الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السكن المشترك.. كورس بهدلة

السكن المشترك.. كورس بهدلة
22 ديسمبر 2007 23:00
القصص المؤثرة أكثر من أن تحصى بدأناها مع نيفين·ج· من إحدى دول الشام التي قالت: ''جئت عام 2004 حاملة شهادة بكالوريوس في اللغة العربية وأحلاماً كثيرة· كان أول مطب واجهته هو السكن، حيث اضطررت للعيش مع حشد من الفتيات في إحدى الشقق التي استأجرتها صاحبتها ''بالباطن'' مستغلة الفتيات مادياً، فضلاً عن الأجواء غير الصحية للمكان· كنت أنقدها شهريا 1500 درهم نظير سرير في غرفة تقتسمها ثلاث فتيات، وعانيت الأمرّين جراء النور المضاء طوال الليل والضجيج وعدم مراعاة أي خصوصية، إضافة إلى مشكلتي مع الكفيل، فعندما شارفت تأشيرة الزيارة على الانتهاء اضطررت للعمل بوظيفة في أحد المطاعم، وحين وجدت وظيفة تلائم تخصصي كمترجمة رفض الكفيل نقل كفالتي مشترطاً علي دفع مبلغ كبير''· جواز السفر لضمان الأثاث! قصتنا الثانية بطلتها زهراء·ك· من المغرب، وصلت العام الماضي فكانت بدايتها في سكن مشترك مع 6 فتيات عربيات، تروي تجربتها بغصة: ''عانينا الكثير من صاحب الشقة الذي مارس ضدنا كافة أشكال الضغوط، والكثير من الممارسات اللإنسانية أقلها حجز جواز السفر ومبلغ مالي كضمان للأثاث البسيط، فانطلقت للعيش في ''أستوديو'' مع فتاة مارست ضدي إرهاباً جديداً بدورها! فاشترطت علي دفع 2000 درهم شهرياً زاعمة أنها تدفع سنوياً 40000 درهم، لكنني اكتشفت أن الإيجار 20000 ألف فقط، وأنها استغلتني لأنني لا أحمل تأشيرة عمل، وأحمل تأشيرة زيارة أجددها عبر السفر والعودة كلما انتهت''· سرقة أما أمل·م· خريجة إعلام من سوريا فجاءت وهي تحلم بأن تتحول إلى أسطورة، تقول: ''اصطدم حلمي بالحاجز الأول وهو السكن المشترك مع فتاتين، الأولى سرقتني، والثانية أوقعتني في علاقة آثمة! وهكذا ساهم السكن المشترك في تدميري بعد أن عجزت عن السكن لوحدي نظراً لغلاء الأسعار الفاحش، فكيف لي أن أدفع 30 ألف درهم أو أكثر للسكن وأنا أعمل في الإعلان براتب لا يزيد عن 3000 درهم''· إقامة بالإكراه المعاناة الرابعة كانت للفتاة فرح·ق· من لبنان (كوافير في أحد الصالونات)، تقول: ''منذ قدمت هنا للعمل بتأشيرة زيارة لم أعرف من الفرح إلا الاسم، فقد أرغمتني ربة عملي على النوم في الصالون بعد الدوام لمدة شهر كامل، شعرت فيه برهاب الاختناق، نقلتني بعدها لمرحلة أخرى من العذاب لسكن مشترك مع 12 فتاة من جنسيات متعددة، فعشت موتاً بطيئاً مع نفسيات وثقافات مختلفة، وشربت المر جراء سوء المعاملة والسرقات والتعرض الدائم لسماع الإهانات والألفاظ النابية والسلوكيات المنحطة التي أخجل من تذكرها''· سجين بمقدم 3 أشهر من حواء ننتقل لآدم الذي لا يعيبه شيء كما يقال، لكن واقع الحال يقول غير ذلك، فها هو الشاب يونس·ن· يقول بحرقة: ''جئت من مصر بتأشيرة وفرها لي صديق نظير مبلغ مالي، وانتقلت بعدها لسكن مشترك مع شباب من جنسيات مختلفة، قاموا من دون سبب مفهوم بتنظيم عصبة ضدي فسرقوا مالي واعتدوا علي بالضرب، وعندما حاولت الانتقال لسكن مستقل جابهتني مشكلة ارتفاع أسعار الإيجارات الجنونية حيث وصل الأستوديو لخمسين ألف درهم وأكثر، فاضطررت للبقاء على ''مجنوني الأول''، ثم انتقلت للعيش مع شباب آخرين سببوا لي أزمة ضمير بعدما اكتشفت أنهم يجلبون فتيات رخيصات من دون أن أكون قادراً على ردعهم، خاصة بعدما تورطت ودفعت مقدم 3 أشهر كما اشترط المالك، وليس لدي مال آخر لسكن بديل فرضيت بنصيب لا يشبه سوى السجن''· أحمد·ص· شاب فلسطيني، سرد قصته بأسى قائلاً: ''على الرغم من وضعي الممتاز حالياً، لا يمكنني نسيان تجربتي الأليمة عندما فصلت تعسفياً من عملي السابق من دون مكافأة نهاية خدمة أو مستحقات، فاضطررت لترك شقتي لسكن مشترك مع شباب من جنسيات مختلفة، وحصلت بعد تعب على غرفة خشبية ''بارتيشن'' بشقة يسكنها أكثر من 20 شخصاً عدا زوارهم! كانت عبارة عن صندوق عرضه 1,5 وطوله 3 أمتار نظير 700 درهم قفزت لألف بتبدل المالك! حاولت في البداية وضع سرير ولكنني اضطررت لرميه مستعيضاً بمفرش لأن المساحة لا تكفي، كانت الفوضى لا تطاق حتى وقت متأخر ليلاً، أما رائحة المطبخ فكانت تزكم الأنوف، والحمامات تعج بالقذارة، كنت أضطر للتنظيف كرهاً للقذارة، فاستغلوني واعتبروني خادماً لهم! لا أصدق أنني عشت في ذلك القفص 7 أشهر من دون إخبار أهلي بالأمر حتى حصلت على وظيفتي الحالية''· أما بدر الدين (سائق تاكسي بالعمولة)، فقال: ''في الماضي كان السكن رخيصاً، أما اليوم فقد التهم ارتفاع الإيجارات كل رواتبنا ومدخراتنا· أنا أقيم حالياً مع 6 أشخاص في غرفة إيجارها الشهري 3000 درهم، وحالنا أفضل من آخرين تضم غرفهم الصغيرة 10 نزلاء أو أكثر''! حالة تصعب على الكافر وقفتنا الأخيرة كانت أكثر من مؤلمة مع كوكبة من العمال المصريين، تصدرهم محمد مسعد ليتحدث شاكياً باسمهم جميعاً: ''نحن أكثر من 35 عاملاً وضعونا في غرفتين في ''كامب'' عمال من دورين، حيث يضم 300 عامل يشتركون في خمسة حمامات ومطبخ واحد فقط! فتدبرنا أمرنا، كل 17 شخصاً في غرفة بثمانية أسرة مزدوجة (ناس تنام على الأسرّة وناس على الأرض وناس وهي جالسة!) مأساتنا بدأت منذ أشهر، فقد كنا مخالفين على وشك مغادرة البلاد حتى جاءنا مندوب إحدى الشركات طالباً منا البقاء زاعماً أنه سيصحح أوضاعنا وسيصدر لنا التراخيص، ثم أخذ من كل عامل مبلغ 1000 درهم لاستصدار إقامة لم نر لها أثراً ونحن بلا عمل 3 أشهر حتى شحذ بعضنا اللقمة!! وبعد انتظامنا بالعمل فؤجئنا بالشركة تخصم منا 200 درهم شهرياً كإيجار للسكن، ولم تنته مفاجآتها عند هذا الحد، فقد أرادت قطع الكهرباء والماء والغاز تمهيداً لطردنا من هذا السكن الرث التعيس، بدعوى المخالفات والغرامات الكبيرة المترتبة علينا'·'
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©