الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كل القادة كانوا في مزاد لاستعراض القوة أمام صدام

9 ابريل 2008 02:06
روى قائد عسكري عراقي سابق في كتاب ألفه جانباً من وقائع الانهيار المفاجئ لجيش بلاده قبيل الاحتلال الأميركي، قائلا إن جميع القادة كانوا يتسابقون إلى استعراض القوة لطمأنة رئيس النظام العراقي السابق الراحل صدام حسين· وقال قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني، الفريق الركن رعد مجيد الحمداني في كتابه ''قبل أن يغادرنا التاريخ'' إن صدام بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 ''بدا كمسيح مسلح ليخلص الناس من شرور الشيطان الأميركي''· وأضاف أن بقاء الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون فترتين رئاسيتين كان ''رحمة من السماء للنظام العراقي للاستمرار في الحياة السياسية والعملية ثم جاءت هجمات 11 سبتمبر2001 كأنها هبة السماء الهابطة على الرئيس الأميركي جورج بوش''· ورفع بوش عقب الهجمات شعار الحرب على الإرهاب وشن حربا على أفغانستان في أواخر عام 2001 أنهت حكم حركة ''طالبان'' هناك لأنها كانت تستضيف تنظيم ''القاعدة'' بزعامة أسامة بن لادن· كما قادت الولايات المتحدة تحالفاً غزت به العراق في مارس 2003 وأسقطت نظام صدام· وقال الحمداني ''إن الاحتلال الأميركي البريطاني تحت شعار الحرية للعراق كان صدمة عظيمة لكل حالم بفردوس الحضارة الغربية بالمعايير والقيم الأميركية'' وأضاف ''كلي أسف وحسرة لضياع حقوق شهدائنا في الحرب الأخيرة وحقوق عوائلهم المعنوية والمادية فكانوا ضحية لجريمة أخلاقية ارتكبت بحقهم بعد الحرب لعدم الاعتراف بحق هؤلاء في الدفاع عن وطنهم''· وذكر أن العراق قبيل الغزو الأميركي كان في حقيقته هشاٍ وفي الظاهر قوياً متماسكا قادرا على التحدي والصمود وكان جميع القادة ''في مزاد كبير لعرض القوة ولا أبرئ نفسي من هذا·· كان من المعتاد طمأنة الرئيس، للمحافظة على مساحة الأمان الشخصية''· وأوضح أن التيار السائد كان يجبر القادة على ''الكلام الكبير'' حتى لا يتهموا بالجبن والتخاذل· ودلل على ذلك بأنه أوصى بنسف ''جسر القائد'' فوق نهر الفرات لتعطيل عبور القوات الأميركية لكن تلك التوصية رفضت ''لأن السيد الرئيس لم يوافق على نسفه''· واستدرك قائلا إن تدمير الجسر لم يكن ليغير الكثير نظرا للتفوق الهائل للجيش الأميركي ووصول أرتاله إلى مداخل بغداد ليلة الخامس من ابريل 2003 بعد أن دمرتها ألوف الصواريخ والقنابل لتسقط عاصمة العراق في التاسع من ابريل· وذكر أنه منذ الخامس من أبريل بدأت معنويات المقاتلين في الانهيار وخاصة الجنود الذين ''بدأوا ترك دباباتهم وأسلحتهم بشكل تدريجي حتى وصلت أعداد المقاتلين يوم التاسع إلى بضعة جنود وعشرات الضباط في كل لواء قتال''· ورغم الخسارة في القوات العراقية كان صدام ''في معنويات عالية'' ففي اجتماعه مع عدد من القادة في السابع من ابريل ''ظهر رباطة جأش وردد أكثر من مرة أمام الحضور أنه يرى النصر قريبا جدا''· لكن القوات الأميركية لم تمهل أحدا· ويقول الحمداني إن المشهد يوم التاسع من أبريل ''كان معداً بإخراج سينمائي في إسقاط التمثال الكبير لصدام ''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©