التي تقوم فيها شركات التطوير العقاري بتمويل عملية لإنقاذ الآثار· وأكد الدكتور حسن النابودة مدير ''مركز زايد للتاريخ والتراث'' أن الأوراق التي تمت مناقشتها خلال الندوة توضح أن هناك الكثير من الآثار التي لم تكتشف بعد حول تاريخ دولة الإمارات وإنسانها· وأشاد بالتعاون الوثيق بين مختلف الدوائر المعنية بالآثار في الدولة والجامعات والمؤسسات الأكاديمية من داخل الدولة وخارجها مؤكداً أن العام الحالي سيشهد مزيدا من الاكتشافات الأثرية الهامة·
المصدر: العين
عدد اليوم
