تماماً كما النسمة، تطل خفيفة على المشاهد بين الفترة والأخرى، وعند كل ظهور تترك لديه انطباعاً من نوع استثنائي· سنا نصر مقدمة البرامج التي ارتبط اسمها بالعفوية، أعلنت لـ ''دنيا الاتحاد'' خلال زيارة قصيرة إلى أبوظبي، أنها تحضر حالياً لفكرة برنامج سيكون من إعدادها وتقديمها·· وهي لم تقرر بعد أين سيعرض، ولكنها متفائلة بأنها ستعبر من خلاله عن حلمها المنتظر في مجال الإعلام·
فمنذ آخر عمل قدمته على الفضائية اللبنانية بعنوان ''قلبي دليلي''، استهوتها فكرة التقديم الفردي، وأثبتت بهدوئها المتزن أنها قادرة على إدارة دفة الحوار بجدية محببة بعيداً عن الابتذال· ومن هنا قررت الابتعاد عن البرامج التي يساهم في تقديمها أكثر من مقدم ومقدمة· وكانت لها عدة تجارب في هذا المجال ومن بينها برنامج ''تي تايم'' أو ''وقت الشاي'' الذي كان ظهورها بارزاً فيه، ومع ذلك لم تشعر أنها وسط المجموعة قادرة على إيصال الرسالة كما تريد·
تتحدث سنا نصر عن مشوارها الإعلامي الذي بدأته قبل 12 عاماً بكثير من الرضا عن النفس؛ لأنها تتعامل مع مهنتها من باب القناعة ولا تلهث وراء النجومية العمياء· بل على العكس، فقد لحقت بها الشهرة من غير ميعاد· وربما ساعدها صدق المشاعر وما تتحلى به من تواضع وتلقائية على الدخول إلى قلب المشاهد من دون استئذان· نسألها عن رأيها بموجة اقتحام الإعلاميين والفنانين من الجنسين لمجال الإعلانات، والتي كان لها نصيب وافر منها، فتجيب بكل صراحة أنها لا ترى عيباً في ذلك، والأمر بالنسبة لها مشروط بالشكل الذي يظهر به الإعلان· وتوضح أنه على الرغم من تخصصها في الإعلام إلا أنها دخلت إليه من باب الإعلانات، حيث بدأت حياتها المهنية كوجه إعلاني· وتضيف: ''أنا دقيقة في انتقاء المنتجات التي أقدمها، ومعظمها ألعب فيها دور الأم، وأنا في الحقيقة أم لابنتين الأولى عمرها 14 عاماً والثانية تسعة أعوام''·
وهي غير قلقة على مستقبل الإعلام الهادف بالرغم من تزاحم المقدمين والمقدمات من خارج الوسط على الفضائيات، ولا تعتبر أن البرامج الجيدة مهددة بالاندثار؛ لأن العمل المحترم يفرض نفسه، والمقدم المحترف لا يمكن لأحد أن يخطف مكانه· وتعتبر أنه من غير العدل وضع كل ما يعرض على شاشات التلفزة بالكفة نفسها، فهنالك برامج تعتمد للانتشار على الديكور وشكل المقدمة، وبرامج أخرى تركز على المضمون وخبرة المقدم ووزن الضيوف· أما هي فتستهويها برامج الألعاب والمسابقات المباشرة والتي تقربها أكثر من الجمهور، وكذلك برامج المنوعات وقضايا المجتمع· وهي تقدم حالياً برنامج ''اللوتو اللبناني'' الذي ينتظره آلاف اللبنانيين على شاشة ''إل· بي· سي'' الأرضية· وعلى الرغم من روتينية البرنامج القائم على الترقب وإعلان أرقام الكريات الرابحة، إلا أنها أضافت إليه نكهة حماسية تلطف الأجواء ولا تخلو من خفة الدم· وبحسب ما ذكرته أنها تلقت كثيراً من العروض للعمل في محطات تلفزيونية خارج لبنان لكنها تفضل البقاء في بلدها، ولا تغادره إلا في رحلات قصيرة تقدم خلالها حفلات المناسبات الاجتماعية والفنية·والمعروف عن سنا أنها لا تدخل أبداً في سجالات مع أحد من الزميلات أو الزملاء، ولا ترضى التعليق على أداء الآخرين؛ لأنها على قناعة بعدم دسّ أنفها بما لا شأن لها به· ومع هذه الشخصية المحايدة والمسالمة في آن، ليس من المستغرب أن تكون كل صداقاتها من خارج الوسط الإعلامي وتحديداً من أيام الطفولة والدراسة·
وفي زيارتها الأولى لأبوظبي، عبرت سنا عن إعجابها بهذه المدينة الهانئة كما وصفتها، والضاجة بالأحداث الثقافية، إذ فوجئت بمظاهر الحضارة والرقي التي شهدتها في مختلف المجالات· وكانت حريصة على زيارة المرافق السياحية كافة التي سمعت عنها في مختلف إمارات البلاد·
عدد اليوم
